يتابع المصريون بخليط من الترقب والاستعداد , مسيرة 30 يونيه, بلسان حال " قل لي الى اين المسير ؟", وهل الموجة الثورية التي خرج فيها ملايين في كل قرية وحارة , هي فعلا كما هتفت تعزيزا لثورة 25 يناير , ام كما تقول شواهد – قد تكون سطحية- اختطفتها فلول وذ يول , وصبت نتائجها في جيوب –عبد الناصر سلامة ولميس الحديدي واحمد موسى ومن وراءهم . والحق انه بناء على اجابة هذا السؤال سيتحدد كثيرا من مصير هذه الموجة ذاتها وبالتالي مستقبل مصر. فالعدو الحقيقي لانتفاضة 30 يونيه , ليسوا الاخوان وحلفائهم . لان هؤلاء بطرحهم شعار " الهيمنة والتمكين ", وباختيارهم حرف الثورة عن شعارات عيش حرية عدالة اجتماعية ,والدخول بها في سراديب لاهوتية , عزلوا انفسهم مبكرا عن ثورة يناير وعن شعبهم , واصبح سقوطهم كثمرة جافة تحصيل حاصل ومسالة وقت , -العدو الحقيقي لانتفاضة يونيه - هم اولئك الذين يفسرونها ويؤلونها بسماجة – انها " عودة المباركية ", ويحاولون ان يفرضوا هذا التفسير على الشعب والجيش والعالم بغرض اناني محض وهو الانتقام لانفسهم. تسمع من هذا النوع تنظيرات وتقعيرات – اقل ماتوصف به هي انها توريطات . فعلى سبيل المثال يخرج المنظر الفلولي منهم , وبدلا من ان يقدم قراءة معقولة وترشيدية لدور الجيش في الحياة السياسية المصرية , وفي 25 يناير و30 يونيه , وفى اتجاه دفعه للدفاع عن الديمقراطية ضد " المباركية ", و " الاخوانية ", تجده يدافع عن فكرة " عسكرة السياسة " بلا خجل –او ضمير او مسؤلية. وطبعا في هذا الوارد , تسمع هذرا مليئا بخلط الاوراق المتعمد من نوع ان الهتاف بسقوط حكم العسكر اختراع اخواني , او اعتبار الدعوة للفصل بين الجيش والسياسة مساسا بالخلفية الوطنية للجيش المصري , ناسين ان شعار " يسقط حكم العسكر ", هو شعار عالمي وانساني رفعته الشعوب في اليونان وآسيا وامريكا اللاتينية , واستقر عليه الضمير الانساني بعد موجة الانقلابات- الثورات التي زامنت حركة التحرر الوطني , والتي قدمت الاستقلال النسبي لشعوبها وبعضا من الخبز لكنها اخفقت في تقديم الديمقراطية والكفاءة, ,,, وناسين ايضا ان الايمان بوطنية جيش , (بالتذاكيد الجيش الوطني المصري الذي صنعته العرابية و 1956و1973 لايحتاج لشهادة بذلك من احد), - امر مختلف عن نقاش ديمقراطية شعبه بل بالعكس فان هذه الديمقراطية ولا شيء آخر حاليا- هي التي ستعزز دوره الوطني . ان امثال هؤلاء المتسلطين علين في الفضائيات ليل نهار , لا ينطلقون فقط من الجهل الخلقي (بكسر الخاء ) الذي يتمتعون به , بل من زاوية مصالحهم المباشرة , وادراكهم ان عجلة المرحلة الانتقالية ان استمرت بمنطق خروج الشعب في 30 يونيه ستكون اول من يدهسهم . من هنا ففرصة قيادة 30 يونيه التاريخية امام الشعب والعالم واضحة لا مراء فيها :- - اثبات ان تدخل الجيش في 30 يونيه و25 يناير , كان لمواجهة " المباركية "و " الاخوانية ", وفقط. نقطة ومن اول السطر -- افساد اي محاولة للتطابق بين هذا التدخل و مساعي " الفلول " و " الثورة المضادة" - البرهنة على الالتزام بخارطة الطريق دون اي افتكاسات - عدم الاستماع الى وشوشات –لا يوجد بديل- وفراغ السلطة –وما شابه - ادراك ان قوة اي جيش حاليا , بالمعنى الشامل, ايمانه العميق بديمقراطية وطنه - قبول الانحياز الايجابي الوحيد المقبول في جيوش العالم الحديثة اليوم – قبول دور قابل( للمراجعة الديمقراطية الشفافة ) –في التنمية ودعم التحديث هذه الخيارات , ولا شيء غيرها, هي فر صة اصحاب البيان التاريخي في 30 يونيه لتجديد النصر, وهي ايضا فرصة الشعب , خرج بالورود للدبابات التي دعمت انتفاضته على المباركية والاخوانية , ليقول اليوم " انتصرنا انتصرنا ) , وليفتخر من خرجوا في 30 يونيه امام اطفالهم واحفادهم وحكم التاريخ عليهم , انهم لم يغرر بهم , ولم يخرجوا لاعادة زيد او عبيد , ولم يكونوا طرف في مؤامرة .