بادرة أمل جديدة تطل برأسها على المجتمع المصري، بعد موافقة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية أخيرًا على عقار ال "سوفوسبوفير" لعلاج مرض الالتهاب الكبدي الوبائي المزمن ، أو ما يعرف باسم "فيروس سي"، وسيحمل الاسم التجاري سوفالدي"Sovaldi"، الذى يعالج جميع الأنواع الجينية للفيروس، والذي يُمثل بشرى سارة لنحو 18 مليون مريض مصري يُطاردهم "فيروس سي" لسنوات وفشلت معه جميع المحاولات، وعكف الكثير من العلماء على إجراء العديد من الأبحاث لمواجهة الفيروس الذى يشمل 6 سلالات، وفى مصر تنتشر السلالة الرابعة بينما تنتشر السلالة الأولى فى دول العالم أوروبا وأمريكا، ولذلك فإن معظم الأدوية فى سوق الدواء كانت تحقق نتائج مرتفعة فى النوع الجينى الأول وليس فى النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر، ولهذا فشل العلاج بالإنترفيرون مع المصريين حاملى النوع الجينى الرابع، بالإضافة إلى الآثار الجانبية الكثيرة التى تحملها هذه الحقن. الجدير بالذكر أن مصر تُمثل أعلى نسبة إصابة "بفيروس سي" فى العالم حيث تبلغ نسبة الإصابة طبقا لآخر إحصائية، 18 مليونا أى حوالى 20 % من السكان. ويقول الدكتور أحمد عبداللطيف، رئيس قسم الأمراض المتوطنة والكبد الأسبق بجامعة القاهرة، إن دواء "سوفوسبوفير" من الجيل الجديد من مجموعة الأدوية التى تعالج فيروس "سى" تؤخذ عن طريق الفم، ويتم تناوله مع أقراص ال "ريبافيرين" بدون حقن "إنترفيرون"، فإنه يوقف عملية استنساخ الفيروسات داخل خلايا الكبد، وبذلك يقضي على الفيروسات تمامًا، في خلال مدة العلاج وهي 3 شهور فيوقف عمل الإنزيمات "البوليمريز" و"البروتيماز"، وهي وسيلة ناجحة تمامًا، وثبتت فاعليتها على الفيروس الكبدي والنوع الأول والرابع المصري. وأضاف أن مؤسسة الدواء والغذاء الأمريكية أعلنت موافقتها على تداول العقار بعد أبحاث طويلة، وأشهرها "سيمبرفيرا" وهذا الدواء أنتجته شركة "فارما" يؤخذ هذا العقار أحيانًا مع الأنترفيرون ويقلل فترة العلاج من سنة إلى 3 أشهر، والعقار الثاني "سوفوسبوفير" وتنتجه شركة "فارمست"، وثبت أن هذا العقار يعطي نتائج تصل إلى 95% ويعطى لجميع الحالات دون تحذير، مُضيفًا أنه ليس له أي آثار جانبية. فيما أكدت الدكتورة سحر مقلد، استشاري الكبد بالمعهد القومي للأمراض المتوطنة والكبد، أن نتائج الأبحاث الأولية، التي أُجريت على العقار الجديد بمعهد الكبد، واستمرت 6 شهور، أتت بنتائج مُذهلة ومُبشرة. وأشارت إلى أن نسبة شفاء العلاج الجديد ل"فيروس سي" تصل ل95%، وعلى وزراة الصحة التفاوض مع أكثر من شركة عالمية، لاستيراد الدواء وتوفيره في السوق المصري حتى يكون في متناول المريض، والاتفاق على سعر تداوله حيث أن مصر تعد من أكثر دول العالم رواجًا للدواء، لافتة إلى أنه من الممكن أن يكون للحالة السياسية وعدم استقرار الأوضاع التي تشهدها البلاد تأثير على ذلك، ويجعل هناك تردد من قبل الشركات العالمية لعقد اتفاقات مع مصر. ومن جانبه أكد الدكتور هشام الحفناوي، عميد معهد السكر، أن علاج فيروس سي "سوفوسبوفير" ليس له آثار جانبية، لافتًا إلى أن حوالى 25% من مرض الفيروس يصابون بالسكر كنتيجة للإصابة، وكثيرا ما نقابل هذا النوع من المرضى المصريين، ونكتشف إصابتهم بالفيروس "سي"، وبمرض السكر فى نفس الزيارة للطبيب، وقد يؤدى أيضا العلاج بالإنترفيرون إلى الإصابة بالسكر لدى مرضى "سى"، وقد تؤدى الإصابة بتليف الكبد أو أورام الكبد إلى ظهور مرض السكر عند المريض. وأضاف أنه عندما يصاحب مرض السكر الإصابة بأحد أمراض الكبد فإن استخدام أقراص علاج السكر فى هذه الحالة قد يكون له بعض الآثار السلبية على الكبد، ويسمح بالعلاج بالأقراص إذا لم تتسبب فى ارتفاع مستوى إنزيمات الكبد عند المريض، مُشيرًا إلى أن العقار الجديد إذا ثبت تناسبه مع معالجة السلالة الرابعة من الفيروس وهي المنتشرة في مصر فإنه سيتخطى كل هذه المخاطر. فيما أكدت الدكتورة مها الرباط، وزيرة الصحة والسكان، أن الوزارة تبحث حاليًا كيفية توفير العقار الجديد "سوفالدى". وأضافت الرباط، أنه جار عمل سلسلة اجتماعات مع اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، برئاسة الدكتور وحيد دوس، عميد المعهد القومى للكبد، لبحث إمكانية توفير ذلك الدواء فى مصر. وعن دعوات بعض الأطباء للتبرع من أجل توفير الدواء، أوضحت الوزيرة أن المنصة الوحيدة للتعامل حول الدواء هى اللجنة العليا للأمراض الكبدية. الجدير بالذكر أن مكتشف أحدث علاج للفيروس من أصل مصرى.. "ريموند اسكنازى"، ولد فى الإسكندرية عام 1950 ورحل إلى إيطاليا بداية الستينيات ودرس الكيمياء بجامعة باث البريطانية. فالباحث ريموند اسكنازى هو كيميائى إيطالى – مصرى، ولد فى مدينة الإسكندرية عام 1950، رحل عن مصر فى بداية الستينيات، وانتقل إلى بريطانيا حيث بدأ دراسة الكيمياء فى جامعة "باث"، ثم انتقل إلى جامعة ييل لدراسة علم الأدوية، وبالأخص مضادات الفيروسات، والتى ينتمى إليها العقار الجديد.. وهو مؤسس شركة للتكنولوجيا الحيوية، التى طورت عقار "سوفالدى" لعلاج فيروس سى، والتى بيعت بعد ذلك إلى شركة "جيلياد" التى تملك الحق الحصرى فى تسويق الدواء حالياً، فى صفقة ضخمة تجاوزت 11 مليار دولار، حصل فيها اسكنازى على 440 مليون دولار نظراً لمجهوده الكبير وإشرافه على تطوير الدواء.