تنشر "المشهد" قصيدة "هوامش على دفتر الربيع العربي" للشاعر زكريا الشحيمي، وهو عضو اتحاد الكٌتاب، وصدر له ديوانان هما "وليمة على أرض العرب" عام 2009 و"سُرى" عام 2010: بين الصخورِ شهيقُ النبْتِ كم عانى وكم يفِّجر عذْبُ الماء صفْوانا هاج القريضُ بمهجتي فهيجني وكم عصى مُنيتي بحراً وأوزانا صاح الخيالُ على الدنيا بباسقةٍ حتى يصُب لرامى الأَيْكِ نيرانا هذى الشعوبُ التى بالأمسِ قد ركعت تبدى الولاءَ وتنعَى العيشَ حرمانا حتى تباكت قوافى الشعر آيسةً فاستغرقتْ فى بحور السبِّ أزمانا ينشق فجرٌ عن الليل السحيق به نبضٌ يزلزلُ أرباباً وكهانا من صحوةِ الشعب قد لاحت طلائعه بالسِّلْم تنصب للطغيان ميدانا فطاف طيفٌ على الأمصارِ قاطبةً يصيرُ منه أزِيزُ الصبر بركانا في قلب تونسَ إسلاميةٌ بَرَقتْ هزَّت رواسى المدى جهراً و كتمانا هبَّت نسورٌ إلى قرطاج عاصفةً فاستنسخت لزمانِ العجزِ فرسانا بثورةٍ سطَعتْ أنوارها ومضت
فى الجو تكتب للأحرار عنوانا جالت خواطرها فعانقت أملاً يحْدو الكنانة للتحرير لهفانا قامت بمصرَ ملايينٌ مُرابطةٌ تجتاحُ بالرعب فرعونا وهامانا فيالقٌ زحَفًتْ بالعزمِ قد صبغت شِيبَ الزمان وجَوْرَ العمرِ ريعانا يؤم باع الخُطى للمُرتجَى قدرٌ يوحدُ الصفَ والإيثارُ نجوانا واستمسكت بعُرَى الإيمان واعتصمت بالله فاجتث ربُّ العرشِ طغيانا الكون فى كل يومٍ عدَّ موهبةً لمثلها يجهل التاريخُ عرفانا فمصر بعد الكَرَى وسط الهوان غدتْ للعز تذبحُ رأسَ الذل قُربانا النصر يأتى بلا بذلٍ يناظره حيناً ويأتى على الأشلاءِ أحيانا وقد تموت ألوف الخلق من ظمأٍ ثم تجود رُخاءُ الريح طوفانا روى الشهيد بذورَ الحُلم من دمه فأثمر الصدق إقداماً وإيمانا "باب العزيزية" انْفَلَّتْ كتائبه
صارت تهرول صوْب الموت جرذانا والساحةُ الخضرا احْمرَّت جوانبها حتى بدا سيدُ الأدغالِ سكرانا دق الطبولَ لحربٍ كان ينشدها مجنونُ قومٍ عليهم صار سلطانا لما أتته من الجبار فاقرةٌ تسوَّل العيش يرجو الصفح إحسانا يفنى الطغاة ويبقى الشعب منفرداً ولا يعي الدرس من يقْتاتُ أوطانا صنعاءُ فى حيرة من أمر ماكرها ينجو من الموت إمهالاً وما لانا يعطي العهودَ وما ينفكُّ ينقضها لصٌ يجود ببعض الخبزِ ندمانا لكنه العرشُ سحارٌ لعابده يبْتاع دِيناً ويشْرى من له دانا ويا دمشقُ اصبري فالنصر مرتهنٌ بالعزم حتى يصيرَ الدينُ أغلانا لا ترهبي من جبانٍ سلِّ خنجره فالغدر أضعفُ ما في الأرض إمكانا لا تخضعي فعتاةُ الكون قد رجفوا من جرأةٍ نسجت للخوف أكفانا ويا دمشق ازحفي للثأرِ وافترسي من يجلِبُ الموت من موسكو وطهرانا فالكلب من شيعةٍ سَبَّت شوامخنا عارٌ علينا إذا ما الكلبُ يرعانا مضى زمانُ الرضا بالقهرِ منتحراً فلْنُشْهدِ الله أن الحق أسمانا ولْنُشْهد القدس أنَّا في الجهاد غداً أُسْدٌ وكل ذئاب الأرض تخشانا