أول ما إشتهرت به زوجته في التاريخ، هو إخفاءها خبر وفاته عن الجيش، حتى لا تنكسر عزيمته، والذي كان يقاتل الصليبيين، بقيادة الملك الفرنسي لويس التاسع، وكان سابع سلاطين بني أيوب بمصر ويُعتبر آخر حكم الدولة الأيوبية في مصر، حكم من 17 يوليو 1240 حتى توفى في 22 نوفمبر عام 1249. أنشأ الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل، المماليك البحرية في مصر، وشهدت فترة ولايته صراعات داخلية وتوغل للمغول داخل الأراضى الإسلامية، حتى إنتهى الحكم الأيوبي بوفاته وبزغ نجم المماليك من بعده. عُرف عنه حسن تربيته وقربه للمماليك، وإعتمد على المماليك صغار السن، الذين شبوا على الولاء الكامل له، وجعلهم عماد جيشه وأعتق الكثير منهم وإعتمد عليهم في كثير من أزماته مع إخوته وبني عمومته. عاصر الصالح أيوب في طفولته، الحملة الصليبية الخامسة بقيادة "جان دي بريين" ملك بيت المقدس، والتي استولت على برج دمياط مما تسبب في وفاة السلطان العادل " جد الصالح أيوب" ووفاته بعد بضعة أيام، ولكن المالك الكامل "والد الصالح أيوب" إستطاع أن يستعيد دمياط ويحاصر الصليبيين الذين طلبوا الأمان مقابل تسليم دمياط، وتم عقد هدنة بين المسلمين والصليبيين مداها ثمانية أعوام تبدأ من عام 1221م. توفى الملك الكامل بعدما سلّم الملك الصالح بلاد الشرق التي هزم فيها الروم، فيما جعل أخيه الملك العادل نائبًا عنه في مصر. تم تنصيب الملك العادل سلطانًا على مصر، في الوقت الذي تم فيه تقسيم الشام بين إخوته وأقاربه من بني أيوب، فيما إتفق الملك الجواد مظفر الدين، مع الملك الصالح بمقايضة مملكته دمشق مع سنجار وعانة من بلاد الشرق، ووافق الملك الصالح ودخل دمشق في عام 1238 م. وفي العام التالي هجم الملك الصالح عماد الدين إسماعيل، عم الصالح أيوب، على دمشق وملكها بالإتفاق مع صاحب حمص وصاحب صرخد، وإعتقل المغيث بن الصالح أيوب، ولما علّم عسكر ومماليك أيوب أنه فقد دمشق فارقوه إلى دمشق، ولجأ الصالح أيوب إلي إبن عمه صاحب الكرك، الذي خدعه وأرسل له ثلاثمائة فارس قبضوا عليه هو وجاريته شجر الدر، والتي أنجبت منه إبنهما خليل، وتم إحتجازهما في قلعة الكرك ومعهم مملوكه ركن الدين بيبرس البندقداري الصالحي. نشبت الصراعات بين أخيه السلطان العادل والملك الناصر داود صاحب الكرك، بعدما أرسل إليه الأول بإرسال أخيه في قفصٍ حديدٍ مقابل مبلغ من المال ودمشق، إلا أنه رد عليه بالرفض وبأسلوب لم يعجبه. بعد سبعة أشهر من احتجاز الصالح أيوب، ساومه الملك الناصر داود على إطلاق سراحه مقابل تسليم دمشق وحمص وحماة وحلب والجزيرة والموصل وديار بكر ونصف مصر ونصف ما في خزائن ملوك تلك الأقاليم، حتى قال الملك الصالح في ذلك :"فأخرجني في آخر شهر رمضان، وحلّفنى على أشياء ما تقدر عليها ملوك الأرض.. فلحفتُ له من تحت القهر والسيف، والله مُطّلع على ضميري." ولما علم