عقب نجاح السعودية فى وضع صيغة لتصالح "القاهرة- الدوحة" فرغلي: قيادات إخوانية تناقش مبادرة قطرية من محبسها بان: تصالح الدولة مع الجماعة وراد غطاس: حل الجماعة وإنشاء حزب سياسى شروط الدولة للتصالح القرضاوى يتوقف عن العمل السياسى بأوامر "تميم" فتحت أجواء المصالحة المصرية مع الدولة القطرية، التي تتم حالياً بقدر كبير من السرية وعلى مستوى رفيع من أجهزة استخبارات الدوليتن، برعاية من المملكة العربية السعودية، الباب مجاوراً، أمام المصالحة مع جماعة "الإخوان"، التي لفظها الشعب بعد ثورته الشعبية في 30 يونيو 2013، والتي استجاب معها الجيش والشرطة. الدولة الخليجية التي لطالما هاجمت مصر وسياساتها منذ عهد الرئيس المخلوع حُسني مبارك، وحالياً في ظل نظام الرئيس السيسي، خففت من حدة هجومها منذ أسبوع، بغية تلطيف الأجواء بالتزامن مع مناقشة الأمور العالقة بين الدوليتن. على الصعيد ذاته، وفي خطوة جاءت لتحسين العلاقات التي زادت حدة توترها، بين الدولتين الشقيتين، بعد عزل الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي، أغلقت قطر فضائية "الجزيرة مباشر مصر" و"الجزيرة مباشر"، لحين عودة بث الأولى من القاهرة، في إشارة تبعث على إلى احتمالية تغيير سياساتها. وعلمت "المشهد" من مصدر رفيع إن جهازي مخابرات الدوليتن، اتفاقتا على طرد قيادات الإخوان من العاصمة القطريةالدوحة، وأوضح المصدر أن قطر تتجه إلى ترحيل قيادات الإخوان المقيمين لديها إلى تركيا، مشيراً إلى أن تركيا ستستضيف عدد من قيادات الأخوان على ثلاثة مراحل تبدء من الأسبوع المقبل حتى مطلع العام الجديد، وتابع المصدر: "مسئولي البلدين اتفقا على ضرورة تلطيف الأجواء فيما بينهم". وأوضح المصدر أن قطر طالبت من تركيا تخفيف الاحتقان، مع القاهرة، وأن تركيا وافقت على تلطيف الأجواء مع القاهرة، وربما هذا ما ظهر في تصريحات لنائب رئيس الوزراء التركى، بولند أرينج، الذي ألمح إلى ضرورة إزالة التوتر القائم بين بلاده ومصر، حيث قال: "علينا أن نقيم علاقاتنا مع مصر على أرضية سليمة بسرعة، وقد تكون مصر هى التى يجب أن تقدم على الخطوة أولًا، لكن علينا تحقيق ذلك". وفيما يخص الداعية الإخواني المثير للجدل يوسف القرضاوي، قال المصدر إن قطر فرضت على القرضاوى تعليمات صارمة بالتوقف عن العمل السياسي، والتركيز على العمل الدعوي، بتعليمات من الديوان الأميرى تحديدا من الأمير تميم، وربما هذا ما ظهر في وقف الداعية الإخواني تصريحاته المثيرة للجدل. وأشارت المصادر إلى أن مسئول قطرى أبلغ مصر بأنه سيتم ترحيل قيادات الاخوان من قطر، إلا أن موضوع تسليمهم قد يكون صعب، إلا أن مصر طلبت تحديداً تسليم قياديين، رفض المصدر الكشف على اسمهما، إلا أن المسئولين فى قطر أبلغوا مصر فى صعوبة ذلك ولكن تم ابلاغ مصر بان كافة انشطة السياسية الاخوانية داخل قطر يتم التحقيق فيها بناء على تعليمات الديوان الأميري. من جانبه، فال الباحث في الحركات الأصولية، كمال حبيب، إن إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر أولى خطوات إثبات حسنة نية من الجانب القطري، موضحاً ل"المشهد" أن إغلاق القناة سيحرم الإخوان من المنصة التي كانت تسجل أنشطتهم، مرجحاً أن تطلب قطر من قيادات الإخوان المتواجدة في الدوحة مغادرة ابللاد. وفيما يخص مسألة تصالح الدولة مع جماعة الإخوان، قال الخبير في الحركات الإسلامية أحمد بان، أنه من المتوقع أن تحدث تفهمات بين الجماعة والدولة خلال المرحلة المقبلة، برعاية قطرية. وأشار بان إلى أن قطر