قال الشيخ عباس شومان وكيل الأزهر إلى أنه لم يكن من الممكن لأية جهة أن تقوم بالدور الذي لعبه الأزهر في احتواءأزمة أسوان ، خاصة بعد تفويض زعيم كل قبيلة لشيخ الأزهر أحمد الطيب، مؤكدًا أن هذا يدل على أن الأزهر الشريف وشيخه، ما فتئا يحظيان بالمكانة الدينيةوالاجتماعية العالية لدى شيوخ القبائل. وأوضح وكيل الأزهر فى تصريحات خاصة لصحيفة العرب اللندنية أن "الطيب" كان يتابع أزمة أسوان منذ وقوعها، وكان على اتصال دائم بزعماء القبيلتين وقيادات المحافظة، قبل أن يتوجه بصحبة وزير الأوقاف ووفد من الأزهر إلى أسوان، والاستماع إلى مطالب القبليتين. وقد فوض زعماء القبيلتين شيخ الأزهر لاتخاذ ما يراه صالحا، وتم تشكيل لجنة من كبار الشخصيات في أسوان رفقة ممثلين عن الأزهر ومحافظ أسوان، لدراسة الوضع على أرض الواقع واتّخاذ القرارات الصالحة وتعويض المتضررين، مضيفاً أن شيخ الأزهر ولجنة المصالحة ستلجأ إلى تطبيق أحكام القضاء العرفي الخاص بالقبائل العربية، موضحًا أن هذه القواعد لا تتعارض مع القضاء العادي، لافتاً إلى أن شيخ الأزهر شكل لجنة، مهمتها حصر الخسائر المادية والبشرية والمنازل التي أحرقت، للبدء في تعويض المتضررين من أهالي الضحايا. وأعرب شومان عن أمله في أن تكون زيارته الحالية إلى أسوان، من أجل إتمام الصلح بين القبيلتين، خاصة بعد أن تعاهد الطرفان على ضبط النفس خلال فترة الهدنة. وعن الاتهامات التي تتردد بين الحين والآخر على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، بشأن تورط جماعة الإخوان المسلمين في تأجيج الأزمة وتحريض الفرقاء، قال وكيل الأزهر: الجميع هناك أقر بوجود طرف ثالث عمد إلى إشعال فتنة أسوان، ولكنه رفض تسمية هذا الطرف بشكل واضح وصريح، مطالباً بعدم توجيه الاتهامات لأيّ طرف قبل انتهاء التحقيقات. وقال: "لانستطيع أن نقول إن الإخوان، أوغيرهم، كانوا المحرضين الأساسيّين، لكن هناك طرفا ثالثا ربما يكون دافعه الثأر، أو بعض الأسباب السياسية، فكل شئ وارد، ولا ينبغي تسمية طرف بشكل محدد، إلاّ بعد انتهاء التحقيقات في الأحداث الدامية والإعلان عنها. وعن استمرار مظاهرات الإخوان في جامعة الأزهر، قال شومان: إنّ الأمور مستقرة حالياً، وقد يتم تبكير موعد امتحانات نهاية العام، تفادياً لعودة العنف بالجامعة، لافتاً إلى أن جهات التحقيق تعمل على قدم وساق لكشف العناصر التخريبية، كما يُسمح للشرطة بالتدخل لفض أي أعمال هدفها إحراق الجامعة وتعطيل الدراسة وإلغاء الامتحانات، مشدداً على أن الأزهر لا يتعامل مع الطلاب على أساس تصنيفهم السياسي، لكنه يتخذ الإجراءات التأديبية ضد كل من يثبت تورطه في أعمال عنف. أما فكرة إقصاء فصيل معين لمجرد خلفياته الفكرية، فهو أمر غير مقبول بالنسبة لأساتذة وقيادات الأزهر الشريف. ونفى "شومان" الشائعات التي تتردد بشأن تعرض الأزهر لبعض الضغوط من أجل القبول بوضع معين، قائلا: لا يمكن لأيّة جهة من الجهات، في الداخل أو الخارج، أن تفرض على الأزهر شيئا أو تتدخل في شؤونه، لأنّه يحظى بتقدير أجهزة الدولة، وتقدير العالم كله. وعن دور الأزهر في مواجهة الفكر التكفيري، أكدّ أنّه سيظل رافعا للواء الوسطية والاعتدال تطبيقًا لقول الله تعالي: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ"، مشدّدا على أن علماء الأزهر الشريف، يصطفّون في مقدمة المواجهين لأفكار التشدد والتطرف والتكفير، خاصّة وأن تعاليم الإسلام الحنيف هي؛ الوسطية والاعتدال. وتحدث وكيل الأزهر عن مشروع القناة الأزهرية، الّذي تم الإعلان عنه، كإحدى أدوات التعامل مع الفكر المتشدد والمتطرف، كاشفاً أنّ تأخر ظهور قناة الأزهر للنور، سببه رغبة شديدة في أن تخرج هذه القناة بالشكل الجيّد والمستوى الذي يَرضَى عنه الأزهر، مشيراً إلى أنّها لن تكون قناة دينية بالمعنى المعروف، لكنها ستكون متنوعة، حيث أنّها ستقدّم برامج للأطفال والمرأة، وستعتمد الدقّة في اختيار الموضوعات الّتي ستتناولها، بما يتناسب مع الخط العام للأزهر الشريف، وستنطلق من مبنى خاص بها يقع قرب مشيخة الأزهر، حتى يستطيع العلماء التواجد والتفاعل معها باستمرار، لافتاً إلى أنه كان من المفترض أن يتم إطلاق القناة في شهر رمضان المقبل، لكن تعذّر ذلك لاعتبارات فنيّة وماليّة. وعن موقف الأزهر من يوسف القرضاوي رئيس مايسمي ب"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، قال شومان: "إنّ الأزهر ليس مسؤولاً عن أفعال أو أقوال القرضاوي لأنه لم يعد أزهريا، ولاينتمي إليه من قريب أو بعيد"، متسائلاً: "كيف تتحاور مع رجل هاجم الجيش والشرطة والشعب؟" وقد اختتم عباس شومان حواره مع العرب بالإشارة إلى الأحداث الأخيرة التي تحصل في المسجد الأقصى، مؤكدا أنه لا حوار مع اليمين المتطرف الديني في الكيان الصهيوني الذي يستبيح مقدسات المسلمين.