ينتظر نحو 11 مليون مواطن مصري، مُصابين بالإلتهاب الكبدي "فيروسي سي"، الأمل الجديد في الشفاء، بعد أن سعت وزارة الصحة إلى التفاوض مع إحدى شركات الأدوية العالمية للتفاوض معها، ومع البروفسير ريمون شينازى، المكتشف لعدد من الأدوية الخاصة بالفيروس، لكن ذكر إسم شينازي، أثار التخوفات وإثارة الشكوك من تكرار ماحدث مع وزيرة البحث العلمي، وسعيه لتحويل المرضى المصريين إلى فئران تجارب للأدوية، وحدوث تجاوزات قانونية تسلكها الشركات للوصول لأهدافها، الأمر الذي تخوف منه استشاريو الكبد وحذروا وزارة الصحة وحثوها على الحفاظ على صحة المواطنين. قال الدكتور سمير عنتر، استشاري الحميات والكبد ومدير عام مستشفى الحميات بإمبابة، إن علاج فيروس "سي" الجديد مازال تحت طائلة البحث العلمي، ولم يتم تجريبه على المرضى المصريين، مُعربًا عن تعجبه من أن تدعي الشركات الأجنبية أنه موجود بالأسواق وتُصرح بأنه يصلح لعلاج النوع الجيني الرابع المنتشر في مصر. استنكر عنتر، فى تصريح ل"المشهد"، زعم الشركات الأجنبية بوجود الدواء وبأنه يصلح لعلاج الفيروس، قائلًا: إن الشركات الأجنبية تتلاعب بأرواح المصريين، من أجل أمصالها، مُحذرًا وزارة الصحة من المفاوضات التي أشارت إليها بأنها ستجري بينها وبين الشركات الأجنبية المنتجة للدواء والبروفسير "ريمون شينازى" مكتشف عدد من الأدوية الحديثة لعلاج فيروس سي، منوهًا بذلك إلى سلوك "شينازي" مسلكا غير قانونى من قبل خلال نهاية العام الماضي، بمعاونة طبيب مصرى لم يعلن عن اسمه، بتفاوضه مع وزيرة البحث العلمى السابقة، الدكتورة نادية زخارى، الذي رفضته الوزيرة، وتم إتهامها بأنها "أضاعت فرصة الحصول على علاج فيروس سي بسعر زهيد، بسبب رفضها لعرض إحدى الشركات الأجنبية المنتجة للعقار" فئران تجارب أضاف استشاري الكبد، أن وزيرة البحث العلمي التزمت بالقانون واتبعت البروتوكولات المتعارف عليها، والمتعلقة بالبحوث الإكلينيكية التى تنص عليها منظمة الصحة العالمية، والتى وضعت خصيصا لحماية المرضى من جشع شركات الدواء، التى تسعى إلى الكسب الهائل والتى تخاطر كثيرا بحقوق المرضى، الأمر الذي لا يعلمه الكثيرون. أشار عنتر إلى أن شينازي والشركات الأجنبية، كانوا يريدون استخدام المرضى المصريين ك "فئران تجارب"، مُضيفًا أنهم كانوا يريدون أخد المرضى إلى إيران لإجراء تجارب العقار عليهم، وعدم تجريبه على الحيوانات، الأمر الذي أثار غضب وزيرة البحث العلمي وجعلها ترفض على الفور هذا العرض. استطرد استشاري الكبد: شركات الأدوية تقول إن الدواء الجديد له تأثير على "فيروس سي" مُتسائلا: كيف علموا ذلك ولم تجر أى اختبارات على العقار على المرضى المصريين لمعرفة أنه يناسب النوع الجيني الرابع أم لا؟. حث عنتر وزيرة الصحة للتحقق وتوخي الحذر خلال تفاوضها مع الشركات الأجنبية، مما إذا كان هناك تجاوز قانونى فى هذه التفاوضات، مُضيفًا أنه لا يمكننا القبول بمبدأ إن الوسيلة الخاطئة لتحقيق هدف إيجابى أمر صحيح، بل إن هذا المنهج مدخل للفوضى والفساد، مُشددًا على أن وزارة الصحة، يجب عليها أن تجري تعاونا مع مُكتشف العقار، لتوفير عينات من الفيروس من المرضى المًصابين حتى يستطيعوا إجراء التجارب، ليعرفوا إذا كان يصلح لعلاج المرضى في مصر أم لا. أضاف عنتر أنه يتم التأكد من سلامة الدواء على المريض المصري ومقارنة تأثيره بعد تطبيقه عليه، ثم بعد ذلك البدء في مرحلة ثانية، موضحًا بأنه لابد وأن نخص بعض المرضى ونعطيهم الدواء ويكونوا تحت رقابة علاجية وإكلينيكية خلال فترة لا تقل عن 6 أشهلا كاملة، وبعدها نحكم على العقار، إذا عمل على إزاحة الفيروس، نتابعه ونحاول بكل الطرق توفيره للمريض المصري، وإذا ثبت غير ذلك أو له أي أثار ضارة يكون غير مسموح به نهائياً. حول ما إن كان ستم الاستغناء عن "الإنترفيرون"، في وجود ال "سوفوسبوفير"، أوضح استشاري الكبد أن علاج "الإنترفيرون" يتميز بأنه يحاصر الفيروس داخل الخلية الكبدية كما أنه يمنع دخول الفيروس لخلايا كبدية جديدة أخرى، حيث إن الكبد يجدد خلاياه بحوالى مليون خلية كبدية جديدة، وبذلك يتم القضاء على فيروس "سى" بطريقة غير مباشرة ويختفى الفيروس فى الدم، ونتائج العلاج عن طريق "الإنترفيرون" جيدة جدا تصل إلى 80% عند التشخيص السليم. أشار إلى أن مرضى فيروس "سى" ممن يتناولون "الإنترفيرون" لا يصح لهم أن يتوقفوا عن تناول العلاج وذلك لأن فيروس "سى" الموجود فى مصر ثبت أن تلك الفصيلة تحتاج بالإضافة للعلاج الحديث "الإنترفيرون" و"الريبافارين"، ووصف توقف المريض عن علاج "الإنترفيرون"، بالخطأ الفادح خاصة إذا كانت هناك استجابة له، وإذا تم التوقف سوف تحدث انتكاسة للمريض، وسيعود الفيروس من جديد، كما أن المريض سيصاب بتليف فى الكبد، التي ربما تؤدي للاستسقاء وتورم القدمين وحدوث أورام فى الكبد ودوالى المرىء وحدوث خلل كلوى. أشار إلى أن استخدام طريقة العلاج الثلاثى، هي عبارة عن تناول العقار الجديد "سوفوسبوفير" +"الريبافارين" مع تناول حقن "الإنترفيرون"، وذلك لعلاج فيروس "سى" من الفصيلة الرابعة الموجود فى مصر والقضاء عليه نهائيًا.