الزحمة زمن الحرب -------------- غزة، خانيونس المعسكر الحرب زحمة الحرب تخرب كل البنية التحتية وتخلق ازمات وكل ازمة تولد ازمة جديدة، الزحمة تولد زحمة نزحت مع اسرتي صباح يوم الجمعة الموافق 18/07/2014 م من القرارة شرق خانيونس الى المخيم غرب خانيونس، المخيم بطبيعته يشكو من الزحمة والاكتظاظ زحمة في مدارس اللاجئين التابعة للأنروا والتي تستخدم كمراكز ايواء للنازحين، زحمة في مراكز الايواء والتي تزدحم ب 75 الف نازحا في 18 مدرسة هي كل مدارس الوكالة في مخيم خانيونس الوضع في باقي مدن قطاع غزة لا يختلف كثيرا ان لم يكن أسوأ، زحمة في الغرف الدراسية حيث يعيش في كل غرفة 50 طفلا وامرأة، والرجال يقتلون أوقاتهم في الساحات والطرقات والمساجد. دمرت الطائرات الاسرائيلية محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة مما أدى الى اشتعال النيران فيء خزانات الوقود لليوم الثالث على التوالي، نقصت ساعات امداد المنازل بالكهرباء من 6 ساعات الي ساعتين فقط يوميا. النازحون والمقيمون يزدحمون حول المياه حيث يعاني الجميع من نقص شديد في مياه الشرب ومياه الاستخدام المنزلي، شحت المياه وتفاقمت أزمتها ولم نعد نجد مياه للشرب الا بصعوبة قصوى، ارتفع ثمن كوب مياه الشرب من 20 الى 50 شيكل ومن الصعوبة الحصول عليه، طفحت برك الجاري وتوقفت ماكينات الصرف الصحي عن العمل، الاوضاع الصحية تدهورت واصبحت فوق طاقة ومقدرة الجميع. الزحمة والاكتظاظ السكاني أديا الى انتشار الالتهابات التنفسية والنزلات المعوية بين الاطفال والكبار، زحمة في عيادات الوكالة الصحية التي تعاني من شح في الادوية وزحمة امام الصيدليات لشراء الادوية، زحمة امام المخابز والوقوف بالطابور بالساعات للحصول على ربطة خبز، زحمة أمام بائعي الفول والحمص والفلافل. منذ 3 أيام وانا احاول ان احصل على طبق من الفول ولكن لم اتمكن بسبب الزحمة، الزحمة والنقص في الاساسيات والقصف المتواصل ضيقن اخلاقنا واصبحنا ننرفز لأتفه الاسباب. زحمة في البيوت، 7 عائلات من أكثر 50 فردا تتكدس كالفسيخ فوق بعضها في بيت الاهل. سجلت اليوم انا واخوتي النازحين الثلاثة وعائلاتنا في مركز ايواء مدرسة الخالدية للاجئين في مخيم خانيونس خوفا من القادم، القضايا الخاصة تشكل أكثر حرجا وألما على النفس ، من الصعب البوح به، مثلا ، كيف ستقضي حاجاتك الانسانية وتدخل المرحاض بدون ماء، اضطررت بالأمس ان اذهب لمنزل اختي على بعد 500 متر من اجل ذلك!! أما الاستحمام من هذا العرق والقرف فيمثل ألما آخرا وامنية من الصعب تحقيقها، زحمة في السوق أمام الحاجات الاساسية، زحمة أمام قسم الطوارئ في المستشفيات لانتظار الجرحى والشهداء، زحمة في بنوك الدم للتبرع بالدماء للجرحى، زحمة في ثلاجات الموتى التي تتكدس بالشهداء، عندما تصل الكهرباء نزدحم حول شواحن الجولات وشواحن الكهرباء. الآن الساعة العاشرة صباحا، تقصفنا الطائرات الاسرائيلية بالمناشير الطائرة بالإضافة الى صواريخها، تدعي أنها تحرص علينا وتحذرنا من التواجد بالقرب من أبنائنا، مذيلة منشورها بقائمة بأسماء شهدائنا لتخيفنا من أن يكون هذا هو مصيرنا. هم لا يعرفون أن الشهادة أمنيتنا وطريقنا بالرغم من اننا نحب الحياة ما استطعنا الى ذلك سبيلا. فلتتوقف الحرب!!! فليتوقف العدوان والهمجية الإسرائيلية!!!! رياض عواد رياض عواد