سيكون ملعب "كامب نو"، فى السادسة مساء اليوم، بتوقيت القاهرة، مسرحاً لمباراة الكلاسيكو التى تجمع بين عملاقى الكرة الأسبانية برشلونة وريال مدريد، ضمن مباريات الجولة العاشرة من عمر مسابقة الدورى الأسبانى وهو اللقاء رقم 225 الذى يجمع عملاقى الليجا فى التاريخ. افتتن العالم بطريقة لعب فريق برشلونة المعروفة باسم "تيكي تاكا" المعتمدة على تناقل أكبر كم من التمريرات القصيرة، والاستحواذ المطلق على الكرة لتنويم الخصم مغناطيسيا، ومن ثم ايجاد ثغرات بالدفاع المنهك من كثرة الجري وراء الكرة، مع الاعتماد على مهاجم خفي (متمثل في النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي) ونسيان فكرة رأس الحربة الكلاسيكي. سارعت العديد من فرق أوروبا والعالم لتقليد موضة "التيكي تاكا"، لكن الفشل كان ذريعا، فهي تحتاج لنوعية خاصة من اللاعبين النادرين، الذين لا يتواجدون سوى في البرسا، لذا قامت بعض الفرق باقتباس الفكرة وتطويرها لتتماشى مع قدرات لاعبيها، مثل أرسنال الإنكليزي. البرتغالي جوزيه مورينيو المصنف كأحد أفضل مدربي العالم والتاريخ دأب على ابطال مفعول "التيكي تاكا" اثناء تواجده مع فرق تشيلسي الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي وريال مدريد الإسباني، ففشل في احيان ونجح في احيان أخرى، عن طريق التأمين الدفاعي المحكم، والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، مستغلا تقدم الظهيرين بالفريق الكتالوني، وضعف حالة قلبي الدفاع. اعتمد مورينيو في نسقه الخططي على طريقة 4-2-3-1 بشكل عام، والتي يتم تغييرها حسب مجريات اللقاء، وترك الريال في موسمه الاخير بعد أن احترف التفوق على البرسا حتى بعقر داره في كامب نو، وحتى بالبدلاء في سانتياجو برنابيو، ليسلم دفة قيادة الفريق الملكي لخلفه الإيطالي كارلو أنشيلوتي. مع التركيز على الفكر الخططي لأنشيلوتي، يمكن التيقن من أنه غير من أسلوب لعب الريال بعض الشيء، ليس تغييرا جذريا، لكن دون أن يشعر الجميع قام باستنساخ ال"تيكي تاكا" البرشلونية في معظم مباريات هذا الموسم. الطريقة التي يحبذها كارلو وطبقها بالفعل مع الميرينجي هي 4-3-3 ، نفس طريقة برشلونة، باختلاف وحيد هو الاعتماد على رأس حربة صريح، في الغالب هو الفرنسي كريم بنزيمة ثم بديله البارو موراتا. لكن أنشيلوتي في المباراة الاخيرة بدوري أبطال أوروبا امام يوفنتوس الإيطالي قام بإخراج بنزيمة في الشوط الثاني وبدله بالويلزي جاريث بيل، لينتقل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لمركز "المهاجم الخفي" بواجبات مماثلة للتي يقوم بها ميسي مع البرسا، حتى مع نزول موراتا. ومع تزايد الانتقادات لبنزيمة، يبدو موراتا خيارا جيدا لشغل مركز "رقم 9 الوهمي". بالانتقال لشق الاستحواذ، لم يكن مورينيو يشغل باله بتلك الفكرة، لكن الريال مع أنشيلوتي أكثر اهتماما بهذا الأمر، عبر تدوير الكرة بشكل مستمر، وتؤكد ذلك لغة الاحصائيات. نسبة التمريرات الصحيحة لفريق ريال مدريد هذا الموسم بلغت 87% ، كما أن الكرة تنحصر في منتصف الملعب بنسبة 44%، ومعدل استحواذ لاعبي الميرينجي على الكرة وصل الى 63%، وربما لا يتفوق عليه في إسبانيا وأوروبا سوى غريمه الأزلي برشلونة، الذي احتكر الكرة هذا الموسم بنسبة 69%. كان مورينيو يعتمد على ثنائي فقط في محور الارتكاز: الألماني سامي خضيرة والإسباني تشابي ألونسو، لكن أنشيلوتي يحبذ اللعب بثلاثة محاور من بين: خضيرة وإياراميندي ومودريتش وإيسكو، وهي نفس فكرة ثلاثي الوسط الكتالوني المتمثل في تشافي وإنييستا وبوسكيتس أو فابريجاس. فهل يقلد ريال أسلوب البرسا عن قصد أو دون أن يدري؟، علما بأنه أضاف لمسته الخاصة بالاعتماد على الجناحين واللعب العرضي والهجمات المرتدة السريعة، وهي أمور لا يجيدها الكتلان. يدخل برشلونة المباراة، ساعياً لرد اعتباره أمام الفريق الملكى، بعدما تذوق مرارة الهزيمة فى أخر مواجهتين جمعتهما، حيث خسر العملاق الكتالونى أمام الريال بنتيجة 3\1 فى "إياب" نصف نهائى كأس أسبانيا بملعب "كامب نو"، قبل أن يتكرر السيناريو بملعب "سانتياجو برنابيو"، بفوز الريال بنتيجة 2\1، ضمن مباريات الأسبوع ال26 من عمر النسخة الماضية لمسابقة الدورى. ويأمل البارسا فى حصد النقاط الثلاث، لمواصلة المحافظة على صدارة الليجا، حيث يتربع الفريق الكتالونى على العرش برصيد 25 نقطة، متفوقاً بفارق نقطة واحدة عن أتليتكو مدريد صاحب المركز الثانى، وثلاث نقاط عن ريال مدريد صاحب المركز الثالث. ويتسلح دفاع البلو جرانا فى مباراة الليلة بقائده كارليس بويول الذى تعافى من الإصابة التى تعرض لها فى الركبة قبل انطلاق الموسم الحالى، وسيقود دفاع برشلونة فى مباراة الليلة، بعدما شارك فى مباراتى الفريق الآخيرتين أمام ميلان الإيطالى فى دورى الأبطال وأوساسونا فى الليجا. أما ريال مدريد فيخوض المباراة وسط معنويات عالية، بعدما حقق فوزين هامين الأسبوع الماضي، حيث تفوق على مالاجا بهدفين دون مقابل فى الليجا، قبل أن يتغلب على يوفنتوس الإيطالي، بنتيجة 2\1 فى دورى أبطال أوروبا. ويحلم الفريق الملكى بمواصلة تفوقه على الفريق الكتالونى فى المواجهات الأخيرة، من أجل اللحاق بالبارسا، فى ظل التشكيلة المدججة بالنجوم التى يتمتع النادى.