اللجنة العامة بالنواب توافق علي موازنة المجلس    «النواب» يوافق على مشروعات قوانين للبحث عن البترول واستغلاله بالصحراء الغربية    ارتفاع مؤشرات البورصات الخليجية بدعم من قراءة التضخم الأمريكي    «مياه سوهاج»: بدء برنامج التدريب الصيفي لطلاب المعاهد والجامعات خلال شهر يوليو المقبل    مصر تلتزم بضرورة انسحاب إسرائيل من معبر رفح خلال اجتماع ثلاثي بالقاهرة    فيديو.. مصر تواصل تحركاتها لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي قطاع غزة    «كوني قدوة».. ندوة تثقيفية عن دور المرأة في المجتمع بالشرقية    محمد كمال مديرا فنيا لفريق الكرة النسائية في البنك الأهلي    علاء نبيل يعدد مزايا مشروع تطوير مدربي المنتخبات    إصابة 12 شخصا في انقلاب ميكروباص على طريق الفيوم الصحراوي    26 عرضا بالمهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية    جورج وسوف يحضر لأغنية جديدة باللهجة المصرية (تفاصيل)    «رجلي اتكسرت».. سوسن بدر تكشف كواليس إصابتها أثناء تصوير «أم الدنيا» (فيديو)    لمواليد برج الحمل.. التوقعات الفلكية لشهر يونيو 2024 (التفاصيل)    رمضان عبد المعز: جوهر الشيء الخضوع التام لله    لمدة يومين.. صحة مطروح تطلق قافلة طبية مجانية بمنطقة فوكة    مفاجأة.. مدرب ليفربول يحسم مستقبل محمد صلاح    خاص رد قاطع من نادي الوكرة على مفاوضات ضم ديانج من الأهلي    عميد الكلية التكنولوحية بالفيوم يتفقد لجان امتحانات الفصل الدراسي الثاني    تركي: انتظام أعمال تفويج حُجَّاج السياحة.. والجميع متكاتف لإنجاح الموسم    هتجيب الدرجة النهائية فى الفيزياء للثانوية العامة لو راجعت معانا.. فيديو    الإفراج عن المحبوسين على طاولة الحوار الوطني    600 بالون قمامة.. كوريا الشمالية تعاقب جارتها الجنوبية بالنفايات (فيديو)    توني كروس يصل ل300 انتصار مع الريال بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا    «التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    الهويّة السرديّة: مقاربة نقدية في رواية موسم الهجرة إلى الشِّمال    آخرهم نسرين طافش.. نجوم كشفوا عن وصيتهم للجمهور    طرق حديثة وحماية من السوشيال.. أحمد حلمى يتحدث عن طريقة تربية أولاده (فيديو)    همت سلامة: موقف مصر ثابت من القضية الفلسطينية وتصريحات الرئيس السيسى خير دليل    التنمية المحلية: 1.1 مليار جنيه استثمارات لتطوير منظومة المخلفات بالجيزة    سنن الأضاحي وشروط الأضحية السليمة.. تعرف عليها    موعد وقفة عرفات والأدعية المستحبة.. تعرف عليها    البورصة المصرية.. هبوط جماعى للمؤشرات بأولى جلسات شهر يونيو    في دقيقة واحدة.. طريقة تحضير كيكة المج في الميكروويف    اليوم العالمى لمواجهة الحر.. كيف تحمى نفسك من النوبات القلبية؟    كولر يوجه صدمة قوية لنجم الأهلي (خاص)    محمد الشيبي.. هل يصبح عنوانًا لأزمة الرياضة في مصر؟    الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه قرى وبلدات جنوبي لبنان    العمل: 3537 فُرصة عمل جديدة في 48 شركة خاصة تنتظر الشباب    4 أعمال مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة.. احرص عليها    برلماني أيرلندي ينفعل بسبب سياسة نتنياهو في حرب غزة (فيديو)    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل مسن في روض الفرج    تأجيل إعادة إجراءات محاكمة متهمين ب "جماعة حازمون الإرهابية" ل 2 سبتمبر    بدء تفويج حجاج القرعة من المدينة المنورة الى مكة المكرمة    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    توجيه جديد لوزير التعليم العالي بشأن الجامعات التكنولوجية    وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يتفقدان مشروع إنشاء محور عمر سليمان    وزير المالية: مشكلة الاقتصاد الوطني هي تكلفة التمويل داخل وخارج مصر    تحرير 139 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    النواب يحيل 3 اتفاقيات للجان النوعية في بداية الجلسة العامة .. اعرف التفاصيل    توريد 125 طن قمح لمطحن الطارق بجنوب سيناء    في زيارة أخوية.. أمير قطر يصل الإمارات    غرفة الرعاية الصحية: القطاع الخاص يشارك في صياغة قانون المنشآت    وزيرة التخطيط ل"النواب": الأزمات المتتالية خلقت وضعًا معقدًا.. ولابد من «توازنات»    محافظ كفر الشيخ يعلن أوائل الشهادة الإعدادية    تحرير أكثر من 300 محضر لمخالفات في الأسواق والمخابز خلال حملات تموينية في بني سويف    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    عمرو السولية: هدفي الاستمرار في الأهلي حتى الاعتزال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"حماس" وعدوى الديموقراطية
نشر في المشهد يوم 23 - 01 - 2012

من السهل أن توضع رغبة خالد مشعل في الاعتكاف عن قيادة حركة "حماس"، في خانة العدوى الديموقراطية التي تصيب العالم العربي حاليًا، والتيارات الاسلامية فيه بوجه خاص، والتي تُعتبر حركة "حماس" ابنتها المدللة.
