سخرت دراسة نشرت في معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي من ردود الفعل الاقليمية اعقاب سقوط الموصل بيد داعش، موضحة ان "ما يقال عن ان التنظيم سيحتل بغداد ليفرض سيطرته على كامل العراق، بالاضافة الى تهديداته بغزو الاردن، وما تم تداوله حول الكويت ودول خليجية اخرى وقلقهم من نفس مصير الموصل، يبدو وكأن الحديث يدور عن قوة عظمى، ولكن، ومن دون الاستخفاف بداعش، علينا ان نضع امكانيات داعش وتهديدات في ضوء انجازاته المحلية واعماله الاجرامية لفهم السياق الذي تتحرك فيه داعش. *انتماء داعش داعش تنتمي وفقا للتقارير الاعلامية الى القاعدة، وهذا صحيح، فداعش يعد جزءا من معسكر الجهاد العالمي، الذي يسعى لإقامة دولة الخلافة الاسلامية، على نمط دولة طالبان، على امتداد منطقة الهلال الخصيب، الا ان النزاع الشديد الذي نشب بين زعيم التنظيم "ابو بكر البغدادي" وبين زعيم القاعدة "ايمن الظواهري" أدى الى طرد داعش من الحلف الذي اقامته القاعدة مع عدة شركاء أساسيين، وعليه فان الاستخدام السائد لتعبير "قوات القاعدة في العراق" لا يتناسب مع الواقع . ومن ناحية اخرى، يجب ان نوضع في الاعتبار ان انتصار داعش في العراق لايرجع الى قوة داعش وكفاءته غير المسبوقة، فانتصار داعش في العراق ينبع قبل كل شيء من انعدام الشرعية العامة لرئيس الوزراء الشيعي "نوري المالكي"،وبسبب الضعف الشديد للجيش العراقي و الزعامة الفاشلة لقادته. وعلى المستوى العملياتي، فلقد اعتمد داعش في عملياته بالعراق قبل الموصل على استراتيجية "اضرب واهرب"، واستعراض التواجد العسكري الرمزي لداعش في الاماكن التي سيطرت عليها رافعا علمه، وحدث ذلك بسبب عدم اهتمام المقاومة في مناطق السنة، والضغط السياسي الكبير الذي تمارسه الحكومة المركزية على مناطق السنة، فساعد السكان المحليون داعش، بدافع الضغينة الشديدة لنظام المالكي، وهذه المشاعر تجاه النظام العراقي الشيعي، دفعت سكان المناطق التي احتلت غربي العراق، لان يروا في داعش اهون الشرور، على ان تتم مواجهة السكان لداعش في مرحلة مستقبلية حال فرض رؤيته للحياة الاسلامية . فدعاية داعش لنفسه، والجلبة الاعلامية المثارة حوله، اكبر بكثير من حجمه الحقيقي، فلو افترضنا مصداقية الاعلام، فان حجم القوات تحت قيادة داعش تزيد عن 10الاف رجل، ضمنهم المتطوعين الاجانب، وهذا العدد لايكفي لاحتلال وادارة بغداد، هذا مع العلم ان داعش نفسه فشل في فرض سيطرته كاملة على مناطق اخرى احتلها في العراق. فما بالك بفرض النظام الاسلامي الشرعي على السكان الذين يسكنون في هذه المناطق، في سوريا ايضا نجد أن التنظيم بعيد عن أن يسيطر على اجزاء واسعة وهو يكتفي بالسيطرة اساسا على منطقة الرقة وفي أجزاء من دير الزور. واوضحت الدراسة ان التضخيم من داعش يضر من قدرة الدولة المحاذية للعراق على صده، بينما يصب في مصلحة داعش نفسه، فهذه الدعاية لداعش قد تجذب العديد من المنظمات الارهابية التي تعمل في الشرق الاوسط وخارجه لداعش، فالثروة الاقتصادية التي جمعها داعش في العراق، حين سيطر على أموال البنوك بالموصل، الى جانب الاموال التي استخلصها داعش من سيطرته على ابار النفط، قد تستغل لدعم وشراء نفوذ منظمات الارهاب التي تشاركه افكاره. *الجهاد العالمي واسرائيل وعن اسرائيل قالت الدراسة، في المرحلة الحالية لا يوجد تهديد مباشر وفوري على امن اسرائيل، كنتيجة للتداعيات في العراق، غير ان الاوضاع تشير الى ان التهديد الحقيقي لن ياتي من داعش، وانما سياتي من جبهة النصرة الذي يساند الجبهة الاسلامية على هضبة الجولان وحدود الاردن، فحتى الآن لم توجه هذه التنظيمات سلاحها لوجه اسرائيل، ولكن احتمالات تصعيدها ضد اسرائيل قائم، واوصت الدراسة بتكثيف العمل الاستخباري الاسرائيلي على منظمات داعش وجبهة النصرة والجبهة الاسلامية.