فقدت مصر عصر اليوم السبت واحدا من أهم أدبائها برحيل الروائي إبراهيم أصلان. توفي أصلان في منزله بعد خروجه بيومين من مستشفى القصر العيني "الفرنساوي" الذي نقل إليه قبل 9 أيام مصابا بنزلة برد ، لكن معاناته من أمراض في الضغط والسكر وإجرائه عملية قلب مفتوح سابقة جعلت أزمته الصحية تتفاقم حتى رحل عن عالمنا. وتشيع جنازة الفقيد غدا الأحد من مسجد بلال بن رباح بالمقطم بعد صلاة الظهر، ويدفن في مدافن الأسرة بمنطقة باب النصر، كما يقام العزاء مساء الاثنين بالحامدية الشاذلية في المهندسين. ولد إبراهيم أصلان بمحافظة الغربية في الثالث من مارس 1935 ونشأ وتربى في حى إمبابة والكيت كات، وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغى في كل أعمال الكاتب بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيره المساء" مرورا بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، وحتى كتابه "حكايات فضل الله عثمان" وروايته "عصافير النيل" وكان يقطن في الكيت كات حتى وقت قريب ثم انتقل للوراق، وفي الآونة الأخيرة انتقل إلى المقطم. ألتحق إبراهيم أصلان في بداية حياته بهيئة البريد وعمل لفترة كبوسطجى ثم في إحدى المكاتب المخصصه للبريد وهي التجربه التي ألهمته مجموعته القصصيه "ورديه ليل". ربطته علاقة جيدة بالأديب الراحل يحيي حقي ولازمه حتى فترات حياته الأخيرة ونشر الكثير من الاعمال في مجله "المجلة" التي كان حقى رئيس تحريرها في ذلك الوقت. لاقت أعمال أصلان القصصية ترحيبا كبيرا عندما نشرت في أواخر السيتينات وكان أولها مجموعة "بحيره المساء" وتوالت الأعمال بعد ذلك إلا أنها كانت شديدة الندرة. وحققت روايته "مالك الحزين" نجاحا ملحوظا على المستوى الجماهيرى والنخبوى ورفعت اسم أصلان عاليا بين جمهور لم يكن معتادا على اسم صاحب الرواية بسبب ندره أعماله من جهة وهروبه من الظهور الأعلامى من جهة أخرى، حتى قرر المخرج المصري داوود عبد السيد ان يحول الرواية إلى فيلم تحت عنوان الكيت كات وبالفعل وافق أصلان على إجراء بعض التعديلات الطفيفة على الرواية أثناء نقلها إلى وسيط أخر وهو السينما، وبالفعل عرض الفيلم وحقق نجاحا كبيرا لكل من شاركوا فيه وأصبح الفيلم من أبرز علامات السينما المصرية في التسعينات. أعماله (المجموعات القصصية) : بحيرة المساء. مجموعته القصصية الأولى، صدرت في أواخر الستينيات. - يوسف والرداء - وردية ليل. الروايات : مالك الحزين.- عصافير النيل - خلوة الغلبان - حكايات من فضل الله عثمان.- شيء من هذا القبيل. أزمة وليمة لاعشاب البحر كان إبراهيم أصلان أحد أطراف واحدة من أكبر الأزمات الثقافية التي شهدتها مصر دون أن يرغب في ذلك، وذلك في سنة 2000م حين تم نشر رواية وليمة لأعشاب البحر لكاتبها حيدر حيدر وهو روائي سوري، في سلسلة آفاق عربية التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية كان أصلان يرأس تحريرها . تزعمت صحيفة الشعب والتي كانت تصدر عن حزب العمل من خلال مقالات للكاتب محمد عباس حمله على الرواية حيث أعتبرها الكاتب أنها تمثل تحديا سافرا للدين والأخلاق، بل وان هذه الرواية تدعو إلي الكفر والإلحاد، وأثارت في هذة الفترة الجدل العارم وقامت المظاهرات بين طلاب الأزهر على خلفيه أستفزازهم بالمقالات التي تتصدى للرواية وترفضها ظنا منهم أنها ضد الدين بالفعل، ولم تقعد الدنيا وتم التحقيق مع إبراهيم أصلان وتضامن معه الكثير من الكتاب والأدباء والمفكرين. جوائز حصل إبراهيم على عدد من الجوائز منها: جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن رواية "مالك الحزين" عام 1989م جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2003م – 2004م. جائزة كفافيس الدولية عام 2005م جائزة ساويرس في الرواية عن "حكايات من فضل الله عثمان" عام 2006م