حمَّل الكاتب بصحيفة هآرتس "جدعون ليفي" اسرائيل المسئولية عما يحدث بمخيم اليرموك الواقع تحت الحصار في سوريا، وقال ان اسرائيل مسؤولة اخلاقيا عما يجري في مخيم اليرموك لللاجئين الفلسطينيين، فالمسؤولية التاريخية عن مصير سكان المخيم، وهم فلسطينيون من أبناء البلاد ونسلهم، طردوا أو اضطروا الى الفرار منها بسبب اسرائيل، وثانيا لدى الكثيرين من مواطني الدولة ورعاياها من العرب الاسرائيليين ومن الفلسطينيين اقرباء في اليرموك حتى من الدرجة الاولى احيانا، فثم أخوات واخوة وأجداد وجدات واعمام وعمات يُجوعون حتى الموت وقد مات عشرات منهم جوعا. وقال ليفي "من المؤكد أن هذه المقالة ستقع على آذان صماء أكثر حتى من مقالاتي الاخرى، ومع ذلك يجب أن تُكتب، فصور مخيم اليرموك لا تتركني، وكان يجب أن تؤثر احداث اليرموك في قلوب الاسرائيليين، في خضم كل فظاعات سوريا". وتساءل ليفي لو أن مثل هذه الفظعات وقعت بعد عدة عشرات الكيلومترات عن حدود الدولة، ومات اقرباء لمواطني الدولة اليهود جوعا ويحتضرون مع عدم وجود ادوية ومعدات، ويتجولون مثل هياكل عظمية وتطلق النار عليهم مثل حيوانات ضالة، فهل كانت اسرائيل ستبقى غير مبالية؟ أولم تكن تستخدم عملية لانقاذهم؟. من السهل إلقاء المسؤولية عما يجري في اليرموك على العرب، على نظام الاسد الذي يمنع بوحشية تزويد سكان المخيم المحاصرين منذ اسابيع كثيرة، وعلى المسلحين الفلسطينيين الذين شاركوا في الحرب الاهلية وحكموا على المخيم بالفناء، وعلى منظمات الاسلام المتطرف التي تفوق قسوتها قسوة النظام، وعلى الدول العربية التي لم تفعل ما يكفي لحل مشكلة اللاجئين، ولكن تبقى المسؤولية الاخلاقية على اسرائيل ايضا التي أفضى انشاؤها الى اللجوء والجلاء هذين. انها الدولة التي كان يجب عليها أن تحاول أن تنقذ بقدر استطاعتها عائلات مواطنيها وإن كانوا عربا ايضا. فلطفية العجوز التي تسكن في المخيم والذي يحاول أخوها عبد العابدي انقاذها منذ سنين، وهو فنان من حيفا نال جوائز كثيرة، والولد الفلسطيني الذي يمضغ ورقة لعدم وجود الطعام، والفتى الذي يصرخ أمام عدسات التصوير طالبا نجدة العالم بعد مقتل أبيه، وصور الهياكل العظمية المتحركة لناس أحياء موتى، وصفوف النساء والشيوخ الذين يحتشدون ساعات بأمل يائس أن يحصلوا على وجبة طعام أو على ادوية، والعجز الفظيع لآلاف البشر المحاصرين الذين دمرت بيوتهم وخرب عالمهم. واشار ليفي الى ما قاله الكاتب بنفس الصحيفة "تسفي برئيل" حيث قال ان لجنة التنسيق في المخيم تدعو السكان الى شرب لتر ماء مع ملعقة ملح، ثم لتر ماء مع ملعقة سكر، اذا كان ذلك في متناول اليد، واصفا ليرموك بانه "غيتو الحرب العالمية الثانية"، ووقع حتى هذا الوصف هنا على آذان صماء. ثم قال ليفي بقي عشرون ألف انسان فقط في المخيم الذي كان عدد سكانه قبل الحرب الاهلية 150 ألف انسان، فقد بقي الضعفاء والعاجزون فقط ليعيشوا في الانقاض والحصار، أما الباقون فتوجهوا الى لجوء آخر، واسرائيل لا تحرك ساكنا، بل انها تعيد سريعا الى سوريا القلة القليلة من الجرحى السوريين الذين تعالجهم، مع ثناء على النفس يثير الاشمئزاز، تعيدهم الى الجحيم، وبينما تنقذ جارتا سوريا الاخريتان، الاردن وتركيا، ملايين اللاجئين، لا يخطر ببال اسرائيل أن تستوعب حتى الجرحى القليلين الذين نجحوا في الوصول اليها. وقال أنه يجب على اسرائيل أن تظهر شيئا من الانسانية في مواجهة فظاعة اليرموك، وعليها أن تنظم الآن عملية لانقاذ ال 20 ألفا من السكان المحاصرين، ونعود ونُذكر بأنهم أبناء البلاد، وأن تعلن أن ابوابها مفتوحة لهم ليلتئم شملهم مع عائلاتهم.