حالة من القلق، سيطرت على المواطنين بعدما استمرت "عكارة" مياه نهر النيل لأكثر من 10 أيام مضت، حيث تحركت "العكارة" الناجمة عن موجة السيول والأمطار التي سقطت الفترة الماضية مصطحبها معها الطمي، من الصعيد حتى وصلت إلى القاهرة الكبرى، بعدما أعلنت شركة مياه القاهرة، صباح اليوم، حالة الطوارئ، وتحول نهر النيل من اللون الأزرق الشفاف إلى نهر من الرمال ومسطح كبير من العكارة. جاء ذلك بعد أن واجهت محافظات الصعيد أزمة في مياه الشرب، خلال الفترة الماضية، بعد أن ارتفعت نسبة "العكارة" في نهر النيل بسبب كميات الطمي والرمال التي جلبتها السيول إلى مجري النيل. وكانت نسبة الشوائب والعكارة خلال الفترة الماضية زادت إلى 2000 ضعف الحد المسموح به، الأمر الذي جعل الشركة القابضة لمياه الشرب تقوم بمحاولات مكثفة للتقليل من حدة التلوث من خلال إجراء تحليل للمياه كل نصف ساعة للتأكد من سلامة المياه. وكان أهالي عدد من محافظاتجنوب مصر وخاصة أسوان وأسيوط والأقصر، عانوا خلال الفترة الماضية من إغلاق محطات المياه وعدم توفير المياه النظيفة، حيث انقطعت عن بعض المناطق لفترات طويلة، حيث أغلقت شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى سوهاج، 20 محطة مياه. من جانبه، أصدر الدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والري، تعليماته إلى المعامل المركزية بالمركز القومى لبحوث المياه لأخذ عينات من مياه النيل بالقاهرة والتى أشارت التقارير إلى وصول المياه لمدينة القاهرة بحمولات من بقايا السيول التى أصابت محافظتى سوهاج وأسيوط الأسبوع الماضي وأدت إلى تغير لون المياه نتيجة العكارة التي أصابتها. وأشار إلى أن لون المياه سيعود إلى طبيعته خلال أيام بعد أن ينتهى مساره فى مجرى النيل حتى المصب فى دمياط ورشيد، لافتًا إلى أن هذا اللون كان يصاحب مياه الفيضان قبل بناء السد العالى في منتصف الستينيات وأن المياه صالحة للاستخدامات المختلفة ولكن سيتم أخذ العينات وتحليلها لمزيد من الاطمئنان على نوعية المياه. فيما قال العميد محي الصرفي المتحدث الرسمي باسم الشركة القابضة لمياه الشرب، إنه لن يتم قطع مياه الشرب عن محافظتي القاهرة والجيزة، نتيجة وصول العكارة إليهما، موضحًا أن العكارة عندما بدأت في قنا كانت تقدر ب 3000 وحدة والمصرح لنا هي وحدة واحدة فقط ولكنها اليوم كانت 120 وحدة قياس في القاهرة الكبرى. وتابع: نستطيع بالمحطات المرشحة التغلب على تلك العكارة، مؤكدًا أن ما يخرج من محطاتنا مياه آمنة وصالحة للشرب وأن جميع محطات المياه تستطيع تنقية المياه، ولكن المحطات الصغيرة هي التي يتم وقفها وتعويضها بمياه أخرى. وحول توقعه لانتهاء الأزمة، قال إن العكارة كانت قادمة من قنا بنسبة 3000 وحدة واليوم وصلت إلى 120 فقط، فكلما تسير في مجرى النيل تقل نسبتها إلى أن تختفي. بينما أكد المهندس محمد عبد الرحمن، رئيس شركة مياه القاهرة، أن هناك استعدادات مستمرة من تخزين مياه وتحليل المياه حتى لا يكون هناك انقطاع فى المياه. وتابع عبد الرحمن - خلال تصريحات صحفية - أنه لن يتم قطع المياه على المحافظة. وقال المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، إن شركات المياه بالمحافظات المتضررة تعمل بكامل طاقتها دون انقطاع، لافتًا إلى أن الشركة القابضة تسابق الزمن بالتنسيق مع وزارة الري والمحليات لمواجهة الأزمة أمام مآخذ محطات الشرب بأسيوط التي مازالت بها نسبة من المياه العكرة. وأكد رسلان – في تصريحات صحفية - أنه تم رفع حالة الطوارئ لمدة 24 ساعة يوميا خلال الأيام الماضية وحتي الآن في المحافظات لمواجهة نسبة المياه العكرة الزائدة، مشيرًا إلى أنه تم اكتشاف زيادة نسبة العكارة ل2000 ضعف الحد الأقصي المسموح به خاصة في محافظة قنا و1400 ضعف في سوهاج نتيجة وجود كميات هائلة من الرمال والأتربة التي دفعتها السيول وتعذر استمرار تشغيل بعض المحطات بهذه النسبة. وأضاف أن معامل المحطات تقوم برفع وتحليل عينات مياه الشرب كل نصف ساعة على مدار اليوم للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات. بينما قال الدكتور عمرو السماك رئيس جهاز شئون البيئة، إن عكارة مياه نهر النيل ظاهرة طبيعية وليست كارثة وليس فيها أي خطورة أو تأثير ضار على صحة الإنسان. وأضاف، السماك - في تصريحات صحفية - أنه بسبب جريان مياه نهر النيل تأخذ الرمال والطين في طريقها، مشيرًا إلى أنه ليس نوعا من أنواع التلوث حتى تتخذ فيه وزارة البيئة أي إجراءات سوى التنسيق مع الجهات المسئولة وإبلاغها باتخاذ الاحتياطات وهى تنقية مياه الشرب في محطات المياه. وأضاف أن الظاهرة ستأخذ وقتها وتختفي، مشبهًا عكارة مياه نهر النيل برياح الخماسين، مؤكدًا أنه في حال حدوث أي تلوث تتخذ غرف الطوارئ بالوزارة إجراءاتها على الفور.