ازدادت معاناة الشارع المصرى خلال الأيام الأخيرة من زحام مرورى وتكدس الآف المواطنين انتظارا لسيارت تقلهم إلى مقر عملهم بعد ان اعلن سائقو النقل العام إضرابا مفتوحا عن العمل بكافة انحاء العاصمة، بالإضافة الى ازمة طاحنة فى الوقود بكافة انواعه خاصة السولارالذى اصبح لا يوجد الا فى السوق السوداء و باضعاف سعره، وهو الوقود الاساسى الذى تستخدمة سيارت نقل الركاب الخاصة "الميكروباص"، يضاف الى ذلك ازمة الغاز الطبيعى الذى تستخدمه سيارات الاجرة "التاكسى" لتكتمل الحلقة حول المواطنين الذين اصبحوا لا يجدون ما ينقلهم الى مقار اعمالهم فى ازمة تنذر بالتصاعد اذا لم يتدخل المسؤلون فورا. تجولت "المشهد" فى شوارع القاهرة، ومحطات البنزين، ومواقف سيارات الاجرة، كما ذهبت الى مستودعات شركات التوزيع بمسطرد لتضع امام المسئولين الصورة الكاملة وتنقل لهم اقوال البسطاء من المواطنين. فيقول يسري صدقي، سائق بموقف عبد المنعم رياض، ان ازمة اختفاء الوقود تجعله ينزل من الفجر حتي يستطيع "تموين" سيارته، قائلا بحزن خرجت من المحطة الساعة الثامنة من صباح اليوم مؤكدا أن زملاءه السائقين يبيتون في المحطة من منتصف الليل حتى "فرج ربنا" والذى من الممكن أن يظل إلى أكثر من 6 ساعات في منطقة الوراق. وقال احمد شرة، احد السائقين، إن صفيحة الجاز وصلت ل25جنيه بالمحطة ووصل سعرها في السوق السوداء الى 35 جنيها مؤكدا ان السائقين يقفون بالساعات للحصول عليها، فلو وقفنا بنظام الطابور الرسمي لن تكفي الكمية لأربع ساعات، بالاضافة الى ان الصفيحة لن تكفي ل12ساعة كاملة. أما سيد ابراهيم -سائق- فيقول "العام الماضي وصل سعر الزيت ل43 جنيها أما الأن وصل ل100جنيه سعة 5 لترات، ولكن اجرة السيارة مازالت كما هي" ، مضيفا تجار السوق السوداء يعطون رشوة للعاملين بمحطات البنزين لكي يعطوهم "جراكن البنزين" فلو اشترى صفيحة بمبلغ 25 جنيها فانه يبيعها بمبلغ 40 جنيها على ان يعطي التاجر جزءا من المكسب لعامل محطة البنزين. واتهم جلال عبدالله -احد الركاب سائقى السيارات الأجرة قائلا: "كل شيء رخيص وموجود غير ان السائقين هم من افتعلوا ازمة نقص الوقود"، موضحا أن كل سائق منهم يملأ سيارته بالسولار ويضيف "جركن" احتياطي بهدف التخزين. فيما حمل عمرو محمد -خريج تجارة خارجية- الحكومة أزمة الزحام الموجود ونقص الوقود قائلا ان ما يحدث الان هو " استخفاف بكرامة المصريين" ، مشيرا الى ان الحكومة التي تفشل في ادارة البلاد ينبغي عليها الرحيل فليس من العدل ان يتحمل السائقون ما يحدث من فوضى. أما نادر سيد -احد الركاب- فالقى اللوم على السائقين قائلا انهم مخطئون لامتهان هذه المهنة فالافضل لهم ترك سياراتهم دون افتعال المشاكل مع الراكبين ، كما أن إضراب سائقى النقل العام هو الامر الذي "زاد الطين بلة" وجعلنا في حاجة اليهم. بينما ترحم الشيخ عبد الوهاب -أحد الركاب- على ايام الرئيس السابق قائلا في عهده لم تحدث تلك الازمات مشيرا لمشروع مترو الأنفاق مؤكدا أنه اهم حسناته ونحن نرى كيف يساهم في حل مزيد من المشاكل الموجودة في الشارع . فيما صب احمد السيد -أحد الركاب غضبه علي السائقين قائلا: "حسبي الله ونعم الوكيل في السائقين وما يفعلونه بنا ، هم سبب الازمة الحقيقي" ، مشيرا الى انه اصبح ينتظر بالساعات في الشوارع ويتأخر على عمله وهو مايعرضه لمضايقات من رئيسه في العمل . ويكمل الحاج حسن -سائق- موضحا ان سبب الازمة يرجع الى نقص السولار والبنزين خاصة وان سعر صفيحة الجاز وصل الى 60 جنيها في بعض المناطق وسعتها 20 لترا لافتا الى وجود بعض التجار اتجهوا للغش وقاموا بغلي مشروب "الكركريه" ورش لون عليه وبيعه على انه غاز للسيارات مؤكدا أنه لولا أضراب النقل العام ما ظهر للجميع نية الحكومة فى أن يعيش الشعب فى معاناة دائما. واضاف محمد حمدي -سائق هناك سولار يكفى الجميع ولكن الحكومة تريد عكس ذلك حيث انهم يكتفون بتموين المحطات بكمية محدودة لافتعال الأزمة مشيرا الى انه حتى لا يفقد ورديته يحجز مكانه في محطة البنزين وعند مجيء دوره يقوم احد العمال بالاتصال به فيترك العمل ويذهب ليملأ السيارة مؤكدا انه يحتفظ ب"جركن" وقود احتياطي للطوارئ. ولم تختلف محطات البنزين بمناطق الجيزة والشرابية ومسطرد عن غيرها بجميع أنحاء الجمهورية حيث تشهد تكدسا شديدا بسبب الاعداد الكبيرة لسيارات الأجرة، حيث تهافت العشرات بمنطقة مسطرد لملأ "الجراكن" فور وصول السيارة المحملة بالسولار, ومازالت طوابير السيارات والافراد تنتظر دورها إلا ان بعضها باءت محاولته ينتهى بالفشل بالحصول على مراده، أما في منطقة الجيزة فقد شوهد رجل كان يقوم بملء احد الجراكن وتساعده زوجته. ومن جهته أكد مصدر بمستودع مصر للبترول بمسطرد، على عدم وجود ازمة في المنتجات سواء السولار او البنزين لافتا الى ان المشكلة في محطات البنزين التي تقوم ببيع الوقود في السوق السوداء وتشعل الازمة ليرتفع سعر البنزين والسولار، مضيفا أن المخزن يضخ آلاف اللترات يوميا ومؤكدا ان الحال مطمئن جدا بالنسبة لمصر ولا يوجد عجز. واضاف المصدر ان اوقات الذروة والعمل تبدأ من السادسة صباحا الى اوقات العصر ، مشيرا إلى ان السيارة الواحدة تقوم بنقل من 3-4 نقلات يوميا، بالاضافة الى سيارات تنقل الوقود الى المحافظات لعدم حدوث ازمة.