الملك الصالح عماد الدين في دمشق والسلطان العادل في مصر بما فعله الناصر داود، عزما على قتاله وخرج العادل من مصر متجهًا إلى بلبيس – التابعة لمحافظة الشرقية – وقبض عليه الأمراء وأرسلوا إلى الصالح أيوب يستعجلونه للحضور إلى مصر، فإتجه إليها مع الناصر داود وعسكر الكرك ودخل القاهرة في 25 ذي القعدة سنة 637 هجرية. وفي الشام نشبت صراعات بين ملوك بني أيوب وتعاونوا مع الصليبيين وباعوا لهم السلاح وسلموهم بلاد الساحل، مما دعا السلطان الصالح أيوب لمكاتبة الخورازمية لمعاونته على محاربة الملوك الذين تحالفوا مع الصليبيين وسلموهم بلاد المسلمين. إنهزم الصليبيون وسقطت القدس في أيدي المسلمين من جديد، وكان لسقوطها على الأوروبيين صدى يشبه صدى سقوطها في يد صلاح الدين الأيوبي، وبدأ الأوروبيون في تجهيز حملة صليبية جديدة على مصر. إنقلب الخوارزمية على السلطان الصالح أيوب بعدما شعروا أنه لم يكافئهم بالدرجة التي توقعوها، وخانوه وشكلوا تحالفًا مع الناصر داود والصالح عماد الدين إسماعيل ضده. إتجهت الحملة الصليبية السابعة إلى مصر بقيادة الملك لويس التاسع، وبعدما نزل الجنود على برد دمياط، أرسال لويس كتابًا إلى السلطان الصالح أيوب يهدده ويتوعده ويطلب منه الإستسلام، وأرسل له جيشًا يواجهه في دمياط ولكنه إضطر للتراجع وإستولى الصليبيون على دمياط بكل ما فيها من مؤن وسلاح وحوّلوا مسجدها إلى كنيسة، مما أغضب السلطان الصالح وأمر بإعدام عدد كبير من أمراء العربان. أعلن السلطان النفير العام في البلاد، وبعدها بستة أشهر نشب قتال عنيف بين المسلمين والصليبيين، وفي أثناء ذلك توفى السلطان وأخفت زوجته شجر الدر الخبر عن الجيش حتى لا يؤثر على عزيمته، ونقلت جثمانه سرًا في تابوت وأرسلته إلى قلعة جزيرة الروضة، وأدارت البلاد بالإتفاق مع عدد من أمراء الدولة، وأرسلت إلى إبنه توران شاه للحضور لتسلم عرش أبيه، إلا أن الخبر تسرب بشكل أو بآخر إلى الصليبيون فتشجعوا وعبروا بحر أشموم وتقهقر المسلمون إلى المنصورة، إلا أن فارس الدين أقطاي تسلم قيادة الجيش وخرج المماليك على الصليبيين وأخذوهم بالسيوف من كل جانب حتى إنهزم الصليبيون، وتم أسر الملك لويس التاسع في فارسكور. دُفن السلطان الصالح في 27 رجب من عام 648 ه ، بمدفنه بالقبة التي بنتها له شجر الدر، وحضر السلطان عز الدين أيبك وأخيه الملك الأشرف موسى وسائر أرباب الدولة، وقص المماليك شعورهم تعبيرًا عن حزنهم، وأُغلقت الأسواق ووضع عند تربته سنجاقه وبقجته "ثيابه" وتركاشه "عِمْته" وقوسه، وأُقيم له عزاء بالدفوف دام ثلاثة أيام. شيّد الصالح أيوب في مصر، ما لم يشيده أحد ملوك بني أيوب، فأقام قلعة الروضة ومدينة الصالحية، ومسجد الصالح أيوب وهو أقدم المساجد وأشهرها بالمنصورة، والمدارس الصالحية والتي دُفن بقبتها، وقصور اللوق وقصر الكبش بجوار جامع بن طولون، ومنتزه الكبش.