كشف الدكتور مجدي بدران، أستاذ الحساسية والمناعة وزميل معهد الدراسات العليا للطفولة والأمومة بجامعة عين شمس، أن من أخطر الأمراض التي تصيب أطفال الشوارع الالتهاب الرئوي والأمراض الناشئة عن سوء التغذية مثل الأنيميا، وكذلك الأمراض الجلدية، فضلا عن الإدمان. وأشار الدكتور بدران، خلال الندوة التي عقدها بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، إلى أن ظاهرة أطفال الشوارع عالمية تهدد المجتمعات، وتعتبر وصمة عار في جبين الإنسانية، وأن التوقعات العالمية تشير إلى أن ضحايا هذه الظاهرة ما يقرب من 150 مليون طفل حاليا في العالم، منهم 40 مليونًا في أمريكا اللاتينية، ونصف مليون في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح، في الندوة التي أدارها الدكتور السيد فليفل الأستاذ بالمعهد، أن أطفال الشوارع هم أطفال يقيمون في الشارع بصورة دائمة بعيدا عن أي إشراف أسري أو أي رعاية من المؤسسات الاجتماعية، حيث عجزت أسرهم عن إشباع حاجاتهم الأساسية الجسمية والنفسية والثقافية، وأصبح الشارع هو المأوى البديل الذي يشبع حاجاتهم من أجل البقاء، مع الحرمان من حقوق الطفولة، يهيمون في الشوارع يتسكعون نهارا ويبيتون ليلا في الأماكن المهجورة أو أسفل الكباري وأحيانا يغلبهم النوم فتجدهم داخل المواسير الكبيرة، وفي الميادين و الساحات، وتحت الكباري وفي الحدائق المفتوحة والمباني المهجورة ومحطات السكك الحديدية والأسواق والمقابر. وأضاف الدكتور مجدي بدران: يستوعب عالم المخدرات أطفال الشوارع فهم ضحايا ومروجون لها. وقال إن أسباب الظاهرة تتنوع ما بين مشاكل أسرية فهناك الكثير من الأطفال الذين لهم بيوت ولكنهم يختارون البقاء في الشارع، وتشمل المشاكل الأسرية، وسوء المعاملة، وتعرض الأطفال للضرب المبرح المتكرر والعقاب اللفظي والنفسي والإهمال العاطفي، مشيرا إلى أن الفقر وقلة الرعاية يدفعان الأطفال إلى البحث عن الطعام خارج المنزل، وأيضا التفكك الأسرى خاصة مع كثرة المشاحنات بين الوالدين أو الطلاق أو الانفصال أو هروب الأب أو الأم أو وفاة أحد الوالدين ورفض زوج الأم أو زوجة الأب للطفل، وكثرة عدد الأطفال في الأسرة، والعيش متكدسين في مساحة ضيقة. وحذر من خطورة تقليد الطفل لآخر في نطاق الأسرة أو المدرسة أو الجيران، وانتشار التجمعات العشوائية والتسرب من التعليم من أهم أسباب الظاهرة. وعن سمات أطفال الشوارع قال استشاري طب الأطفال: يميل أطفال الشوارع إلى الانفعال الشديد والشغب والعنف والعناد والغيرة الشديدة وحب التملك وحب الاستيلاء على ممتلكات الآخرين والكذب وغياب القيم الاجتماعية. وحول أحلام طفل الشارع قال: أن يسكن في منزل، وأن ينام طفل الشارع في سرير،وتعلم مهنة ليقتات من عمله: مثل قيادة السيارات أو النجارة أو تصليح السباكة. يتعرض أطفال الشوارع لمشاكل صحية متعددة وتلعب الظروف المناخية من حر لافح أو برد قارص أو شمس حارقة دورا هاما في إصابتهم بالعديد من الأمراض خاصة التهابات الجهاز التنفسي وحساسية الصدر والأنف التي ربما لا يقدرون على مواجهتها في غياب التغذية الجيدة والنظافة الشخصية، ويعانون من الجوع، فالتغذية غير كافية، وغير صحية، والصداع أكثر الأعراض شيوعا بين أطفال الشوارع بسبب الأنيميا، وآلام الصدر، والمغص المعوي، والمغص الكلوي، وآلام الظهر والبول المدمم، وضيق النفس والنهجان والكحة وآلام الأسنان والإسهالات، وارتفاع درجة حرارة الجسم. ومن أكثر أمراض أطفال الشوارع شيوعا الأمراض الجلدية، الجرب والتينيا والالتهابات الجلدية والخراريج والجروح الملوثة وقمل الرأس والأنيميا والطفيليات المعوية والتهاب الحلق واللوزتين والتهاب الأذن الوسطى. وحول أسباب نقص المناعة في أطفال الشوارع أوضح الدكتور مجدي بدران أن مناعتهم أقل، وتزداد لديهم أمراض الحساسية والتهابات الجهاز التنفسي، لتعرضهم المستمر للتلوث البيئي، وتناول أطعمة ملوثة أو فاسدة، وغياب النظافة الشخصية خاصة عدم غسل الأيدي بماء نظيف وصابون، وشرب مياه ملوثة، والاستحمام في مياه النيل أو الترع، وتكثر في هؤلاء الأطفال المشاكل الجلدية مثل: الجروح والحروق والجرب والحساسية والالتهابات والتقرحات وطفيليات الجلد والفطريات الجلدية، ويتصف أطفال الشوارع بتأخر النمو والتطور العقلي والذهني و سوء التغذية. وغالباً ما يتضور أطفال الشوارع جوعاً فيلجأون للبحث عن الطعام في صناديق القمامة مما يجعلهم ضحايا للطفيليات المعوية والنزلات المعوية والإسهالات التي تقلل المناعة. ويتعرض هؤلاء الأطفال للملوثات البيئية كعوادم السيارات أو الحرائق أو الرصاص الذي يعرضهم للأنيميا والتخلف العقلي والشلل في المدن أو المبيدات الزراعية التي تسبب السرطانات في القرى، وهم أيضا عرضة للإعاقات بسبب حوادث المرور ومشاكل عمالة الأطفال، ومعدل الأنيميا في أطفال الشوارع أعلى من الأطفال الآخرين بسبب سوء التغذية و الطفيليات، وتسوس الأسنان شائع فيهم، والإصابة بأمراض جنسية متعددة، وأخطرها الإيدز. أطفال الشوارع أكثر عرضة لإدمان المخدرات واستنشاق الغراء والبنزين والعقاقير، خاصة بعض أدوية الكحة والتبغ والحشيش وتعد الأمية سببا رئيسيا للإدمان.