أكد السفير الدكتور بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن "البوصلة التى تحكم سياسة مصر الخارجية هي المصلحة الوطنية المصرية وإعتبارات الامن القومى المصري وليست الاعتبارات الأيديولوجية " مشيرا إلى ان مصر بدأت تعود لسابق عهدها وتنشط دورها الإقليمي الذي كان قد تراجع . وأضاف عبد العاطي فى المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الأربعاء بمقر وزارة الخارجية أن مصر قامت بالتحرك الفعال على كافة الأصعدة وأعادت التوازن للسياسة الخارجية وتنويع البدائل .. مؤكدا أن هذا ليس خصما من علاقاتها مع دول كبرى ولكن يتم اضافة أصدقاء وشركات جدد . وقال إن مصر عادت لتقول كلمتها ولا ننسى الدور المصري الذى رفض توجيه ضربة عسكرية لسوريا استنادا لمبدأ عدم استخدام القوة والإلتزام بأطر الأممالمتحدة . وقال عبد العاطى إن الجميع بات يعلم بعد ثورة 30 يونيو أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على إرادة الشعب المصري وتأكيد لهذه الإرادة مؤكدا أن ما يحكم تحرك السياسة الخارجية المصرية فى الوقت الراهن هو اعتبارات الأمن القومى المصري والمصلحة المصرية . واستعرض السفير عبد العاطي فى مؤتمره الصحفي جهود وزارة الخارجية خلال الفترة الماضية ان وزارة الخارجية تحركت من خلال ثلاث مراحل رئيسية منذ ثورة 30 يونيو اعلنها وزير الخارجية نبيل فهمى فى أول مؤتمر صحفي بعد توليه منصبه، كان أولها والتى تلت الإعلان عن خارطة الطريق ، الدفاع عن ثورة الشعب المصرى ونقل صوته إلى الخارج ، وجهود وزارة الخارجية لإقناع دول العالم بالثورة المصرية حتى قامت الدول الثلاث التى سحبت سفراءها باعادتهم سريعا إلى القاهرة . واضاف ان المرحلة الثانية التى تلت فض اعتصامى رابعة والنهضة كانت فيها محاولات مستميتة من بعض الدول لتدويل الشأن المصري وفرض عقوبات دولية عليه إلا أن جهود وزارة الخارجية وتحركها على مختلف مسارات الدبلوماسية والشعبية نجح فى أد هذه المحاولات والقضاء عليها . وأوضح إن المرحلة الثالثة انتلقت فيها وزارة الخارجية من مرحلة الدفاع الي الهجوم واصبح لمصر صوت مسموع فى الخارج وتبوأت خلالها مكانتها وتمثل ذلك جليا فى اجتماعات الدورة "68" للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك والذى أعلن فيه وزير الخارجية نبيل فهمى بيان مصر الشامل والمهم والذى طرح خلاله مبادرة شاملة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل . وقال إن الدبلوماسية المصرية بدأت التحرك بفاعلية على كل الأصعدة لإعادة التوازن للسياسة الخارجية المصرية باضافة شركاء وأصدقاء جدد من خلال عملها على تنويع البدائل والخيارات لتحقيق مصالح مصر العليا والحفاظ على اعتبارات الأمن القومى المصرى واستعادة الدور المصرى الذى تراجع خلال السنوات الأخيرة . وأشار إلى ان تحرك الدبلوماسية المصرية كان بالتعاون مع باقى مؤسسات الدولة الأخرى وشمل التحرك فى دول حوض النيل والأزمة السورية وكثير من القضايا العالمية وفى مقدمتها ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وقضايا المناخ وتحقيق التنمية مؤكدا انه كان لمصر مواقف نشيطة فى هذه المرحلة حيث رفضت توجيه ضربة عسكرية لسوريا وعدم استخدام القوة إلا فى إطار مواثيق الأممالمتحدة فى هذا الشأن .. كما تحركت بفاعلية فيما يتعلق بملف حوض النيل فى إطار توجه يؤكد على الطابع التعاونى بين دول حوض النيل دون الإضرار بمصالح أى طرف وكذلك كان لمصر مواقف نشيطة فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية خاصة الاوضاع فى جنوب السودان والتى كلف فى اطارها وزير الخارجية نائبه للشئون الافريقية السفير حمدى سند لوزا بالسفر إلى جوبا وقام بلقاء الرئيس جنوب السودان سلفاكير ميرديت كما سلم شحنة مواد اغاثة للتخفيف عن معاناة شعب جنوب السودان الناجمة عن الاشتباكات القائمة . واكد ان السياسة الخارجية المصرية أصبحت لصيقة بالموقف الشعبى المصرى وصارت بعد 30 يونيو تقوم على الندية وإقامة علاقات مشاركة كاملة وفق المصالح المتبادلة ونقل صوت الشعب المصرى فى الخارج وتركز على قضايا التنمية وجذب الاستثمارات وتحقيق مصالح المواطنين مشيرا إلى الجهود التى بذلتها وزارة الخارجية لرفع حظر السفر إلى منتجعات مصر السياحية منوها بجولات وزير الخارجية نبيل فهمى الاوروبية والاسيوية والافريقية والعربية فى هذا الصدد. واشار فى هذا الصدد إلى أن وزير الخارجية نبيل فهمي أجرى نحو تسعين اتصالا هاتفيا ولقاءات شملت نظراءه في العالم، ضمت وزراء خارجية دول عربية وأوروبية وإفريقية وآسيوية ومن أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وسكرتير عام الأممالمتحدة، خلال فترة توليه المنصب في 170 يوما. وأوضح "بدر"، في مؤتمر صحفي اليوم، أن وزير الخارجية أجرى عددا من اللقاءات خلال عام 2013، شملت 78 لقاء منذ 17 يوليو الماضى وحتى نهاية العام، وكان من بينهم هذه اللقاءات لقاء الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات ، ولقاءان مع وفد اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى ووزراء خارجية ليبيا والبحرين والجزائر والعراق وأريتريا وبريطانيا والأردن وعمان والمغرب والولايات المتحدةالأمريكية. كما عقد لقاءات أخرى مع المبعوث الأمريكي للسودان ، وأحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، وكاثرين آشتون الممثل الأعلى الخارجية للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، ومنسق الأممالمتحدة لعملية السلام، كما قام وزير الخارجية بعدد من الجولات شملت 23 زيارة بدأها بالخرطوم وجوبا وأنهى العام بجولة شملت الصين وكوريا الجنوبية واليابان.