قالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إن حكومة مصر تشن سلسة من الاعتقالات ضد أشخاص تتهم بالشذوذ الجنسي، فيما اعتبرها نشطاء محاولة للتغطية على إخفاقاتها. وأضافت الصحيفة، في تقرير لمراسلها بالقاهرة «باتريك كينجسلي»، اليوم الخميس، إن الكثيرين في مصر يخشون من استهداف الحكومة التي شنت سلسلة واسعة من المداهمات مؤخراً ضد أشخاص اشتبهت في كونهم مثليين. ونقلت الصحيفة، عن نشطاء قولهم «إنهم وثقوا نحو 9 مداهمات قامت بها الحكومة في أنحاء مصر منذ أكتوبر 2013، وهو معدل مرتفع من الاعتقالات، منهم 4 حملات ضد أشخاص تم اعتقالهم من منازلهم أو أثناء تواجدهم في حفلات أو أماكن عامة»، مما أثار مخاوف من بداية حملة أوسع منذ هذا القبيل. وأضاف نشطاء للصحيفة، أن أحدث هذه الحملات جرت في الأول من أبريل؛ إذ تم اعتقال 4 رجال من داخل شقتهم بشرق القاهرة بعد يوم واحد من التوقيع على عقد إيجار الشقة، وفي غضون أسبوع حكم عليهم بشكل سريع وغير عادي بالسجن 8 سنوات. وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرين حذروا من المبالغة في القمع الذي قد ينتج عنه ظهور مجتمع سري للشواذ، ونقلت عن أحد النشطاء اسمه «محمد.أ» قوله: «الاعتقالات الأخيرة أثارت الخوف داخل الكثير منا، يمكن أن أتعرض للاعتقال في أي لحظة أثناء جلوسي مع اثنين من الأصدقاء داخل المنزل». تقول «جارديان» إن المواطنين الذين يشتبه في كونهم مثليين يصبحون عرضة للاعتقال، ومن يتم اعتقاله يُدان في كثير من الأحيان بالفجور وانتهاك الآداب العامة. واستطردت: «لكن بعض النشطاء يقولون إن الاعتقالات الأخيرة - التي بدأت في مكان يتجمع به المثليين بأحد الأحياء الفقيرة في القاهرة في أكتوبر الماضي- تتم بمعدل أسرع من أي وقت مضى منذ 2004». وتابعت: «لا يستطيع أحد تأكيد كيف تتم هذه الاعتقالات بمنهجية ولماذا تحدث، لكن البعض يظن أن هذه الاعتقالات هي ببساطة مثالا آخراً للقمع الذي تتعرض له كافة أنواع المعارضة خلال الأشهر الأخيرة، وفي الوقت نفسه، ربما تكون العديد من الحملات التي تشنها الحكومة، بسبب شكاوي من الجيران وليست بتحريض من الدولة نفسها. ونقلت الصحيفة، عن الناشطة الحقوقية داليا الفرغل، قولها: «لدينا الكثير من الأشياء المجنونة تحدث في مصر. إنهم يقومون باحتجاز هؤلاء الرجال بدلا من القبض على الإرهابيين». وتوضح «جارديان»، أن كثيرين يتساءلون ما إذا كانت الحكومة المصرية تريد مجتمع كاره للمثليين وحكومة محافظة كحكومة الرئيس المعزول محمد مرسي، مشيرين إلى أن اعتقالات ابريل تأتي بعد فترة وجيزة من إعلان قائدة شرطة عن تشكيل فريق خاص لاعتقال الملحدين. لكن تفسير آخر يقول إن التغطية الواسعة لمثل هذه الاعتقالات من شأنها صرف أنظار المصريين عن إخفاقات الحكومة، مثلما حدث في فترة حكم مبارك عام 2011، عندما ثارت عاصفة إعلامية فجرها اعتقال 52 رجلا في ملهى ليلي للشواذ بالقاهرة. لكن الصحيفة ترى أن هذه الإستراتيجية لن تنجح لأن هناك الكثير من الفوضى في السياسة المصرية. ونقلت عن أحد النشطاء: «هناك فرق واضح بين الآن و عام 2001؛ ففي ذلك العام كان من السهل استخدام قضية معينة لتشتيت أنظار المصريين، لكن منذ بداية الثورة أصبحت مثل هذه الأخبار تثير اهتمام الناس ليوم أو يومين فقط». مصدر الخبر : بوابة القاهرة - صحافة عالمية