أنتجت صناعة السينما المصرية خلال العام الحالي 2014 أربعة وثلاثين فيلماً تقريباً، أغلبها تم عرضه بالفعل في دور العرض المصرية على امتداد مواسم السنة، ومنها القليل تم تأجيل عرضه تجاريًا حتى مطلع العام الجديد 2015. وقد حققت تلك الأفلام إيرادات تخطت، حتى الآن، فلا يزال بعضها يعرض في السينمات، 196 مليون جنيه مصري، أي حوالي 27.2 مليون دولار أمريكي. وكان لثلاثة أفلام منها نصيب الأسد في الإيرادات وهي، "الجزيرة"، و"الفيل الأزرق" و"الحرب العالمية الثالثة". وقد فاقت إيرادات هذا العام، العام الماضي 2013 الذي بلغت إيراداته تقريباً 90 مليون جنيه مصري، أي حوالي 12.5 مليون دولار أمريكي. في إشارة إلى أن الصناعة ربما تكون في طريقها إلى التعافي خلال الفترة القادمة. وكعادتها دائماً، تراوحت مستويات الأفلام المصرية، بين الجيد والمتوسط والرديء. وإن غلب على معظمها ما يطلق عليه "أفلام المقاولات"، أي ذات التكلفة القليلة والتي يمثل فيها مجموعة من النجوم غير المعروفين أو ما يطلق عليهم الدرجة الثانية، والتي تعتمد بالأساس على الكلاشيهات المحفوظة في مواضيعها وحبكاتها الدرامية، وجملها الحوارية وتستند بالأخص إلى النكتة أو ما يسمى ب "الإيفيه"، وليس أفضل من مثال توضيحي على ما نقصده، سوى ذكرنا لاسم أحد الأفلام الذي حمل عنوان "المواطن بُرص". أفلام جيدة ومن أهم الأفلام الجيدة التى حظيت باستحسان الجمهور وإقباله وحققت نجاحًا على مستويات عديدة فنية ومهرجانية، فيلم "فتاة المصنع" من إخراج محمد خان، وبطولة ياسمين رئيس وهاني عادل وسلوى محمد علي وتأليف وسام سليمان. وقد اشترك الفيلم في أكثر من اثنتي عشر مهرجانًا محليًا وإقليميًا ودوليًا. و"الجزيرة 2"، من إخراج شريف عرفة، وبطولة كل من أحمد السقا وهند صبري وخالد الصاوي والراحل خالد صالح في آخر أدواره، وسيناريو وحوار محمد دياب وخالد دياب وشيرين دياب. وقصة الفيلم مستوحاة من واقعة حقيقة "قصة عزت حنفي". وفيلم "الفيل الأزرق"، من إخراج مروان حامد، وبطولة كريم عبد العزيز وخالد الصاوي ونيللي كريم، وهو من تأليف أحمد مراد. وأخيراً فيلم "صنع في مصر" من إخراج عمرو سلامة، وبطولة أحمد حلمي وياسمين رئيس ودلال عبد العزيز وإدوارد. غياب نجوم وقد غابت مجموعة من أبرز نجوم الكوميديا عن الساحة السينمائية، على غير عادتها في التواجد كل عام، ومنهم عادل إمام ومحمد هنيدي ومحمد سعد وأحمد مكي. في حين اقتصر الحضور الكوميدي هذا العام على أحمد حلمي، والثلاثي أحمد فهمي، وهشام ماجد، وشيكو الذين قدموا معًا فيلم "الحرب العالمية الثالثة". عودة الكبار وحضور الشباب شهدت السينما المصرية هذا العام عودة المخرج القدير محمد خان إلى الإخراج بعد غياب سبع سنوات بفيلمه "فتاة المصنع". وحصد الأخير الكثير من الجوائز، وكان من أفضل إنتاجات السنة، ودخل القائمة الطويلة لترشيحات أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وقد انتهى خان أيضًا من تصوير فيلمه الجديد الذي حمل اسم "قبل زحمة الصيف" بطولة ماجد الكدواني وهنا شيحة وأحمد داوود. وقد تم تصوير الفيلم بالكامل في منطقة الساحل الشمالي. كذلك شهد هذا العام أيضاً، عودة المخرج الكبير داوود عبد السيد بفيلمه الجديد "قدرات غير عادية" بطولة خالد أبو النجا، الفائز بأربعة جوائز له هذا العام عن أدوار تمثيلية مختلفة بأربعة أفلام متنوعة. قدمت المخرجة الشابة المتميزة هالة لطفي أول أفلامها الروائية، وحمل الفيلم اسم "الخروج للنهار" بطولة سلمى النجار ودنيا ماهر وأحمد لطفي. وقد اشترك الفيلم في العديد من المسابقات المحلية والعربية والدولية، وفاز بعدة جوائز منها: جائزتي الفيبريسي وأفضل مخرج من العالم العربي في مسابقة "آفاق جديدة" بمهرجان أبو ظبي السينمائي، و"التانيت البرونزي" في المسابقة الرسمية لمهرجان أيام قرطاج السينمائية، وجائزة "الأسد الذهبي" في المسابقة الرسمية بمهرجان "وهران للفيلم العربي"، وأخيرًا جائزة أفضل فيلم أفريقي في مهرجان "السينما الأفريقية" بميلانو. كما قدم المخرج الشاب أحمد عبدالله تجربته السينمائية الجديدة والمختلفة "ديكور" بطولة النجم خالد أبو النجا، وحورية فرغلي، وماجد الكدواني، ومن تأليف: محمد دياب وشرين دياب. وقد بدأ الفيلم عروضه التجارية مؤخرًا فقط، بعدما أنهى عروضه المهرجانية المختلفة. وكذلك شهد هذا