المشاعر..كلمة (شفَّافة) نرى من خلالها وبجلاء حب الآخرين لنا ,واهتمامهم بنا ..كلمة(رنَّانة )تطرب لها الأسماع ,وتأسر بها العقول ..كلمة (عالمية ) لولاها لما تراحم الناس,و لما رأينا حنان الأم المتدفق لطفلها ..لما رأينا عطف الأب ,وتضحيته بزهرة شبابه ,ليرى الابتسامة على شفاه رفيقة دربه.بل حتى مشاعرنا مع الحيوان ,بل والجماد, نعم حتى الجماد .....نحب أقلامنا و ساعاتنا و هواتفنا التى تصلنا بالعالم. ألم يقل نبينا الكريم ,عليه الصلاة والتسليم (جبل أحد يُحبنا و نحبه ),المحبة المقصودة هنا محبة حسية وليست معنوية. إذاً لماذا نضع أنفسنا على الصامت (SILENT) لماذا لانعبر لبعضنا عن مشاعرنا لماذا نعتبر الأمر تافهاً؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا لانعطي أفضل ما عندنا في الحياة ؟؟لماذا نستسلم لضغوطات الحياة ومتاعبها التي لاتنتهي ؟؟؟ ونعبر لكل من نعرفهم عن مشاعرنا تجاههم حتى لو كانت مشاعر عتاب ونفعل ذلك مع كل من نعرفه. الأزمة في رأيي ليست أزمة فقر في المشاعر فالكل أغنياء ومالكين للمشاعر و لكن الأزمة هي العجز عن التعبير ,أو الخجل من إظهار تلك المشاعر بجلاء ...أن المشاعر موجودة با لفعل , ولكن( الفقر) في طريقة ايصالها للطرف الآخر ، إما للخجل من إظهارها ,أو الشعور أن إظهارها بسخاء يحط من قدر الشخص (حتى لو بين الزوجين ,الآباء مع أبنائهم ..........إلخ) يجب أن نعطي المشاعر حقها وأن يكون هناك دفء بالمشاعر وهذا يتحقق بالاعتدال أي لا يكون هناك تفريط أو فقر لأن كلاهما يؤدي نفس النتيحة فلنحرص جميعا أن لا تبعدنا الضغوط وما نواجهه من مشاكل عن التعبير عن المشاعر فهي هامة وفقرها يؤدي الى مشكلة كبيرة، فعندما يكون هناك فقر في المشاعر بين الزوجين يؤدي الى جفاف العلاقه الأسرية وقد تنهار نهائيا وعندما يكون هناك فقر في المشاعر بين الأبناء وآبائهم فأن ذلك يكون عقوقا وعندما يكون هناك فقر في المشاعر من الآباء تجاه أبنائهم سينشأ الأبناء وهم يعانون من مشاكل فى حياتهم. و أنا تعجبت جدا عندما سافرت لبعض الدول غير الأسلامية وياعجبا لما وجدته من ترحيب واحتواء وعبارات الترحيب فى التعامل. ألسنا نحن أولى لأن ديننا و اسلامنا و رسولنا كان قدوة لنا فى هذه التعاملات؟ فما أحوجنا لمشاعر تدغدغ أنفسنا وتريح قلوبنا وتزرع الأمل فينا ليوم جديد وما أحوجنا أن نحول التعبير عن المشاعر الى عادة ، فالألسنة مغاريف القلوب. ومن أجمل ماقرأت كتاب رائع يناقش هذه القضية ويضع العلاج و هو كتاب "فقر المشاعر" للشيخ محمد ابراهيم الحمد فعلا أوصيكم بقراءته. و اليكم فقرات من الكتاب "الإنسان مركب من جسد وروح ومشاعر ... فليس جمادا أصم , وليست حاجته قاصرة على الطعام والشراب فحسب بل هو محتاج الى غذاء عقله ، وروحه , ومشاعره . مراعاة المشاعر منهج شرعي , ومطلب اجتماعي يحتاجه المعلم مع طلابه ... وعميد الأسرة مع أهل بيته ... والعالم في تصديه للناس , والرئيس الأعلى في سياسته لرعيته ... بل ويحتاج اليه كل إنسان مادام مدنيا بطبعه , ولا يستطيع أن يعيش في عزلة مطلقة .. لا تحتقر شيئا مما يكسبك شكورا , وتزداد به صحيفة أعمالك نورا ؛ فلا تحتقر كلمة طيبة أو ابتسامة صادقة تنزلها رحمة على قلب إخوانك ... لا تتهاون بملاطفة الصغير , فإنه سيكبر ولن ينسى لك ذلك الجميل ولا يغب عن بالك مواساة العامل الغريب , فأنه يأنس بذلك , ويرتاح له لا تتوان أن تقول للناس حسنا ؛ فإن كنت تعرف من تقول له ذلك استلمت قلبه , وان كنت لاتعرفه فقد أسعدته , وكسبت رضا ربك في ذلك كله لا تحتقر المكالمة الهاتفية , أو الرسالة البريدية المسعدة المعبرة , المذكرة , المواسية , وتذكر أن في " الكلمة الطيبة صدقة " واستحضر أن تبسمك في وجه أخيك صدقة... ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق ... وقال تعالى (خذالعفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) اقبل من الناس ماتيسر ............... ودع من الناس ماتعسر واشكر على القليل , وتجاوز عن الكثير , والله يتولاك ويرعاك. ياريت بعد قراءة الكتاب تخبرونى ياترى غيرتم وضعكم من الصامت(SILENT) .قراءة ممتعة بأذن الله ----------- -----------