جاء إختطاف المستشار الأول للسفارة التونسية بطرابلس بعد حوالي شهر من إختطاف تونسي آخر يعمل موظفا في السفارة وهو محمد بالشيخ ، وتحاول الحكومة التونسية التكتّم على الأمر، بحثا عن مخرج من المأزق ، في حين كانت مصادر رسمية قالت أن خطف الديبلوماسيين التونسي يأتي من قبل ميلشيات ليبية تسعى الى مقايضتهم بليبيين إثنين حكم عليها بالسجن لمدة 20 عاما بسبب تورطهما في هجوم مسلح على عسكريين تونسيين في منطقة الروحية من ولاية سليانة ، شمال غرب ، في مايو 2011 وفي يونيه 2012 نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس في قضية أحداث الروحية وبعد المفاوضة قررت المحكمة الحكم ب 20 سنة سجنا لليبيين المورطين وبالسجن المؤبد لخمسة عناصر من جنسيات مختلفة بينهم التونسي وليد السعداوي بحالة فرار. و المتهمان الليبيان هما حافظ الضبع وكنيته أبو أيوب عيش وعماد اللواج بدر وكنيته أبو جعفر الليبي ،ودانت المحكمة المتهمين بست تهم هي القتل مع سبق الاصرار والتآمر وتشكيل عصابة اشرار والاحتجاز ونقل وانتاج اسلحة ودخول الاراضي التونسية بطريقة غير مشروعة. ونفى الليبيان ان يكونا قاما بنقل الاسلحة التي تمت مصادرتها خلال الاشتباك الذي اسفر عن مقتل اثنين من المهاجمين. لكنهما اعترفا بانهما دخلا الى تونس بجوازي سفر ليبيين انتهت صلاحيتهما. وكان الشابان قدما من الجزائر وعبرا الحدود التونسية في ولاية القصرين ( وسط غرب ) ليتوجها الى ليبيا بعدما اقاما في احد مخابىء القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي منذ 2006 من اجل التوجه الى العراق. وقد اوقفتهما في 17 مايو وحدة لمكافحة الارهاب في تطاوين في اقصى جنوبتونس على الحدود الليبية، قبل يوم واحد من الاشتباك. وكانت محاكمة المتهمين الليبيين بدأت في الكاف (شمال غرب) في نوفمبر 2011 قبل ان تنقل الى المحكمة العسكرية الدائمة في تونس العاصمة في 26 مايو2012 . وقال ممثل "مجموعة الدفاع عن الليبيين المعتقلين في الخارج" طه شكشوكي ان كل منهما استجوب لسبعة ايام وهو جالس على كرسي عاريا، وتعرضت للتعذيب بالصدمات الكهربائية.وللتذكير فإن أحداث الروحية جدت بتاريخ 18 مايو 2011 عندما نشبت مواجهات بين عناصر من الجيش والحرس الوطنيين وعنصرين ارهابيين انتهت بمقفتل المقدم الطاهر العياري والرقيب الأول وليد الحاجي وجرح العريف صغير المباركي ومقتل سفيان بن عمر وعبد الوهاب حميد المنتمين إلى المجموعة الارهابية وكانت تونس قد إلتجأت في فترات سابقة الى إطلاق ليبيين متورطين في قضايا جنائية عبر عفو خاص من الرئيس المرزوقي لضمان إطلاق سراح تونسيين تعرضوا للإختطاف من قبل الميلشيات المسلحة في ليبيا