اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم بإعلان المعارضة السورية عن استخدام النظام السوري بشار الأسد للأسلحة الكيميائية ، وتدهور الوضع الأمني في طرابلس ، وكذلك الخيوط الجديدة التي ظهرت في قضية مقتل حسان اللقيس القيادي في حزب الله فجرالاربعاء الماضى . وقالت الصحيفة "المستقبل" إنه وسط صمت دولي عن الجرائم المتواصلة التي يرتكبها نظام بشار الأسد، بواسطة القنابل البرميلية وصواريخ أرض أرض والغارات الجوية والتجويع، عاود النظام استخدام الغاز السام مستهدفاً الثوار والمدنيين في مدينة النبك في القلمون في مسعى لكسر صمود المدينة. ونقلت عن نشطاء سوريين اتهامهم لقوات الاسد مجددا باستخدام غاز سام في النبك أمس وقالوا انه عثر على الضحايا وقد تورمت اطرافهم وظهرت رغاوى في افواههم. وعلى نحو منفصل اتهم "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" قوات الأسد ايضا باستخدام الغاز السام. وأشارت الصحيفة إلى أن اشتباكات عنيفة مستمرة منذ امس بين قوات النظام ومليشيا "قوات الدفاع الوطني" ومقاتلي "حزب الله" من جهة، وقوات من الثوار على الاوتوستراد الدولي حمص دمشق المغلق منذ 16 يوماً من جهة مدينة النبك وسط قصف القوات النظامية مناطق في المدينة، ومنطقة برتا قرب بلدة معلولا التاريخية ومزارع عالية قرب مدينة دوما، مما ادى لسقوط جرحى... على صعيد آخر اهتمت الصحف اللبنانية بالوضع بطرابلس التي تترنح خطتها الأمنية . واعتبرت صحيفة "النهار" أن ملامح تمرد واسع ظهرت مساء أمس في مواجهة الجيش اللبناني وكاد يأخذ طابعا مذهبيا مع صدور أصوات من قادة الخط السلفي رافضة عمليات الدهم التي يقوم بها الجيش. وأوضحت أن شرارة صدام بين وحدات الجيش ومجموعات كبيرة من المتظاهرين واندلعت قب حادث تعرض مجموعة من الشبان لفريق من مصوري محطة "الجديد" التلفزيونية فسارعت دورية عسكرية الى حمايته. ومع محاولة الجيش دخول أحياء في التبانة للقبض على المرتكبين تصدى له عدد من السكان محاولين منعه من التقدم، فأطلق أفراد الدورية قنابل غاز مسيل للدموع وتعرضوا لاطلاق نار من مسلحين مما أدى الى اصابة سبعة جنود بجروح بينهم ضابطان. وأضافت أن الجيش رد على مصادر النيران وطوق مبنى للقبض على المسلحين. وعلى الاثر انطلقت تظاهرة من منطقة القبة نحو ثكنة الجيش رفضا للاجراءات، فقطع الجيش الطريق المؤدية اليها وحصل اطلاق نار فيما كان الجنود يعملون على تفريق المتظاهرين. مشيرة إلى استشهاد أحد الجنود بعد اصابته برصاصة في رأسه. من جانبها ، نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية عن مفتي طرابلس وشمال لبنان الشيخ مالك الشعار مخاوفه إن يكون ماحدث أمس مؤامرة لإفشال الخطة الأمنية، معربا عن خشيته أن تأتي عناصر من الخارج . وأضاف أنه أعطى توجيهاته لأئمة المساجد للترحيب بالجيش اللبناني ودوره الأمني والتركيز على ضرورة التهدئة مؤكدا إصرار أهل المدينة على ضرورة الاقتصاص ممن ارتكبوا جريمة تفجيري مسجدين في أغسطس الماضي. من جانبها ، اهتمت صحيفة "السفير" اللبنانية بالتحقيقات في مقتل