المركزي الروسي يرفع الفائدة 6.5% للحد من خسائر الروبل هبوط برنت دون ال60 دولارًا يفاقم أزمة العملة الروسية رغم خطوات البنك المركزي الروسي الجادة لكبح مخاطر التضخم وهبوط العملة الروسية "الروبل" عبر رفع سعر الفائدة من 10.5% إلى 17%، إلا أن "الروبل" سجل تراجعًا قياسيًا في سعره مقابل الدولار واليورو، خلال تعاملات الثلاثاء، لم يشهده منذ الأزمة المالية الروسية في عام 1998. تراجع خام برنت فيما أدى انخفاض خام برنت ما دون ال60 دولارًا للبرميل الواحد خلال اليومين الماضين، ليسجل أعلى هبوط له منذ 5 سنوات، إلى تفاقم أزمة انخفاض العملة الروسية. وكانت العملة الروسية قد استعادت بعض خسائرها خلال تعاملات الثلاثاء، حيث فتحت على ارتفاع يقدر بنحو 10% مقابل الدولار بسبب قرار المركزي، لكن تلك المكاسب سرعان ما تحولت للهبوط وعادت لتسجل انخفاض إلى مستويات قياسية، حيث سجل الدولار 69 روبلا، واليورو 86 روبلا، ليفقد الروبل بذلك ما بين 20% و26% من قيمته أمام الدولار واليورو في يوم واحد. خسائر الروبل بدأت خسائر الروبل بعدما سجل تراجعًا، الإثنين، يقدر بحوالى 10%، مثيرًا صدمة هائلة غير مسبوقة منذ أكثر من 15 عامًا، مما قد يدفع خسائر هذا العام مقابل الدولار تصل إلى أكثر من 50% من قيمته. كما تأثر مؤشر بورصة موسكو "ار تي اس"، خلال تداولات الثلاثاء، متراجعًا إلى 14% بعدما سجل تراجعًا الإثنين يقدر ب10%. الحفاظ على الروبل وفي محاولة أخرى من البنك المركزي الروسي للحفاظ على العملة الرسمية، فقد حدد السعر الرسمي لصرف الدولار، غدًا الأربعاء، عند 61.1512 روبلا للدولار الواحد. وبحسب تصريحات رئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيؤلينا، فإنها أكدت أن تراجع قيمة الروبل يعود قبل كل شيء إلى تأثير عوامل خارجية، في إشارة منها إلى تراجع أسعار النفط العالمية إلى مستويات قياسية، والعقوبات الغربية التي تم فرضها ضد روسيا المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، موضحة أن قرار البنك يهدف إلى الحد من التداعيات السلبية لتراجع سعر صرف الروبل، مشيرة إلى أن هذا القرار سيؤدي إلى زيادة الفائدة على الودائع بالبنوك، وبالتالي زيادة جاذبية الودائع بالروبل بالنسبة إلى السكان. كما حذرت أن سعر صرف الروبل العائم ورفع نسبة الفائدة الأساسية سيجعل نشاط المضاربين في سوق العملات محفوفًا بأخطار كبيرة، لافتة - عبر التلفزيون – إلى أن عودة الروبل إلى مستوى يتماشى مع أسس الاقتصاد "سيستغرق وقتا". أسباب الانهيار من جانبهم، أرجع خبراء انهيار الروبل إلى عدة أسباب منها عمليات المضاربة في السوق، وتراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى مستويات قياسية نتيجة لهبوط الطلب وزيادة العرض بعد أن رفضت "أوبك" في اجتماعها الأخير خفض مستوى إنتاجها الذي يبلغ حاليا مستوى 30 مليون برميل يوميًا، بالإضافة إلى العقوبات الغربية المفروضة ضد روسيا فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، والتي طالت قطاعات اقتصادية أساسية في الاقتصاد الروسي. ملاذات آمنة من ناحية أخرى، أدى الاضطراب الذي شهدته أسواق العملات العالمية، اليوم، إلى دفع المستثمرين صوب الملاذات الآمنة مثل الين والفرنك الفرنسي مع تهاوي الروبل وهبوط أسعار النفط إلى أقل من 60 دولارا للبرميل. تقلبات العملات شهدت أسواق العملات تقلبات بعد يوم من قيام البنك المركزي الروسي برفع الفائدة 650 نقطة أساس إلى 17% لوقف انهيار الروبل، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح وهوت العملة إلى مستوى قياسي منخفض فوق 80 روبلا للدولار. في الوقت ذاته، شهدت بعض العملات انخفاضًا في سعرها مقابل الدولار، كالرونة النرويجية التي هبطت بنحو 4% لتسجل أدنى مستوياتها منذ 1992، فيما ارتفعت عملات أخرى كالين الذي ارتفع 1.8% والفرنك السويسري وكذلك اليورو.