سترعي خلال الفترة المقبلة تفهمات خاصة في ظل، إظهارها حسن النويا فيما يخص، الوفاء بتعهداتها، بإغلاق فضائية الجزيرة مباشر مصر، فضلاً عن بروز نوع جديداً من التعاون. وفيما يخص، تصريحات احمد منصور بوجود قيادات جديدة للجماعة ستكون أكثر ثورية، وتوقد العمل النضالي خلال الفترة المقبلة، قال بان إن منصور بعيد عن قيادات الجماعة وقراراتها الداخلية. بينما، أوضح رئيس مركز مقدس للدراسات، سمير غطاس، أن المرحلة المقبلة ستشهد تفهمات بين الدولة وجماعة الإخوان، إلا أن تلك التفهمات ربما لا تلقى إلى التصالح، بين الطرفين كون الامر وصل بينها إلى أنها باتت العلاقة بينهم جدية، بمعني ان يكون أحدهم فائز والأخر خاسر. وأشار غطاس إلى أنه من المتوقع ان تطلب الدولة حل الجماعة نهائياً، وألا يكون هناك جمعية حتى بحمل الأسم، مرجحاً أن تقبل الدولة بوجود حزب سياسي، يلتزم بقرارات لجنة شؤون الأحزاب، وصحيح القانون، على ان يكون ذلك الحزي بغير مرجعية دينة. بدوره، قال الخبير في الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، أن جماعة "الإخوان" يتبدي استعدادها للتراجع خطوتين إلى الوراء من أجل إنهاء الأزمة السياسية في مصر، على خطى تصريحات الأمين العام للجماعة محمود حسين، من نبذ جماعته العنف، وأن من يمارسه ليس منها وليست منه. وأشار فرغلي أن تصريحات القيادي يوسف ندا بأن حواراً جرى بينه وبين رجال في الدولة حول الوساطة، يظهر كيف أن جماعة الإخوان ستتراجع مهما طال الأمر، وستبدي استعدادها للاعتذار، وبعدها التفاوض مع الدولة مفاوضات جدية، وستسير في طريق المصالحة. وقال فرغلي أن هناك مبادرات، يتم مناقشتها حالياً، مع قيادات إخوانية في السجون، برعاية قطرية، مشيراُ إلى أن المبادرة تتضمن انصياع الجماعة للدولة لقرب موعد الانتخابات البرلمانية، حيث من الصعب أن تبعد الجماعة عن المشهد السياسي طيلة 4 أو 5 سنوات، ما سيدفعها نحو البحث عن مخرج قبل أن تفقد الفرصة الأخيرة لها في الحياة. تابع: "من بين الأسباب أيضاً، افتقاد تظاهرات الإخوان بريقها، نظراً لأن غالبية أنصار الجماعة لم يعد يستجيب دعوات القادة، فبعد أكثر من عام من التظاهرات والاعتصامات، لم يتحقق أي جديد على الساحة، بل ظل عناد الإخوان في عدم قبول أي حل ينقذ البلاد، ما يجعل كثيراً من أنصارها يعزف عن المشاركة في فعالياتهم. كما فقدت الجماعة السيطرة على بعض شبابها، وأصبح بعضهم يكفر بالسلمية، ويرى العنف الطريق الأمثل له، ما أدخل الجماعة في ورطة كبيرة، وجعلها تفكر في البحث عن حل. كما أن هناك تذمراً من جانب الشباب من هروب قياداتهم إلى الخارج وتركهم هم يواجهون المصير في الداخل. كما أن أزمة الإخوان أصبحت إقليمية، بعد إعلان السعودية والإمارات والبحرين الجماعة إرهابية، وبدء التحقيق في نشاطاتها في بريطانيا، ولعل هذا ما دفع بعض قياداتها إلى التبرؤ من العنف لتوجيه رسالة إلى الجميع بعد الضغوط الإقليمية والدولية. وحدد فرغلي نقاط ربما ترسم حدود المصالحة بين الجماعة والنظام، وستتمثل في، خفض عدد التظاهرات المؤيدة للجماعة وليس توقفها في شكل لا يظهر معه أن هناك استراتيجية جديدة، مع ترك الجميع يتحدثون عن فشل الإخوان في الحشد. إلى جانب، الإفراج عن قيادي أو أكثر من جماعة الإخوان بما يطرح الثقة لدى قواعد التنظيم في وجود متنفس، وأفق للعمل السياسي، استنكار جماعة الإخوان لحوادث العنف المسلح التي تجرى من جانب السلفية الجهادية والجماعات التكفيرية في بيان رسمي. من العدد المطبوع من العدد المطبوع