الرئاسة تطلب من البابا التحدث باسم مصر خلال الزيارة وليس الكنيسة فهمى: زيارة البابا لروسيا لها بعد سياسى وروحى وإنهاء أزمة سد النهضة بسنتى: العلاقات الدينية الجيدة تحقق التوازن السياسى للبلاد مع موعد اقتراب زيارة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكيرازة المرقسية إلى روسيا فى زيارته الأولى بعد توليه الكرسى المرقسى، وانقطاع دام 15 عامًا بين الكنيسة المصرية والروسية، والتى من المقرر لها ان تستغرق 10 أيام هناك حالة ترقب للزيارة التى سوف تأتى فى منتصف مايو المقبل، وتدور تساؤلات حول ما إذا كانت الزيارة لها بعدًا سياسيًا بناء على تعليمات من قبل مؤسسة الرئاسة، لتوطيد العلاقة بين روسيا ومصر واستخدام الكنيسة المصرية فى التواصل مع نظيرتها الروسية، لبحث العلاقات المتبادلة بين البلدين بعد حالة الفتور المصرية الأمريكية مقارنة بحالة التواصل المصرية الروسية بعد ثورة 30 يونيو. ومن المقرر أن تشمل زيارة البابا كل من البابا كبريل بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية فى روسيا وعدد من القيادات السياسية، فضلًا عن زيارته للكنائس التابعة للكنسية الأرثوذكسية المصرية. وأكد مفكرون أقباط أن العلاقة بين الكنيستين المصرية والروسية انقطعت بعد تولى البابا شنودة الكرسى المرقسى ولا توجد وسيلة اتصال بينهما، موضحين أن العلاقة الآن بدأت فى العودة مرة أخرى، بعد تولى البابا تواضروس الكرسى المرقسى مع بداية الإصلاحات الكنسية وتوحيد الصف القبطى بكل طوائفه من خلال مجلس كنائس مصر وطرح الأفكار وبحث سبل التعاون المشترك بين الطوائف المسيحية. "المشهد" فتحت الملف لتستعرض العلاقة بين الكنيسة المصرية ونظيرتها الروسيه فضلا عن التساؤلات حول ما اذا كانت الزيارة تحمل الصفة السياسية أم الصفة الكنسية والدينية. كشفت مصادر كنسية أن زيارة البابا تواضروس إلى روسيا لدعم العلاقات "المصرية – الروسية"، ضمن ما يراه مراقبون توجها رسميا مصريا صوب المعسكر الشرقى، الأمر الذى يعزز من علاقات البلدين على المستوى الرسمى وغير الرسمى. وأكدت مصادر كنسية مطلعة أن البابا تواضروس أراد إصلاحًا كنسيًا وتوحيد كل الطوائف من خلال لقاءات مع جميع رؤساء الكنائس المختلفة بدأت بزيارة للبابا فرانسيس الأول بابا الكاثوليك. وأوضحت المصادر أن مؤسسة الرئاسة أبلغت البابا تواضروس بأن يتحدث باسم مصر خلال زيارته للأراضى الروسية وليس فقط باسم الكنيسة وتوطيد العلاقة بين البلدين. وبحسب المصادر فإن الزيارة تهدف إلى تنشيط العلاقة بين البلدين وزيادة أعداد السائحين وفتح حوار مشترك على المستوى الدينى والسياسى والتأثير على الكنيسة الروسية لفتح تعاون مشترك بين البلدين. من جانبه أكد الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة أن زيارة البابا لكنيسة روسيا ولقاء البابا كبريل، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، محددة، منذ فبراير الماضى، حين وجهت روسيا دعوة رسمية إلى البابا تواضروس الثانى لزيارتها. وأضاف: "زيارة البابا للكنيسة الروسية تعد أول زيارة لبطريرك الكنيسة القبطية المصرية منذ حوالى 8 سنوات، حيث كانت آخر زيارة لبطريرك الكنيسة الروسية للبابا شنودة كانت منذ 4 سنوات والتقى خلالها البابا شنودة فى مقر كاتدرائية الإسكندرية". وأشار إلى أن الأوضاع الأمنية خلال الفترة الماضية لم تكن على ما يرام حتى يقوم البابا بهذه الزيارة، لكن مع تحسن الأوضاع حاليًا تبقى الزيارة قائمة، لافتًا إلى أن زيارة الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية وأسقف عام كنائس وسط القاهرة، لموسكو، والتى استغرقت 3 أيام تعد، تمهيدًا لزيارة البابا إلى روسيا، وتأتى فى إطار الزيارات الرعوية المتبادلة بين الكنائس. ولفت بسنتى إلى أهمية العلاقات الوطيدة بين الكنيستين القبطية والروسية، وهم أعضاء فى الأسرة الأرثوذكسية، مؤكدًا عمق العلاقات العريقة والتاريخية بين الكنيستين القبطية والروسية، مشددًا على ضرورة أن تكون العلاقات الدينية الجيدة متوازية مع العلاقات السياسية الجيدة للبلاد. وعلق كمال زاخر المفكر والمؤرخ على أن زيارة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريريك الكنيسة الأرثوذكسية إلى روسيا تساهم فى عودة العلاقات بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الروسية. وتابع: إن الزيارة تأتى فى إطار اهتمام البابا تواضروس بإعادة النظر فى علاقة الكنيسة القبطية مع الكنائس الأخرى على مستوى العالم. وأشار إلى أن الكنيسة الروسية تمتلك تراثا يقترب إلى تراث الكنيسة المصرية، مؤكدًا أن هذه الزيارة تدعم دور الكنيسة فى الوقوف بجانب الصف الوطنى ودعمها لخارطة الطريق، مؤكدًا على أن العلاقات بين الكنيسة الأرثوذكسية المصرية والروسية تاريخية، وأن الزيارة سوف تساهم فى عودة العلاقات بين الكنيستين. من جانبه قال ميشيل فهمى المحلل السياسى القبطى إن الفارق بين الكنيستين عقائدى، إلا أن طريق الوحدة والانفتاح بدأه البابا تواضروس الثانى وبات مشغولًا به منذ جلوسه على الكرسى المرقسى، وكانت زيارته للفاتيكان مثالًا لفتح الحوار الأرثوذكسى الكاثوليكى، كما ألقى بخيوط التقارب مع الكنائس البروتستانتية، وأخيرًا فتح الباب للحوار الأرثوذكسى الأرثوذكسى. وأضاف فهمى أن الزيارة لها بعد سياسى بجانب الروحى وقال: طالبت بتلك الزيارة منذ أكثر من ستة أشهر، وأرى أنها توطد العلاقة بين الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، والأرثوذكسية الروسية، مما سيؤدى إلى تقوية العلاقات المصرية الروسية بصفة عامة، موضحًا أن هناك فرقًا بين “أوباما” الذى يدعم الإرهاب فى صورة الإخوان وتيارات الإسلام السياسى التى قامت بحرق وتدمير كنائس وأديرة مصر وبين الرئيس"فلاديمير بوتن" الذى يجرم الجماعة الإخوانية وتبعاتها على مستوى العالم. وأكد فهمى أن البابا تواضروس يسير فى خطوات مهمة فى هذا الطريق، فلأول مرة يتم انتهاز عدة مناسبات لتقام صلوات مشتركة بين المذاهب المختلفة، وهذا يدعم ما احتضنه "تواضروس" بقوة فى فكرة تأييد "الوحدة المسيحية" وزيارته لروسيا، خطوة مهمة فى الطريق لاسيما أن الكنيستين أرثوذكسيتين، وهذا سيؤدى إلى دعم موقف المسيحيين فى الشرق الأوسط بمجابهة مؤامرات تحيكها عدة دول أجنبية وكشف فهمى أن العلاقة بين الكنيسة المصرية ونظيرتها الروسية نقطة تحول نحو إنهاء أزمة سد النهضة، لافتًا إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية أحد أهم الأبعاد التى رسخت العلاقات بين الجانبين، حيث تعود مرجعية الدولتين إلى نفس الكنيسة، و يتحكم البعد الدينى بقوة فى العلاقة بينهما، ولفت إلى أن لروسيا قواعد قوية فى إثيوبيا للتعاون المستقبلى على كل المستويات فيما يتعلق بالقضايا الشائكة. وأوضح سعيد فايز الناشط الحقوقى أن زيارة البابا تواضروس للكنيسة الروسية أمر جيد للغاية، لأن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية تسعى للانفتاح على كنائس العالم. وأشار إلى أن زيارة بابا الكنيسة المصرية لكنيسة روسيا يدعم العلاقة بين الكنيستين وهو ما يحدث على مر