العام خروج الفيلم الجديد للمخرج الشاب أمير رمسيس والذي حمل اسم "بتوقيت القاهرة". والفيلم من تأليفه، وبطولة النجوم نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبرى وشريف رمزى. وسوف يُعرض الفيلم تجارياً بالسينمات في منتصف يناير القادم 2015. وجدير بالذكر أن الفيلمين، "قدرات غير عادية" و"بتوقيت القاهرة" كانا قد عرضا مؤخراً في مهرجان "دبي السينمائي الدولي"، ولم تبدأ بعد عروضهما التجارية بالسينمات. كما شهد مهرجان "أبو ظبي السينمائي الدولي" هذا العام العرض الأول لفيلم المخرج الشاب إبراهيم البطوط والذي حمل اسم "القط" وهو من تأليفه. والفيلم بطولة عمرو واكد وفاروق الفيشاوي، وحتى الآن لم يتحدد بعد موعد العرض التجاري للفيلم. وقد شهد هذا العام مولد مخرج سينمائي جديد على الساحة المصرية، وهو المخرج كريم حنفي، الذي قدّم أولى تجاربه السينمائية تحت اسم "باب الوداع"، والذي كان من ضمن الأفلام المتنافسة بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، وهو من الأفلام التي أثارت الكثير من الجدل في الأوساط السينمائية والنقدية حول مستواها الفني وطرحها السينمائي المُغاير. ولم يتحدد بعد موعد طرح الفيلم في دور العرض المصرية. أزمات ورقابة ومنع من الأفلام التي تسببت في إثارة الأزمات في عام 2014 فيلم "أسرار عائلية"، من إخراج هاني فوزي. وذلك بسبب تناوله لتجربة شاب مثلي. وقد خشت الرقابة من عرض الفيلم، واستغلال ما به في إثارة الفوضى واللغط، والادعاء بأنّ الدولة تناصر حرية المثليين. وقد طالب رئيس الرقابة وقتها المخرج "أحمد عواض" بحذف بعض المشاهد، الأمر الذي رفضه المخرج. وبعد جدل إعلامي حول الفيلم وحرية الإبداع، وقبضة الدولة ورقابتها، والتناقض مع كل ما يشاع عن حرية الفكر والرأي والتعبير والإبداع. لجأ المخرج إلى لجنة التظلمات في الرقابة، التي أجازت، في النهاية، عرض العمل تحت لافتة "للكبار فقط". وقد تكررت نفس القصة على نحو حرفي مع فيلم "بنت من دار السلام" من إخراج طوني نبيه. فقد طالبته الرقابة بحذف مشاهد اعتبرتها "مُخلة بالآداب العامة". وقد رفض المخرج قرار الرقابة في البداية، مما أدى إلى تأجيل عرض الفيلم. وبعد ذلك، مع إصرار الرقابة على موقفها، حذف المخرج تلك المشاهد، ولم يلجأ للجنة التظلمات، فتم عرض الفيلم. وكان على رأس الأفلام التي أثارت جدلا واسعاً، رغم ضعف مستواها الفني، ووصلت بأزمتها إلى ساحات القضاء، فيلم "حلاوة روح" للمخرج سامح عبد العزيز وتأليف على الجندي وبطولة هيفاء وهبي وباسم سمرة، والذي قيل إنه يحتوي على مشاهد تسيء للأطفال. ومع اشتداد الجدال واللغط اتخذ رئيس الوزراء المصري قراراً بحظر الفيلم، بعد عرضه لعدة أيام، وعرضه في بيروت. وبعد أربعة أشهر عاد الفيلم لدور العرض والتوزيع التجاري بأمر المحكمة. أما فيلم "نوح" فقد أجازته الرقابة على المصنفات الفنية، لكن الفيلم لم يتم التصريح بعرضه في السينمات، وظل الموقف ملتبسًا ما بين الرقابة تارة والوزير تارة أخرى، وكانت الكلمة الأخيرة في النهاية لحجب الفيلم وعدم عرضه دونما سبب معروف وواضح، وإن كان الأمر بالطبع مرده لتجسيد الفيلم لشخصية النبي "نوح"، واعتراض الأزهر على تجسيد الأنبياء بصفة عامة في الأعمال السينمائية أو التليفزيونية بصفة عامة. وقد أبت الرقابة المصرية أن تمر آخر أيام عام 2014 دون إثارة أخرى، وكان ذلك مع الجدال الذي لا يزال دائرًا في الأوساط السينمائية، حول منع الرقابة لفيلم "الخروج: آلهة وملوك" للمخرج الأمريكي الشهير ريدلي سكوت. ومن بين ما قالته الرقابة في بيانها عن أسباب المنع: "عدم ملائمة الفيلم للأحداث التاريخية"، و"بسبب عدم الدقة التاريخية والدينية". رحلوا فقدت صناعة السينما المصرية خلال هذا العام رئيس غرفتها الراحل منيب شافي، كما فقدت العديد من المبدعين من أجيال مختلفة مثل المخرج القدير سعيد مرزوق، والمخرج المتميز مدحت السباعي، والمخرج المخضرم نادر جلال، والمخرج الشاب محمد رمضان، وكاتب السيناريو فايز غالي، والسيناريست ممدوح الليثي، وكاتبة السيناريو الشابة نادين شمس، وأسطورة الكوميديا المصرية سعيد صالح والممثل الرائع خالد صالح، والممثلة المخضرمة زيزي البدراوي، والكوميديان حسين الإمام، والممثل الكوميدي يوسف عيد، والممثلة القديرة مريم فخرالدين، والمغنية والممثلة معالي زايد.
