أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا" الدكتورة ريما خلف أن التمكين الحقيقي للمرأة سيبقى صعب المنال في غياب نهضة شاملة تؤسس لنظم حكم قوامها القانون والحق وتعيد بناء المجتمعات على مبادئ المساواة واحترام الآخر وصيانة الحقوق. ورأت في مشاريع الانتقال إلى الديموقراطية في بعض البلدان العربية بارقة أمل في تحقيق النهضة المنشودة لأنها تبشر بانتهاء زمن التمييز والإقصاء والتهميش. واعتبرت في مداخلة خلال ندوة حول "المرأة في التغيرات العربية" نظمها "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" اليوم أن الخطر الأكبر الذي يتهدد المرأة العربية الآن هو إجهاض عملية الانتقال إلى الديموقراطية أو إفراغها من مضمونها الحقيقي. وشددت على ان دواعي القلق تتمثل في ارتفاع منسوب التوقعات والتطلعات الشعبية في أعقاب الانتصار الأول للثورة والتهميش النسبي للمرأة في بعض الترتيبات السياسية الانتقالية وارتفاع أصوات متشددة تطالب بالتخلي عن المكتسبات التشريعية التي حققتها المرأة في ظل الأنظمة السابقة. ولفتت الى تدني أعداد النساء في الهيئات الحاكمة ما بعد الثورة مشيرة الى أنه كثرت المخاوف من تقييد الحريات الاجتماعية وحقوق المرأة خصوصا حرياتها بسبب عدم الثقة بالتطمينات والوعود التي قدمتها بعض الأحزاب. وعن عوامل التفاؤل لفتت الدكتورة ريما خلف إلى أن الوقائع في الدول العربية التي بدأت عملية الانتقال إلى الديموقراطية لا تدل على تراجع في المكتسبات التي حققتها المرأة مشيرة الى ان تونس والمغرب قررتا سحب جميع التحفظات على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. ورأت ان المرأة العربية كسرت حاجز الخوف وأصبحت أكثر شجاعة وأكثر قدرة على معارضة السلطة المجحفة سواء كان على الصعيد السياسي أم على الصعيد الاجتماعي مؤكدة انها تواجه عددا من التحديات المزمنة أهمها استمرار تهميش النساء وتعرضهن للحرمان الشديد من فرص توظيف قدراتهن في العمل السياسي والاقتصادي المنتج.