التاريخ، موضحًا أن كنيسة روسيا قدمت الكثير من الشهداء أثناء انتشار موجة الإلحاد والشيوعية فى روسيا. وتابع فايز إن زيارة البابا لروسيا خلال هذه الفترة بمثابة مزيد من الدعم الروسى المصرى وتوثيق العلاقات بين البلدين. وطالب بتشكيل وفد من الشباب القبطى المصرى لزيارة الكنيسة القبطية الروسية، للتعرف عليها والتواصل الفكرى والشبابى بين الكنيستين. فى حين نفت سوزى عدلى ناشد، ممثلة الكنيسة فى مجلس الشورى السابق والمقربة من المقر البابوى، الطابع السياسى للزيارة وقالت إنّ "زيارات البابا تواضروس ليست مفاجئة، ولا تحمل أبعادًا سياسية". وأضافت "زيارة روسيا تأتى فى إطار التقارب بين الكنيستين على الصعيد الكنسى، لكنها ستكون ذات مردود سياسى فى مضمونها". وأشارت إلى أنّ التحالفات السياسية التى تقيمها الدولة على الصعيد الدولى، لاتلزم الكنيسة بتوجهات موازية، مستشهدة بموقف البابا شنودة من تحالف مصر وإسرائيل بعد كامب ديفيد ورفضه لزيارة القدس. من جانبه قال القمص بولس عويضة، أحد أعضاء الوفد الشعبى الذى زار روسيا لمدة يومين قبل عدة أشهر، إنّ "وفد الدبلوماسية الشعبية التقى البابا تواضروس وشرح له تفاصيل الزيارة وما حققته من أهداف". وأضاف نقلت للبابا تواضروس دعوة بطريرك موسكو لزيارتهم، والتقارب بين الكنيستين، مشيرا إلى أنه سيكون ضمن الوفد الكنسى المشارك فى زيارة البابا ل"موسكو"، لكنه لم يبلغ رسميًا بتفاصيل الزيارة حتى الآن. واستطرد: "هناك وجهات نظر مشتركة بين الدولة المصرية وروسيا، وهى التى ستمهد للتقارب مع الكنيسة الروسية فى إطار خطة البطريرك لزيارة عدد من الدول الخارجية بعد إلغائه الزيارات أعقاب 30 يونيو". وأكد القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى تصريح خاص ل"المشهد" أن البابا بدأ أنشطته الرعوية عن طريق زيارته لكنائس الدول الأوروبية التى تتمثل فى "سويسرا والنمسا وألمانيا". وأضاف حليم أن أنشطة البابا تواضروس الرعوية خلال زيارته لورسيا ستتفقد الكنائس والأديرة هناك، وأيضا الأنشطة الطقوسية مثل إقامة القداسات وتدشين حامل الأيقونات والمعمودية، وكذا افتتاح المعارض الكنسية وإلقاء بعض المحاضرات فى الكلية الأكليركية والاجتماعات الكنسية، لافتًا إلى أن القس أنجيلوس إسحق عضو لجنة السكرتارية سوف يرافق البابا خلال الزيارة. وأكد القس سرجيوس سرجيوس وكيل الكاتدرئية أن زيارة البابا إلى روسيا بناء على دعوة البابا كبريل بطريرك روسيا لبحث التعاون المشترك بين الكنيستين. وأضاف سرجيوس أن الزيارة روحية فقط، وليس لها بعد سياسى مشيرا إلى أن البابا تواضروس يهتم بالجانب الروحى، وأعلن أن الكنيسة مؤسسة روحية ولا تتدخل فى الأمور السياسية، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتى ضمن برنامج البابا بعد توليه الكرسى المرقسى فى زيارة رؤساء الكنائس المختلفة لتوحيد الصف المسيحى. وأشار إلى أن البابا ثيؤدورس الثانى بطريرك الروم هو من قام بوضع لمسات تلك الزيارة، وحث البابا كبريل على دعوة البابا تواضروس لزيارة الكنيسة الروسية. وعن مقابلات البابا فى روسيا مع كبار رجال الدولة أو مقابلة الرئيس بوتن قال لا يوجد فى برنامج الزيارة مقابلة الرئيس بوتن أو أى من القيادات الروسية، وإن حدث وتم مقابلته فسوف يتحدث البابا باسم مصر ويطرح رؤية مصر تجاه روسيا وموقفها العظيم مع المصريين فى ثورة 30 يونيو، كما سوف يدعوه إلى زيارة مصر، لافتًا إلى أن السفير محمد البدرى سفير مصر فى روسيا سوف يتولى برنامج البابا تواضروس، خلال زيارته لروسيا.