تتعرض محافظة جنوبسيناء كل عام لأمطار غزيرة تتحول إلى سيول جارفة بعد أن تتجمع في الوديان الضيقة وتدمر كل ما تقابله في الطريق حتى تذهب هباء إلى مياه خليجي السويس والعقبة دون الاستفادة منها بالرغم من أن المحافظة صحراوية وتعاني من ندرة المياه والجفاف. والمدن التي تتعرض للسيول معروفة وهي "سانت كاترين ونويبع ودهب وشرم الشيخ ورأس سدر وأبو زنيمة وطابا وطور سيناء وهناك العديد من السدود والبحيرات الموجودة بهذه المدن لإعاقة السيول أو تخزينها ولكنها تحتاج إلى تطوير لأن كميات المياه التي تسقط على المحافظة تزيد عاماً تلوا الآخر وفق آخر دراسات أجرتها وزارة الري والموارد المائية ومعهد بحوث المياه. وقال اللواء احمد فوزي سكرتير عام المحافظة في تصريحات صحفية: أنه تم وضع دراسة للاستفادة من هطول السيول الغزيرة بالمحافظة مع الدكتور حسام المغازى وزير الري وسيتم الانتهاء من المشروع فى شهر مارس المقبل للقضاء على هذه الأزمة بتكلفة 50 مليون جنيه.
وقال :"اننا تعلمنا من الأخطاء السابقة في أزمة السيول وأصبحت لدينا قاعدة بيانات بالأماكن الخطرة التي تتعرض لسيول قوية كما تم تشغيل كافة أجهزة الإنذار والتنبؤ بالأمطار والسيول في وادي وتير وسانت كاترين". أكد أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى تحسبا لسقوط سيول خلال الفترة القادمة موضحا أنه تم المرور على كل المخرات والمجاري من طابا وحتى رأس سدر لتطهيرها وفتح البرابخ بالإضافة إلى التنبيه على ضرورة توفير السلع الاستهلاكية والإستراتيجية خاصة الوقود والتأكد من وجود رصيد كاف للمحافظة أثناء هذه الأزمات. واعترف سكرتير عام المحافظة أنه كانت هناك أخطاء في السابق تم معالجتها فيما بعد بشأن إدارة أزمة السيول. في نفس السياق تم عقد عدة لقاءات بين الجهات المعنية ومجالس المدن حيث أعلن رؤساء المدن التي تتعرض للأمطار الغزيرة والسيول مثل "نويبع وسانت كاترين ودهب وشرم الشيخ" أنه تم تجهيز وتطهير كل مجاري السيول وتم تنفيذ المقترح الذي تم الاتفاق عليه مع مركز بحوث المياه خاصة في طابا التي تعرضت لأمطار غزيرة تسببت في سيول قوية في شهر مايو الماضي أسفرت عن تدمير شبكات طرق وفنادق تقدر بنحو 850 مليون جنيه.
في سياق متصل أكد العميد عصام خضر مدير ادارة الازمات والطوارئ بالمحافظة أنه في إطار استعداد المحافظة لموسم السيول تم مراجعة أماكن تمركز المعدات الثقيلة في كل المد والدفع بمعدات نقل اللوادر وسيارات شفط المياه في المدن المعرضة للسيول لافتا إلى أنه تم تنفيذ مشروع حماية دهب من أخطار السيول بتكلفة 80 مليون جنيه لإقامة سدود وخزانات في أودية المراخ ووداي طابا وتنفذه شركة "المقاولون العرب" حاليا موضحا أن مراكز الإغاثة جاهزة وتم مراجعة كل الأرصدة من بطانيات وخيام. أضاف إن مركز بحوث المياه يرسل خريطة يومية للمحافظة موضح عليها الأماكن المعرضة للأمطار وعلى الفور توزع على كل المدن لتكون مستعدة في حالة سقوط الأمطار. من جانبه قال المهندس جمال جرجس مدير عام الموارد المائية والري بمحافظة جنوبسيناء أنه تم تصنيف المحافظة الي3 مناطق من حيث خطورة السيول بحيث تضم الدرجة الأولي مناطق خليج السويس وطرق وديان فيران والطرفة وواتير والنبي صالح ونخل ومدينة نويبع وطريق طابا رأس النقب, ومناطق الدرجة الثانية وتشمل رأس سدر وأبو رديس وقرية عنبر الأخضر ووادي الرحة بسانت كاترين وطريق كاترين نويبع وشرم الشيخ رأس محمد وطور سيناء ومدن خليج العقبة طريق نويبع دهب شرم الشيخ ومناطق من الدرجة الثالثة بمدن خليج السويس الشمالية وأبو رديس وشرم الميه بشرم الشيخ وخليج نعمة ومنطقة أم عدوي و يجري العمل حاليا في استكمال إنشاء عدد 2 سد بوادي "زلجة" التابع لمدينة نويبع بتكلفة قدرها 12 مليون جنيه مضيفًا أنه جار إنشاء سد إعاقة بخزان أرضي بوادي النصب الأسفل بمدينة دهب بتكلفة قدرها 2 مليون و600 ألف جنيه ونسبة العمل فيه بلغت 70 % وسد إعاقة آخر بوادي سعدي بتكلفة 900 ألف جنيه.
وأشار جرجس أنه تم تطهير وتوسعة بحيرة تخزين سد النصب الأعلى بمدينة دهب بتكلفة قدرها 750 ألف جنيه.
ويتم حاليا تنفيذ بحيرة "بعبع" بتكلفة قدرها 4 ملايين جنيه وكذلك سد وادي الأخضر بتكلفة 4 ملايين ونصف جنيه وذلك لحماية مدينة أبورديس من أخطار السيول".
وكشف مدير المياه المائية أنه تم الانتهاء من سد وادي الطيبة وسد وادي أم الشيبة بمدينة أبوزنيمة بتكلفة 5 ملايين جنيه.
وفيما يتعلق بمدينة رأس سدر قال مدير الموارد المائية إنه جار دراسة وادي "وردان" بوادي سدر لتقرير ما يلزم بشأنه وجار الدراسة بمعرفة معهد البحوث المائية. إوضح انه يتم حاليا إنشاء مشروع 22 بحيرة مائية بمدينة سانت كاترين بالمحافظة. وقال جرجس أن إنشاء هذه البحيرات جاء للاستفادة من مياه الأمطار الموسمية والسيول التي تضرب مناطق عدة بالمحافظة بهدف توفير مياه الشرب واستغلالها في الزراعة لتحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى المعيشة بالإضافة إلى أنها ستساعد في التقليل من أخطار السيول.
