أحدث غتيال محمد شطح وزير المالية اللبناني السابق ومستشار زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في تفجير ببيروت ، موجة من الغضب الدولي والاقليمي، حيث اعتبر بان كي مون الامين العام للامم المتحدة وفاته خسارة فادحة للبنان وتذكرنا بالحاجة إلى وضع نهاية للإفلات من العقاب قال إن الدكتور شطح كان صوتا لا يكل للتسامح والتنوع والاعتدال. شدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، على ان مقتل شطح،" خسارة رهيبة للبنان والشعب اللبنانيوالولاياتالمتحدة" وطالب مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لاستخدام الترويع والعنف ضد الشخصيات السياسية"، معبرا عن "إدانة تامة لأي محاولة لزعزعة استقرار لبنان من خلال الاغتيالات السياسية. قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ان الاغتيال "استهداف وحدة لبنان واستقلاله وسيادته" من جهة اخرى، أبرز التفجير الانكشاف الامني الذي يهدد لبنان بسبب فشل الأطراف السياسية في التوصل لاتفاق سياسي على تشكيل الحكومة حتى الان، اضافة الى تحول النزاع السوري الى داخل لبنان وفشل الاطراف اللبنانية في ابعاد بلادهم عما يحدث في سوريا اعتبر المراقبون ان اغتيال شطح الداعي للحوار والاعتدال، يرشح الاوضاع الى مزيد من التصعيد والدخول في عمليات انتقامية وثارية وهو ما يمكن ان يدفع بلبنان الى اتون حرب أهلية وحالة من الفوضى العارمة، خاصة وان اعتيال شطح يبدو وكانه استمرار لسيناريواعدام الادلة في عملية اغتيال رفيق الحريري عام 2005، خاصة اذا ما وضع في الاعتبار انه جاء بعد عام واحد من عملية اغتيال العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوات الأمن الداخلي في لبنان، والذي قتل في الثاني عشر من اكتوبر2012 في انفجار هز منطقة الأشرفية في بيروت وأدى إلى مقتل وجرح عشرات الأشخاص، وكان يوصف بانه خزانة اسرار ادلة قتل الحريري، والرجل الاكثر عداءا للوجود السوري في لبنان. فيما اعتبر مراقبون، ان مساندة تيار 14 آذار المعارضة المسلحة في سوريا، هو الذي دفع بلبنان في قلب النزاع السوري وجعل اطرافه مستهدفين داخليا من حزب الله وخارجيا من نظام بشارالاسد، ان تيار المستقبل يقول انه يساند المعارضة السورية سياسيا فقط على عكس حزب الله الذي يشارك عسكريا بالقتال مع النظام السوري ووجهت قيادات من تيار المستقبل اصابع الاتهام لحزب الله باعتباره اداة لبشارالاسد في البلاد. قال رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، والقيادي في تيار المستقبل أن القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني "هو وحلفاؤه اللبنانيون من درعا إلى حلب إلى دمشق إلى كل سوريا".وشددت قوى 14 آذار على "ضرورة تحويل ملف" مقتل شطح إلى المحكمة الخاصة بلبنان التي ينتظر أن تفتتح جلساتها يوم 16 يناير المقبل. وإن كان اتهام حزب الله بالوقوف وراء الاغتيال يمكن أن يشعل نار الفتنة المذهبية بين الشيعة والسنة، وهو ما يضع لبنان في قلب حرب اقليمية تتعدد أطرافها من سوريا والعراق الى ايران والسعودية، اضافة الى اسرائيل التي تتحرك دوما لاشعال حروب عربية عربية. في اتجاه اخر لم تستبعد اطراف لبنانية تورط جماعة أحمد الأسير، التكفيرية في عملية الاغتيال ردا على الضربات الموجعة التي وجهها لها الجيش اللبناني منتصف هذا العام وفي كل الاحوال من قام بالتفجير يسعى إلى اصدام دموي وطويل بين السنة والشيعة. وشطح هو الشخصية التاسعة من قوى 14 آذار التي تتعرض للقتل منذ عام 2005، تاريخ مقتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وهو من مواليد 1951 وعمل مستشارا رفيعا لرئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة بين عامي 2005 و2008، وسعد الحريري في الفترة منذ 2009 وحتى2011، ويوصف بأنه رجل حوار واعتدال. كما مثل شطح بلاده سفيرا لدى الولاياتالمتحدة 1997-2000، وعمل بصندوق النقد الدولي بين عامي 2001 و2005، ليستقيل مع اغتيال رفيق الحريري، قبل أن يعين وزيراً للمالية في يوليو 2008.