استيقظ المغاربة على قضيتين اخلاقيتين مثيرتين للجدل، الاولى بممثل فرنسي من اصل مغربى وجه اهانة للمرأة المغربية، اما الثانية فتتعلق بمغني الراب "الشحط مان" الذي قدم مجموعة من الاغانى الساخنة التي اعتبرها البعض مسيئة للمجتمع المغربي بأخلاقه وتقاليده وأعرافه. أساء الممثل المغربي الفرنسي سعيد تغماوي إلى كرامة آلاف المغربيات حين تحدث لمجلة "نساء المغرب" باللغة الفرنسية في عددها الحالي، عن انتشار الدعارة في المغرب بشكل مهول ومتنام لا يمكن إنكاره، مضيفا أن العديد من المغربيات يبعن أجسادهن ليس من أجل لقمة العيش، وإنما لشراء سيارات جميلة ونظارات وحقائب يد تنتمي إلى آخر ما جاءت به الموضة العالمية. وأثارت تصريحات تغماوي استياءً واسعًا في المغرب عبر مواقع الانترنت والمنتديات الإلكترونية، حيث اعتبرت مدونات أنه قد تجاوز اللياقة في الحديث عند وصفه عددا من المغربيات بالداعرات اللواتي يبعن شرفهن من أجل المال والمظاهر الخارجية. اما الفنان يونس حودر الشهير ب"الشحط مان" الذي يعتبر واحدًا من أقدم مغنى الراب في المغرب فقد اثار استياءً وانتقادات واسعة فى الشارع المغربى بعد ان أصدر المغني أخيراً ألبوماً جديداً يحتوي على مقاطع مرئية استعان فيها براقصات يشبهن بائعات الهوى، ويرقصن في طقوس غريبة، لها صلة بلهو الليل. وعبَّر الكثيرون عن صدمتهم الكبيرة من لجوء مغني الراب "الشحط مان" إلى هذه الأساليب الجريئة التي وصفوها بالمسيئة للذوق السليم للجمهور، ووصفوا أغانيه الجديدة بالانحراف الفني لموسيقى الراب بالمغرب، التي حرص بعض المغنيين الشباب على أن تكون ملتصقة بالقضايا الحقيقية للشباب والمجتمع. وأصدر "الشحط مان" أخيراً ألبوماً جديداً بعنوان "أنا حر"، يتضمن أغانٍ جريئة، من قبيل أغنية "ميزي دراهم يخرجوا ليك الكواري"، أي "ادفع دراهم تخرج لك الكرات"، التي ظهر فيها محاطاً بفتيات شبه عاريات داخل قاعة للعبة "البلياردو"، وحاول المغني من خلال كلمات الأغنية أن يتطرق إلى موضوع تأثير المال وهيمنته على حياة الإنسان، باعتبار أنه بواسطة النقود يمكن شراء الذمم والنساء أيضا. وضم شريط "الشحط مان" أيضا أغنية "شاعلة"، و"فيلسوف بلا دراسة"، في إشارة إلى شخصه، حيث إنه انقطع عن الدراسة لكنه ظل يحمل نَفَساً نقدياً لكثير من الظواهر السلبية التي حفل بها المجتمع، مثل الأغنية التي حققت نجاحاً باهراً على مواقع الإنترنت "فين حقنا"، بمعية المغني المعروف "مسلم"، بالإضافة إلى أغاني أخرى تطرقت إلى حصار غزة وإلى الحرب على العراق وغيرهما؛ غير أنه في الأغاني الصادرة حديثاً كان "الشحط مان" حريصاً جداً على الظهور بمشاهد مخالفة كثيرا لما أداه من قبل. واعتمد الشحط مان في كل أغانيه الجديدة على موسيقى صاخبة وصورها داخل أمكنة تحيل إلى حياة المجون؛ مثل العلب الليلية والفتيات اللواتي يؤدين رقصات ذات إيحاءات جنسية واضحة، ومشاهد أخرى ظهرت فيها عصابات أفراد شداد محملين بهراوات وعصي، ومُرافقين بكلاب مدربة شرسة. وزاد مغني الراب من "غضب" جمهوره بأن أعلن على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، عن تنظيم جائزة لمسابقة أفضل راقصة تتقن الرقص الساخن على إيقاع "دانس هال" ، تتمثل في حصولها على مبلغ مالي وظهورها في فيديو كليب جديد مع "الشحط مان". وانتقد مغنون للراب أغاني "الشحط مان"، ورأوا في ما أقدم عليه صاحب ألبوم "أنا حر" نزوعاً نحو تسلق سلالم الشهرة سريعاً، فضلاً عن نوع من التغريب وحب تقليد مغني الراب الأمريكيين بطقوسهم الحياتية الخاصة.
