- حق العرب والمسلمين فى القدس "خرافة" قتل الآلاف بسببها - قلت للسيسى أن قضية "اليهوديات" أخطر من الإخوان - الخليجيون يساعدون مصر خوفًا على بلادهم - يتم التلاعب بالعرب واليهود معًا.. ويجب التركيز على القضية الأساسية يقاتل العرب والمسلمون، منذ عشرات السنين، لأن الدولة الصهيونية، تحتل أرض فلسطين، ودرة تاجها مدينة القدس، حيث يوجد المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. ملايين شردوا وعشرات الآلاف قتلوا ثم يأتى الدكتور يوسف زيدان، الباحث وصاحب رواية "عزازيل"، ليقول هذه "خرافة"، فلا وجود للمسجد الأقصى فى فلسطين، وأن الرسول أسرى به إلى "مشارف مكة"، حيث مكان الإحرام "التنعيم". وكشف زيدان، عن حوار دار بينه وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى، حول سبب إطلاقه سنة "اليهوديات"، فقال له: أن" القضية هي الأخطر من قضية "الإخوان المسلمون"، مشيرًا إلى أنها ستنتهى بعد عدة أشهر، كما أن هذه "معركة" تدار من الخارج ويتلاعب بنا وباليهود معًا، ولابد أن تخوض مصر المعركة وستكون فى المواجهة، كما رأى أن دول الخليج تساعد مصر، لأنها معركتهم فهم يخافون على بلادهم، فعلينا أن نقوم بالمهمة لأن "الإخوان" في النهاية "ظاهرة مصرية"، وإلى نص الحوار: - هل هناك أمثلة للروايات التاريخية التي بحاجة إلى تفكيك؟ نعم، وهي وإن كانت رواية تاريخية إلا أنها تعيش معنا، وهي خرافة بسببها قتل الآلاف منذ نحو 60 عاماً، رغم أنه "لا يوجد موضوع أصلاً"!.. وهي بكل صراحة ومباشرة الرواية التي تقول إن العرب والمسلمين لهم حق في ما يسمونه القدس حيث المسجد الأقصى! وهذه إحدى ركائز مشروعي هذا العام، والذي يحمل عنوان "يهوديات". والسبب في هذه الخرافة هو الخطأ في تفسير آية سورة الإسراء "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"، فالأمر كما أراه أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يبحث عن الله أو كان يناجي الله، وهو في هذه الحالة من البحث والوجد سار مسافة طويلة، وكما قد يحدث لأي منا إذا كان في هذه الحالة وسار مسافة طويلة، وبعد الوصول إلى نقطة وصول غير التي بدأ منها المسير يقول هو أو يقول غيره: سبحان الله! كم سار هذا الرجل؟! أي كم قطع من مسافة؟ أي أنها مسافة طويلة! فالآية تقول: "سبحان الذي أسرى بعبده"، أي جعله يمشي في الليل، لأنه يقال في اللغة سار إذا مشى الإنسان نهاراً، وسرى إذا كان ليلاً، فالمعنى أنه أسرى بعبده، أي جعله يمشي ليلاً من المسجد الحرام أي عند الكعبة، إلى المسجد الأقصى والمقصود به المكان الذي كان يحرم منه أهل مكة قبل الإسلام، ثم أقره الإسلام ميقاتاً مكانياً من مواقيت الإحرام، وهو ما يعرف حالياً بالتنعيم! فلا وجود لما يسميه المسلمون المسجد الأقصى، لأنه بني في وقت متأخر بعد عصر الخلفاء الراشدين. وماذا عن قبة الصخرة.. القبة التي يفترض أنها كانت نقطة المعراج؟ هذه القبة بناها الوليد بن عبد الملك في العام 62 من الهجرة. - تقصد كساها بالذهب كما ورد في الروايات التاريخية؟ لا.. بناها..!.. آية الإسراء المشار إليها آية مكية، أي لم يكن هناك مسجد بالمعنى الاصطلاحي لا في مكة ولا في فلسطين، فالكلام عن مكان السجود، لأن تصور المسجد هو تصور "يثربي"، أي ظهر في يثرب (المدينةالمنورة). كما أن المدينة لم تعرف باسم القدس في ذلك العصر المتقدم، وإنما كانت تسمى إيلياء، وإنما هو وصف متأخر من المسلمين بعد عصر الخلافة الراشدة وما بعده، فاليهود يصفون المدينة بلغتهم "بيت هالمقداش" أي البيت المقدس، كما نصف نحن مكة بالأرض المقدسة أو الكعبة بالبيت المقدس.. فالمسلمون أخذوا التسمية اليهودية للمدينة، ويصارعون اليهود على حقوق لهم في تلك المدينة، كما يدعون، ولعل هذا سبب استغراب اليهود وإنكارهم لما يردده المسلمون – خصوصاً في العصر الحديث - منذ عشرات السنين!. ويضيف: عندما تسلم عمر بن الخطاب المدينة بعد فتحها كما تذكر الروايات، فهو قد تسلم مدينة إيلياء، وكتب عهداً لأهل إيلياء، لم تذكر القدس أو بيت المقدس في تلك الروايات المتقدمة. ولم يصل عمر في المسجد الأقصى، لأنه لم يكن هناك مسجد أقصى حينها حيث إنه بني بعد العام 62 من الهجرة! - فلم إذن كانت تلك الحروب وهذا الصراع؟ "بكش"! نحن العرب والمسلمون خدعنا! - إذن اليهود لهم حق في المدينة: القدس أو إيلياء أو كما تفضل تسميتها؟ نعم بالتأكيد! وهذا كما قلت ما أحاول توضيحه كجزء من مشروعي في عام "اليهوديات".. ولذلك عندما سألني الرئيس عبد الفتاح السيسي: لماذا قررت إطلاق سنة "اليهوديات"؟ فأجبته لأن هذه القضية هي الأخطر من قضية "الإخوان المسلمون"! فسألني: كيف؟ قلت: لأنه بعد عدة أشهر سينتهي الأمر، وأنت تعلم كما أعلم أن الأمر يتم تحريكه من خارج مصر، وأن هذه "معركة" لابد أن تخوضها مصر، ولذلك يساعدنا الخليجيون لأنها معركتهم فهم يخافون على بلادهم، فهي معركتهم التي نتحمل أن نكون فيها في المقدمة، ونتحمل ما لا تستطيع دول خليجية أخرى تحمله، فعلينا أن نقوم بالمهمة لأن "الإخوان" في النهاية "ظاهرة مصرية". ثم أكلمت له – يقصد للسيسي – أنني أرى التركيز في القضية الأساسية، لأنني أعتقد أنه تم التلاعب بنا وباليهود معاً. ولذلك كانت سنة "اليهوديات"، للتدرج مع الناس حتى لا يصدموا، فالمثقف في تحريكه ونقده لثوابت مجتمعه، كما كنت دائماً أخبر د.نصر أبوزيد، يجب أن يكون مثل الجراح في تعامله مع المخ البشري، بمشرط بالغ الحساسية والرهافة! ولذلك – مرة أخرى - كانت سنة اليهوديات، وتتضمن 24 محاضرة وغيرها من الفعاليات، التي في إحداها حاولت إثبات خرافية بعض المصطلحات مثل "الصهيونية العالمية" و"الماسونية الخفية" و"بروتوكولات حكماء صهيون". - ألست متخوفاً من ردود الأفعال إذا أعلنت على الناس أمراً كهذا؟ ما الذي يمكن أن يحدث؟ ما "أقصى" ما يمكن أن يحدث؟!.. لا، أنا غير متخوف. - إذا كان الأمر كذلك فما هي صيغة التعايش لكل من الطرفين اللذين يدعي كل منهما أن له حقاً في المدينة المقدسة: العرب (المسلمون) واليهود؟ صيغة التعايش هي أن يعيشوا معاً!.. ويتخذوا الصيغة السياسية التي تناسبهم لحكم دولة. - هل تقبل إسرائيل بذلك، خصوصاً أنها دولة قائمة على أساس ديني عرقي؟ الإسرائيليون أيضاً أغبياء! والسلطة هناك تستغل الأمر لكسب التعاطف الديني اليهودي ولتنشط القوى الدينية المناهضة لها في الوقت نفسه، ليظل الصراع قائماً ودائرة العنف المغلفة تبقى كما هي.