خاض أميركيان في الثلاثينات من العمر، تجربة غير مسبوقة في عالم تسلق الجبال، إذ قررا استكشاف الأخاديد الموجودة في منتزه «ياوسمايت» الوطني في ولاية كاليفورنيا المعروفة بخطورتها. ولم يستخدم الثنائي كيفين جورغيسون وتومي كالدويل، سوى أدوات بسيطة لإنجاز مهمة محفوفة بكثير من المخاطر. وكانت المرحلة الأصعب في رحلة المستكشفين منطقة «إل كابتن» التي ترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 1000 متر. وينام الصديقان ويتناولان طعامهما في خيمة معلقة على جدار الجبل الجرانيتي. وبفضل التقنية الحديثة فإن المستكشفان لم يفقدا التواصل مع العالم وكانا يحدثان صفحتيهما على المواقع الاجتماعية كلما سمحت لهما الفرصة بذلك. كما وفر لهما «فيس بوك» و«تويتر» والمدونات الإلكترونية دعماً نفسياً كبيراً، من قبل المئات من المشجعين والمتحمسين في ولايات أميركية عدة، للاستمرار في المهمة إلى النهاية. ويقول جوش لويل الذي يتابع المغامرين منذ ست سنوات، على إحدى المدونات، «إن الشابين يبليان بلاء حسناً، نرجو لهما التوفيق في هذه المهمة الصعبة». مضيفاً «إنهما حالياً في فترة راحة والتقاط للأنفاس من أجل المضي قدماً لإكمال أصعب مرحلة في التسلق». والمعروف أن جبل «إل كابتن» يتميز بنهاياته الحادة التي تشبه شفرات الحلاقة، كما يعبر أحد المشجعين على «فيس بوك». واستغرق مرور كيفين وتومي بالجبل أياماً عدة، ويقول الأخير إنه فكر في الرجوع مرات عدة، لأن الجو كان غير مناسب لكن تشجيع كل منهما للآخر، فضلاً عن التغريدات على «تويتر» والتشجيع على «فيس بوك» كل ذلك قدم دعماً مهماً للمغامرين. وكانت فترة النوم في الخيمة المعلقة الأكثر إثارة بالنسبة لكيفين، إذ لم يكن يصدق أنه يعيش في «عش مثل الطير» ونظراً لخبرتهما الطويلة في تسلق الجبال، فقد كانا ينامان «قريري العين» في هذا المكان، ليالي وأياماً عدة، ومن الصعب أن يتجرأ شخص عادي على الإقامة فيه ليلة واحدة، حسب تعبير أنجيلا على «فيس بوك». يذكر أن العديد من المتسلقين سبق أن استكشفوا المنتزه الوطني، لكن كيفين وتومي هما أول من قام بذلك باستخدام الحبال فقط للحماية ضد السقوط في الوديان العميقة. ولم يستخدم الصديقان هواتفهما النقالة عندما كانا فوق مرتفعات شاهقة، وأيضاً في فترات الراحة، كما لم يتمكنا من الرد على مئات الرسائل التي تلقياها خلال الرحلة. إلا أن تومي نظم في أحد أيام الرحلة، ندوة مع مشجعيه على الإنترنت وأجاب عن الكثير من الأسئلة.
