كلنا بنحب السيسى لكن السيسى بيحب مين ؟ ..المشهد السياسى يمكن وصفة بأن ظاهرة السيسى قد أمتدت لتحتل أركان المسرح السياسى ولا تترك الإ مساحات محدودة لكل الأحداث والشخصيات المتنافسة ...شعبية السيسى تتزايد والأن توزع ميدالية وبطاقة رقم قومى تحمل بيانات السيسى مدون فيها المهنة :( منقذ مصر ) فبعد وضع صوره على الشيكولاتة وصوره المرفوعة من الملايين ..أصبح يحتل قلوب أغلب المصريين ولكن السؤال الجوهرى كيف يرى ويحب كل تيار سياسى وجماعة مصالح السيسى ! فلاشك أن هناك قطاعا شعبيا بسيطا وقع فى حب الزعيم المفتقد والبطل المنتظر ....منذ أكثر من 60 عاما ..تحديدا منذ عام 1970 عندما رحل الزعيم عبد الناصر ! وهذه الملايين من البسطاء ترى فى السيسى عبد الناصر العدالة الإجتماعية والإشتراكية ومجانية التعليم والإصلاح الزراعى وتأميم قناة السويس والعزة والكرامة الوطنية والمساكن المجانية والتصنيع وفرص العمل والحياة الكريمة ..وغيرها من المعانى التى منحها لها عبد الناصر من خلال سياساته المنحازة للفقراء والعمال والفلاحين وشرائح الطبقة المتوسطة الدنيا ...ولكن يجب أن نعترف أيضا أن هناك أنصار مبارك ولصوصه ورجاله يبحثون عن إمتداد لمبارك وإستمرار لمكاسبهم وثرواتهم ومناصبهم وسلطانهم المجروح فى 25 يناير حيث تم إبعاد رأس النظام ..وهذا الفريق قوته تكمن فى بقائه فى مراكز حساسة فى مؤسسات الدولة وإمتلاكه لميارات من الأموال المنهوبة من دم الشعب وبدأ بعض رجاله فى صرف الملايين فى دعاية مبكرة للسيسى ! بينما ترى مؤسسة القوات المسلحة فى رئاسة السيسى ردا لإعتبارها بعد شعارات الإخوان بسقوط حكم العسكر ..وإستردادا لمقعد الرئاسة الذى تتولى إدارته المؤسسة العسكرية منذ عام 1952 ولم تتركه الإ فى عام مرسى وإستردادا لكرامة المؤسسة العسكرية التى لم يكن سهلا أو مبلوعا لديها كثيرا أن يصبح السيد مرسى قائدها الأعلى ! ...وفى ذات الوقت يرى كثير من الناصريين والقوميين والإشتراكيين واليساريين فى شخصية السيسى نموذجا لرجل يمكن أن يحقق بعضا مما حققه عبد الناصر بل يرى البعض أن فرصته أكبر من ناصر كون عبد الناصر لم يكن لديه الدعم السياسى والمعنوى والإعلامى والمادى الخليجى والعربى المتوافر الأن للسيسى ...فالدول العربية الخليجية وخاصة السعودية والكويت والإمارات والبحرين يرون فى السيسى أيضا منقذا لهم من مخططات تكشفت لهم لتفكيك دولهم وتحويلها لدويلات صغيرة وفقا لما وصل لإجهزة مخابرات هذه الدول وتكشف لها من تورط تنظيم الإخوان الدولى فى المؤامرة على الأنظمة العربية بتعاون مع أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر ! فأصبح وجود مصر دولة متماسكة قوية بجيش وطنى عربى قومى ضرورة أساسية لحماية أمن هذه الدول القومى ..ولعلنا لا ننسى زيارة وزير الخارجية السعودى لفرنسا وخطابه شديد اللهجة محذرا الغرب من أى محاولة للتدخل فى الشأن المصرى ! وهو خطاب حمل تهديدا مبطنا بسحب إستثمارات السعودية الضخمة لدى الغرب ! أذن الكرة الأن فى ملعب الشعب المصرى وزعيمه السيسى ..ولكن المشهد كله يشبه الصورة الفوتغرافية فى مياه التحميض !ولن تظهر ملامح المشهد الأن ولكن بعد أن يعلن السيسى ترشحه ويقدم برنامجا واضحا ...وهذه مسألة جوهرية لأن البرنامج سيكشف ولابد أن يكشف عن إنحيازات إجتماعية واضحة ومحددة ..لأن محاولة إرضاء كل الإطراف ستكون لعبة قاتلة .. فلا يمكن للرئيس السيسى أن يرضى كل الأطراف ولا هو مطلوب منه أن يفعل هذا الخطأ التراجيدى الكبير ...فلا يمكن للسيسى أن يكون مع الجميع ولا يمكن أن يكون هناك سيسى لكل مواطن !...ولكن يجب أن يكون هناك سيسى للشعب المصرى وينحاز لجملة سياسات تحقق الرضا للقطاع الكبير من الطبقة الفقيرة والطبقة المتوسطة للشعب المصرى وتحقق أهداف ثورته ....سيكون علينا أن ننتظر لتخرج الصورة من معمل السيسى ...وهى لن تخرج قبل عام على الأقل من توليه الرئاسة .