ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن البيت الأبيض يعلم بشكل عام منذ فترة طويلة بأنشطة التجسس التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكي في الخارج . وقالت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الالكتروني اليوم /الأربعاء/ إن جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية شدد على أن البيت الابيض يعلم منذ فترة طويلة بعمليات التجسس التي تقوم بها وكالة الأمن القومي في الخارج ودافع بقوة عن وسائل جمع الاستخبارات. وأوضحت أن كلابر أكد خلال إفادته أمام لجنة شئون المخابرات بمجلس النواب الأمريكي أن وكالة الأمن القومي تطلع كل كبار المسئولين بمجلس الأمن الوطني على عمليات المراقبة التي تجريها في الدول الاجنبية، لكن كلابر لم يقل تحديدا ما إذا كان الرئيس باراك أوباما على علم بجهود التجسس هذه. وأكدت الصحيفة أن كلابر بدا خلال إفادته متحديا لكل التأكيدات التي سيقت في الأيام الاخيرة وتشير إلى أن البيت الأبيض كان في معزل عن بعض أنشطة الوكالة. وأشارت إلى أن كلابر ، والجنرال كيث الكسندر مدير وكالة الامن القومي رفضا التصريحات والتعليقات التي تلمح إلى أن الوكالة مؤسسة "مارقة" تجمع معلومات عن مواطنين عاديين وزعماء دول حليفة لأمريكا بدون علم المشرفين في واشنطن . وأوضحت أن إفادة كلابر تأتي وسط تساؤلات حول سبل جمع الوكالة للمعلومات في الخارج ، حيث دعا الجمهوريون والديمقراطيون لإجراء مراجعة في الكونجرس وقدم مشرعون مشروع قانون من شأنه أن يكبح أنشطة الوكالة فيما يستعد أوباما لفرض قيود وخاصة فيما يتعلق بمراقبة رؤساء الدول الصديقة. ونقلت الصححيفة عن مسئولين سابقين بأجهزة الاستخبارات الأمريكية قولهم إن "هناك شعورا متزايدا بالغضب داخل البيت الابيض حول ما يرونه بأنه محاولات لتوجيه اللوم بشكل مباشر اليهم في هذا الجدل". وأشارت الصحيفة إلى أن كلا من كلابر والجنرال كيث الكسندر قالا أيضا إن التجسس على بعض الزعماء الأجانب حتى هؤلاء الحلفاء كان عقيدة أساسية للعمليات الاستخباراتية واستمر لعقود وأكد كلابر أن الدول الأوروبية أيضا تسعى بشكل معتاد للتنصت على محادثات الزعماء الأمريكيين. وفي رده على سؤال عما إذا كان البيت الأبيض يعلم بعمليات جمع المعلومات التي تقوم بها وكالة الامن القومي بما يشمل الزعماء الاجانب قال كلابر "بوسعهم ذلك، وأقول أنه لن يتم الاسهاب في هذه المسألة إلى مستوى التفاصيل نحن نتحدث عن مؤسسة ضخمة لديها آلاف كبيرة من المتطلبات". ويواجه البيت الابيض انتقادات بسبب عمليات التجسس التي تقوم بها وكالة الأمن القومي إثر تسريبات متعاقد الاستخبارات الأمريكي السابق إدوارد سنودون في شهر يونيو الماضي، لكن البيت الابيض يناضل منذ أسابيع لتهدئة العاصفة الدبلوماسية الجديدة حيال تقارير بأن الوكالة تجسست على الهاتف الخلوي للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل لاكثر من عشر سنوات ، لكن مسئولين في البيت الأبيض قالوا إن الرئيس أوباما لا يعلم بمثل هذه المراقبة وأبلغ ميركل بأن الولاياتالمتحدة لا تراقب هاتفها حاليا ولن تفعل ذلك في المستقبل.