السؤال: أعاني من الغازات، وعندما أصلي أمسك الريح حتى لا تخرج، فأحس بحرارة وخروج هواء، فهل الحرارة ناقضة للوضوء، فتلزمني إعادة وضوئي؟ مع العلم أن أعاني من الغازات أغلب يومي، وحتى لو أعدت الوضوء فستخرج مرة ثانية، وماذا أفعل في الصلوات التي صليتها دون إعادة للوضوء؟ الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلا ينتقض الوضوء إلا إذا حصل لك اليقين الجازم بخروج ما ينقضه، والشعور بالحرارة، ونحو ذلك، ليس ناقضًا للوضوء حتى تتيقني يقينًا جازمًا، تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك شيء، ومع الشك فاستصحبي الأصل، وهو بقاء الطهارة، واعملي به فلا تعيدي الوضوء. وأما إذا حصل لك اليقين الجازم بخروج الريح، فقد انتقض وضوؤك فتلزمك إعادته؛ إلا إن كنت مصابة بانفلات الريح، بحيث لا تجدين في أثناء وقت الصلاة زمنًا يتسع لفعلها بطهارة صحيحة، فيكفيك أن تتوضئي -والحال هذه- لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت، ولبيان ضابط الإصابة بالسلس انظري الفتوى رقم: 119395، ورقم: 136434. وإن كان ما تشعرين به مجرد وساوس، فأعرضي عنها، ولا تعيريها اهتمامًا، فإن هذا هو العلاج الأمثل للوساوس على ما هو مبين في الفتوى رقم: 51601. وإن كنت تتحققين من أنك أديت شيئًا من الصلوات بغير طهارة، فهذه الصلوات دين في ذمتك، يلزمك قضاؤها، ولبيان كيفية القضاء انظري الفتوى رقم: 70806. وأما مع الشك فلا يلزمك شيء، فإن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا أثر له، وانظري الفتوى رقم: 120064. والله أعلم.