حسان اللقيس القيادي بالمقاومة الإسلامية الجناح العسكري لحزب الله. وقال الصحيفة إن فرضية وقوف إسرائيل وراء جريمة الاغتيال قد تعززت ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إن المحققين توصلوا الى خيوط مهمة تبين أن البصمات الاسرائيلية هي الاكثر وضوحا. وأشارت إلى أنه بالتزامن مع ذلك، تحدث بيان صادر عن الجيش اللبناني عن «سيارة تحمل لوحة مكتب تأجير أقدمت على تنفيذ عمل إرهابي معاد على الاراضي اللبنانية ليل الثالث من كانون الأول الحالي» (ليلة ارتكاب الجريمة)، وذلك على نحو أوحى بأن المقصود ب«العمل الارهابي» ا هو اغتيال اللقيس، وهو أمر حرصت مصادر واسعة الاطلاع على عدم تأكيده. وقالت إنه يبدو أن التحقيق قد حسم أن العملية نفذها شخصان كانا يحملان مسدسين مزودين بكاتم للصوت، بدليل العثور على أربعة مقاذيف ومظروفي رصاص في مسرح الجريمة. وأشارت إلى أنه في إسرائيل، استمر التعامل مع الجريمة إعلاميا، دون أن يتورط أي مسؤول عسكري أو سياسي في إعلان مسؤولية تل ابيب، وذلك على جاري عادة التعامل الاسرائيلي مع اغتيالات من هذا النوع. غير أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أفردت حيزا واسعا لتناول اغتيال الشهيد حسان اللقيس، لما للقضية من أهمية وعواقب محتملة. فالرجل، وفق هذه الوسائل، «هو من بين أقرب المقربين من السيد حسن نصرالله»، كما أنه الرجل الذي تولى مهمات كثيرة ومتنوعة بين قيادة القوة النارية في حرب يوليو 2006 وتطوير وتحديث الوسائل القتالية ومنظومات الاتصال في «حزب الله»، ولذلك، فإن اغتيال اللقيس يشكل ضربة قاسية، مما يجعل احتمال الرد واردا وربما بشدة، وفقا للتقديرات الاسرائيلية. ولفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من النفي الإسرائيلي الرسمي، فإن التلميحات تتزايد لاحتمال أن تكون إسرائيل تقف خلف اغتيال اللقيس. ولعل أبرز تلميح هو ما جاء على لسان المعلق الأمني في «يديعوت أحرنوت» رونين بيرجمان الذي استذكر في مقال بعنوان «يد نصرالله اليمنى» إشارته للقيس في مقالة قبل حوالي العامين بعنوان «جيش الظلال»، حول ما يسمى «هيئة التنسيق» بين مسؤولين كبار من سوريا وإيران و«حزب الله» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي في فلسطين». حينها أشار بيرجمان إلى أن ممثل «حزب الله» في هذه الهيئة ليس سوى حسان اللقيس. وكتب حينها أن «كل الباقين لقوا حتفهم في ظروف غير طبيعية، إلا اللقيس الذي ما يزال على قيد الحياة». ونقلت السفير عن الكاتب الإسرائيلي قوله " إن «اللقيس ناشط في حزب الله منذ أن كان في التاسعة عشرة من عمره، وبفضله أصبح حزب الله منظمة الارهاب الأقوى في التاريخ، منظمة لديها قدرات نارية لا تملكها 90 في المئة من دول العالم»، مثلما وصف ذلك رئيس «الموساد» السابق مئير دغان. ويشير بيرجمان إلى أن «شكل التنفيذ ليس مناسبا لعملية بأيد اسرائيلية. كل التصفيات الاخيرة التي نُسبت لاسرائيل نُفذت بأساليب مختلفة تماما. فإطلاق النار في اشتباك في منتصف الشارع في حي بيروتي يتضمن مخاطرات لا بأس بها على المنفذين.