إطلاق الدعوات من بعض القوى السياسية والإعلامية للاحتفال بذكرى الثورة يوم 25 يناير القادم.. ماهي إلا محاولات جديدة للالتفاف على الثورة.. ومحاولة إيهام الشعب المصري، أن الثورة انتهت وحققت أهدافها، وأن الثورة أصبحت ماضيا وذكرى يحتفى بها.. كيف نحتفل بذكرى الثورة وهى لم تكتمل بعد؟ كيف نحتفل بذكرى الثورة وهي مازالت قائمة وفاعلة وتسعى لتحقيق أهدافها التي لم يتحقق منها شيء إلا القليل؟ هذه الدعوات تأتي في سياق يراد منه وضع الثورة في إطار مفاده: أن الثورة بدأت يوم 25 يناير 2011 ، واستمرت لمدة ثمانية عشر يوما فقط، وأن الثورة انتهت بتخلي مبارك عن الحكم، وتكليفه للمجلس العسكري بإدارة شئون البلاد، وهذا حق يراد به باطل. الحق: هو أنه بحلول يوم 11 من فبراير 2011 نجحت الثورة في إسقاط رأس النظام، والقضاء على مشروع التوريث. والباطل: هو أن يتم تصدير هذا الهدف وتكريس هذا المعنى في نفوس الشعب المصري، على أنه يمثل كل أهداف الثورة واستحقاقاتها، ولطالما تحقق الهدف، تكون الثورة قد انتهت، ولا يبقى سوى احياء ذكراها في 25 يناير 2012، وذلك لأن الثورة قامت -كما يعرف كل الثوار- ليس من أجل إسقاط الرئيس رأس النظام، ولكنها قامت في الحقيقة من أجل إسقاط النظام، نظام مبارك بكل أركانه. والسؤال: هل نجحت الثورة بعد مرور عام على إندلاعها في إسقاط نظام مبارك؟ الإجابة: بكل تأكيد بالنفي، فقد سقط الرأس ويبقى الجسد بأكمله يحكم ويتحكم في شئون العباد والبلاد من أدناها إلى أقصاها، وبالأساليب ذاتها التي كان يتبعها المخلوع ورجاله ونجلاه. وعلى الجانب الآخر، فإن الثورة على الأرض لم تنته بعد، وإلا بماذا نفسر أحداث ماسبيرو، وأحداث محمد محمود، وأحداث مجلس الوزراء، والمليونيات المتعددة، الواحدة تلو الأخرى فى ميدان التحرير وغيره من الميادين في مصر. إذن نحن أمام حقيقتين هما: الثورة لم تحقق أهدافها بعد.. والثورة مستمرة منذ اندلاعها في 25 من يناير 2011، ولم تنته بعد. فكيف نسمح بأن يوهمنا أحد ايا من كان، بأن نقيم الأفراح والليالي الملاح ابتهاجا واحتفاء بذكرى الثورة؟ كيف نفرح ونحتفل ونتناسى حق الشهيد؟ كيف نسمح لأنفسنا أن نفرح ونبتهج بالثورة، ونحن لا نزال نسمع بكل الحزن والأسى أنين وبكاء أمهات وأباء وذوي شهداء الثورة ومصابيها؟ كيف نحتفل ونفرح وجراحهم لا تزال تنزف نواحا وعليلا؟ أقول لمن يطلقون الدعوات من أجل الاحتفال بذكرى الثورة، أنتم لم تؤمنوا يوما بالثورة، ولم تؤمنوا يوما بشهداء الثورة، ولم تؤمنوا يوما بأهداف الثورة واستحقاقاتها العادلة. فأريحونا من دعواتكم وصراخكم المفضوح، أنتم كمن يريد أن "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" فالثورة لم ولن تموت، الثورة مستمرة حتى يومنا هذا.. الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها. وأقول للثوار الشرفاء أطلقوا دعواتكم لحشد التظاهرات في كل ميادين مصر يوم 25 يناير القادم، إحياء وتجسيدا للثورة، وإصرارا على تحقيق كل أهدافها، بعد مرور عام كامل على اندلاع ثورة 25 يناير .. وليس احتفالا بذكرى ثورة 25 يناير. وأنهي بما أعلنه اللواء إسماعيل عتمان بأن القوات المسلحة ستنظم احتفالية كبرى لإحياء ذكرى ثورة 25 يناير المجيدة. بحيث تتناسب مع حجم الحدث باعتباره أكبر وأعظم حدث شهدته مصر عبر تاريخها. وأنه تمت الموافقة على اعتبار يوم 25 يناير عيدا قوميا للبلاد مثل ذكرى انتصار أكتوبر، وثورة 23 يوليو. مع التحفظ على اعتبار أن ثورة 25 يناير ذكرى يجب إحياؤها، فالثورة لم تعد ذكرى بعد، مثل حرب أكتوبر وثورة 23 يوليو، والثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها، كما أشكر للمجلس العسكري اعتباره يوم 25 يناير عيدا قوميا للبلاد وإجازة رسمية، فهذا إن دل على شىء، فإنما يدل على اعتراف كامل من المجلس العسكري بثورة 25 يناير.