قال "افيعاد كلاينبرغ" المحلل السياسي لصحيفة يديعوت احرونوت "أن الصراع بين الاستيطان اليهودي والعرب لم يبدأ في الحقيقة منذ العام 1967، فقد رأى العرب ان الاستيطان اليهودي والدولة اليهودية جسما غريبا، وكافحوه منذ أن تبين أن مطامح الحركة الصهيونية السياسية، هي إنشاء كيان سياسي في الأراضي التي كانوا يرونها اراضي عربية، والتي كان العرب فيها هم الاكثرية حتى حرب الاستقلال" جاء هذا جاء ذلك في مقال تحت عنوان "بيبي على الشجرة"تعليقا على كلمة رئيس الوزراء الاسرائيل بنيامين نتنياهو بجامعة بارايلان، اول من امس، والتي اشار فيها الى ان الاحتلال الاسرائيلي ليس هو جذر الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، قائلا "يوجد دوما لدى العرب جواب جاهز وهو الاحتلال والاراضي والمستوطنات، ويقولون دائما ان سيطرة اسرائيل على اراضي الضفة الغربية بعد حرب 1967، زاد من إشعال الصراع، وانا اتساءل هل حقا هذا صحيح، فمن وجهة نظري، ارى ان الصراع بدا منذ العام 1921، عندما هاجم الفلسطينيون بيت المهاجرين في يافا، ولم يكن هذا الهجوم على اراضي او مستوطنات، بل كان اعتراضا على هجرة يهود الى ارض اسرائيل" واوضح كلاينبرغ في رده على نتنياهو، أن أفضل من شخَّص جذر الصراع العربي الاسرائيلي هو زئيف جابوتنسكي عندما قال "في الحقيقة ان العرب ليسوا غوغاء، بل هم حركة قومية، وان الحركتين القوميتين الفلسطينية واليهودية، تطلبان السيادة على الأرض نفسها" . وقال كلاينبرغ "اذا كان نتنياهو يريد ان يوضح حادثة تاريخية، فله الحق، ولكنني في الواقع لا ارى من هم الذين يزعمون بأن جذور الصراع العربي الفلسطيني بدا مع احتلال 1967، ولكن اذا كانوا موجودين فانهم مخطئون" واضاف كلاينبرغ، الصراعات السياسية لا تبقى جذورا بل تنمو وتنبت جذوعا واغصانا وتثمر ثمارا عفنة، أن نتنياهو مرتاح للعودة الى 1921، والى 1947، كما يريحه ان يعود مرة بعد الاخرى الى الحاج امين الحسيني وتعاونه مع النازيين، رغم ان الحسيني لم يعد زعيما للأمة الفلسطينية، منذ زمن طويل، كما ان النازيون ايضا منذ زمن بعيد، ونحن لا نعيش في السنة 1921، بل نعيش في ال 2013" . واوضح كلاينبرغ "ان رؤية نتنياهو الاحادية ينشئ حالة من العمى السياسي، فالبحر ليس نفس البحر، والعرب ليسوا نفس العرب، بل ان اليهود ليسوا هم اليهود انفسهم، إن دولة اسرائيل ليست مستوطنة تحوي 600 الف مستوطن، بل هي قوة اقليمية تحوي اكثر من 8 ملايين اسرائيلي، ولها اتفاقات سلام مع دولتين كانت قد حاربتهما في الماضي، والفلسطينيون لا يقودهم اليوم الحسيني، بل ابو مازن، واليوم لا تدعو جامعة الدول العربية الى القضاء على الكيان الصهيوني، بل تدعو الى السلام معه، فالأمور تتغير ، فلقد كانت ايران ذات يوم حليفة لنا، وهي اليوم عدو خطير، ولا احد يعلم ماذا ستكون ايران غدا" . واختتم كلاينبرغ رسالته لنتنياهو بالضرب على الوتر الذي لا زال حساسا، بل وداعيا للانشقاق في المجتمع الاسرائيلي قائلا "ان اكثر معارضي الاحتلال لا يعتقدون ان احتلال اراضي 1967 كان المشكلة، بل كانت المشكلةفي القرار الغير معلن، بضم هذه الاراضي الى مساحة دولة اسرائيل دون ان يمنح سكانها غير اليهود حقوق المواطنة، وان سياسة الرفض مع رفض الحقوقأنشأت واقعا لايتجاهل فقط حقوق الفلسطينيين القومية المشروعة، وهي حقوق ينقضها نتنياهو بمقولة "دولتان لشعبين" . ودعا كلاينبرغ نتنياهو الى النزول عن الشجرة قائلا له "لا يستطيع الكثيرون داخل اسرائيل وخارجها تجاهل اعمال الظلم والسلب والتمييز والاضطهاد التي تصاحب استمرار هذه السياسة، فالاحتلال ليس سبب كل شئ وانهاء الاحتلال لن يحل كل شئ،ولكن انهاء الاحتلال سيدفع بنا الى الحل، لا نحتاج احيانا الى حل جذري، بل يكفي ان ننزل عن الشجرة"