فهذه العدوى التي أصابت المواقف السياسية ل "حماس" منذ بداية فصل الربيع السياسي عند العرب، فصار ما كان محرمًا في الماضي حلالاً اليوم، هي ذاتها كما يبدو التي تدفع "ابو الوليد" الى سلوك خيار العودة الى مؤسسات الحركة، اي الى الخيار الديموقراطي، وهو الذي يدير "حماس" منذ 16 سنة من غير ان يسأل او يسأله احد عن هذا الخيار. إنها في اقل الافتراضات دعوة لمؤسسات الحركة الى استفتاء داخلي علني على تجديد ولايته، بهدف الحصول على الإجماع، في مقابل التجديد السري الآلي الذي كان يحصل في السابق.
غير ان ما تمر به "حماس" هو اكثر من نقاش على شخصية القيادة الجديدة. انه نقاش على التوجه المستقبلي والخيارات المتاحة تحت ضغط التغييرات الحاصلة على الساحة العربية، والتي تمثل الساحة الفلسطينية انعكاسا لها. فما كان متاحا ل "حماس" في الماضي، في الفترة التي ميزت قيادة خالد مشعل لها، لم يعد متاحا اليوم. لا دمشق اليوم هي دمشق عام 1996 عندما تولى مشعل رئاسة المكتب السياسي في «حماس»، ولا غزة هي نفسها بعدما فرضت عليها اسرائيل هدنة في اعقاب عدوان العام 2009، بات خرقها بالغ الكلفة. ولا لغة الصراع هي اللغة التي كانت رائجة ايام كانت المقاومة الاسلامية تجاهر بالممانعة والمقاومة سبيلاً وحيدا للتحرير.
اللغة اليوم هي لغة اتجاه الى المصالحة مع حركة «فتح» بعد سقوط كل مبررات الخلافات السابقة على التوجهات الاستراتيجية. ف «حماس» لم تعد في ظروفها الحالية قادرة ان تعيّر ابو مازن ب «الاستسلام»، وهي التي تنأى قيادتها في غزة بنفسها عن اي صاروخ يتم توجيهه ضد الاحتلال، ولو ادى الى خدوش بسيطة في رمال الحدود.
على ضوء ذلك، يمكن فهم المواقف الاخيرة لخالد مشعل التي يدعو فيها الى تأييد «المقاومة الشعبية السلمية» والاستعداد ل «منح فرصة» للمفاوضات مع اسرائيل، وهي مواقف اقل ما يقال فيها انها تمثل انقلابا جذريا في نهج الحركة التي كانت تعتبر كلام قيادة «فتح» عن فرص المفاوضات بمثابة خيانة وطنية.
اكثر من ذلك، تنقل مصادر فلسطينية في قطاع غزة عن النقاشات التي دارت أخيرا داخل «حماس» ان مشعل كان من الذين أشادوا ببراغماتية الاحزاب الاسلامية في تعاطيها مع التغييرات في المنطقة، وعلى الاخص في تجربتي تونس ومصر، ومن الداعين الى خطوات اكثر جدية لتحقيق المصالحة مع «فتح» ومع ابو مازن، وهي المصالحة التي يبدو ان حرص قادة «حماس» في غزة على المحافظة على مكاسب حالة الانقسام الراهنة هو ما يعطلها، لا اكثر ولا أقل.
غير انه لا يمكن الحديث عن رغبة «ابو الوليد» في الاعتكاف من غير الاشارة الى ما تتداوله الأنباء عن خلافات بينه وبين القيادة السورية في الآونة الاخيرة، تحت تأثير الاحداث فيها. وما ينقل ايضا عن محاولات ونصائح من جانبه الى هذه القيادة لم تلقَ آذانا صاغية. حتى ان هناك من يتحدث عن ابواب قيادية مغلقة في وجهه في العاصمة السورية. وإذا اضيف كل ذلك الى اشادات مشعل بنجاح الثورات في العواصم الاخرى، يصبح منطقيا الاستنتاج ان رغبته في الاعتكاف في هذه الآونة هي اكثر من ميل طارئ الى اعتماد النهج الديموقراطي داخل «حماس».
عن صحيفة "الحياة" اللندنية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.