احتفل العالم الأوروبي والعربي يوم الجمعة الماضي، بيوم الحب العالمي ، "فلانتين داي"، والذى يأتي 14 فبراير من كل عام، ويتبادل فيه الحبيبان الهدايا وبطاقات المعايدة للتعبير عن حبهما ، ويميز هذا اليوم اللون الأحمر الذى اتخذه المحتفلون رمزًا لهم.
تاريخ عيد الحب والأسطورة
عيد الحب ينسب إلى "القديس فلانتين" ، وأصبح هذا اليوم مرتبطًا بمفهوم الحب الرومانسي الذي أبدع في التعبير عنه الأديب الإنجليزي "جيفري تشوسر" في أوج العصور الوسطى التي ازدهر فيها الحب الغزلي. ويرتبط هذا اليوم أشد الارتباط بتبادل رسائل الحب الموجزة التي تأخذ شكل "بطاقات عيد الحب"، وتتضمن رموز الاحتفال بعيد الحب في العصر الحديث رسومات على شكل قلب وطيور الحمام وكيوبيد ملاك الحب ذي الجناحين.
الهدايا والدباديب
الورود والدباديب الحمراء والهدايا هي طقوس وعادات المصريين ، فكل حبيب يهدى الأخر "دبدوب" أو باقة من "الورود" أو هدية رمزية تعبر عن مدى حبه الطرف للأخر. رصدت "المشهد"، أجواء الاحتفالات فى أحد محلات الهدايا في هذا اليوم، شهدت بعضها اقبالا كبيرا، وأخرى ضعيف، حيث أن اليوم جاء بالتزامن مع تظاهرات الإخوان المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى، مما جعل البعض يحرص على عدم النزول خوفا من حدوث عمليات إرهابية أو شغب في الشوارع كما يحدث من كل أسبوع. يقول أحد أصحاب محلات الهدايا، بشارع محيي الدين أبو العز بحي الدقي، إن الاقبال كان متوسط قبل يوم الفلانتين نظرا لتزامن اليوم مع تظاهرات الإخوان، موضحًا أن الأحبة أقبلوا على شراء الدباديب، والهدايا الجديدة و"البلالين الطائرة". وأكد، أن الأحوال الاقتصادية هي السبب الرئيسي في حالة التراجع، إلي جانب الأحوال الأمنية غير المستقرة، التي تجعل المشترين يحجمون عن الخروج للتسوق علي عكس الأوضاع ما قبل الثورة، حيث كانت الأسواق ممتلئة حتى منتصف الليل أو بعد ذلك. وأوضح ، أن الإقبال على شراء البطاقات والميداليات والأقنعة الخاصة بالمشير تفوق بكثير حجم شراء الورود ودباديب عيد الحب، وهو ما لجأنا إليه لتعويض الكساد الموجود.
محلات الورد تصرخ من ارتفاع الأسعار
بائعو الورود سادت لديهم حالة من الاستياء بسبب ارتفاع أسعار الزهور هذا العام وانخفاض الأقبال على الشراء في عيد الحب. وأكد الباعة أن الاحتفال هذا العام بعيد الحب لم يشهد إقبالا مقارنة بالعام الماضي وأن عيد الحب هذا العام لم يحظى باهتمام كثير من الناس. وأرجع البعض السبب إلى أن المناخ السياسي أصبح طاغيا على الاحتفالات بعيد الحب وغيره وأن الناس مشغولة أكثر بالسياسة.
مسيرات للسيسي بالورود الحمراء
ولم تغب مظاهر عيد الحب عن المظاهرات والمسيرات والفعاليات التي شهدها، الجمعة، والتي ظهرت فيها الدباديب والقلوب ولكن بأشكال وشعارات مختلفة. حيث نظم عدد من مؤيدي المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، مسيرات بالدباديب والورود لتأييد ترشحه للرئاسة، وكان بين اللافتات دباديب حمراء كتبوا عليها، "في عيد الحب.. يا مصريين اتحدوا، كما كتبوا "حكومة الببلاوي.. بلاوي وفشة ومنبار وكلاوي"، كما كتب على إحدى الدمى التي تم تلوينها بعلم مصر "1 مارس سيترشح الفارس.. لا عنان ولا صباحي، السيسي نور عيني ومصباحي".
الإخوان يهدون مرسى ورود صفراء
وفى سياق مواز شاركت جماعة الإخوان بمسيرات "عيد الحب"، رسم المتظاهرون "شعار رابعة" داخل قلب باللون الأحمر، وكتبوا تاريخ "عيد الحب" وتاريخ المسيرة "14 فبراير 2014"، كما رفعوا موبايلات على شكل دباديب، ووقفوا يلتقطون الصور بجوار إحدى محلات الدباديب رافعين "شعار رابعة". فيما نظم أخرون من أنصار الجماعة، مسيرات بالورود الصفراء، والبلالين الصفراء، في إشارة منهم لشعار "رابعة"، وأهدوها إلى الرئيس المعزول في محبسه.
عيد الحب "بدعة"
في الوقت نفسه كتب الشيخ العريفي المقرب لجماعة الإخوان فى تغريدة له على تويتر : الاحتفال بعيد الحب بدعة محرمة، وتشبه بأهل الفسق والفجور، ولا يجوز للقنوات، ولا لغيرها، الاحتفال به بأي صورة. كما أفتى الداعية أبو إسحاق الحويني، في مقطع صوتي منسوب له ، أن الاحتفال بعيد الحب حرام شرعاً. وأضاف: نحن نهدر الملايين على الدباديب والمكالمات الهاتفية التي تكلفنا المليارات، وننفق في السفه والسوء، وغداً نُسأل أمام الله عن أموالنا التي ننفقها.
الفيس بوك وتغريدة شاهين
وعلق بعض النشطاء من شباب الفيس بوك وتوتير على هذه الفتاوى فقال أحدهم : على مشايخ الفتنة ألا يتدخلوا فيما لا يعرفونه، فهم غارقون طوال العام فيما لذ وطاب من الطعام والملبس والقصور والفلل الفاخرة والسيارات الفارهة، ويسيحون في عواصم العالم ويتزوجون أجمل النساء ، بينما نحن الشباب نعانى من مستنقعات الموت والدمار التي خلفوها وراءهم، ورد آخر: أن حياتهم الرغدة كلها أيام حب، ويستكثرون علينا يوما واحدا نفرح فيه. فى المقابل هنأ مظهر شاهين خطيب وإمام مسجد عمر مكرم المصريين بعيد الحب قائلًا : لمن يعرفون الحب كل عيد حب وأنتم طيبين.