كلف الدكتور كمال الجنزوري رئيس الحكومة وزراءه المعنيين بسبعة قطاعات اقتصادية هي: الإسكان والصناعة والتجارة والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات والزراعة والصحة والطاقة والقوى العاملة بالإضافة إلى وزير الخارجية بزيارة العراق الأسبوع المقبل للتوصل إلى اتفاقيات مع المسؤولين العراقيين والشركات العراقية المختلفة للمشاركة بقوة في مشروعات التشييد والبناء وإعادة اعمار العراق خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق واتجاهات الحكومة المصرية بعد الثورة في توسيع نشاط الشركات المصرية في الدول العربية. صرحت بذلك فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في مؤتمر صحفي عقب الإجتماع الذي عقده الدكتور الجنزوري بحضور وزراء الخارجية والتجارة والإسكان والقوى العاملة ورئيس الهيئة العامة للاستثمار ورئيس اتحاد الغرف التجارية ومجموعة من رجال الأعمال يمثلون القطاعات الإقتصادية السبع. وأعلنت أبو النجا أن فرص مشاركة الشركات المصرية في مشروعات التنمية والإعمار في العراق واعدة نظرا لإتساع حجم الميزانية التي رصدتها الحكومة العراقية لتنفيذ هذه المشروعات لتبلغ خمسمائة ملياردولار، وموضحة أن الموزانة العامة للعراق تعد ثاني أكبر ميزانية في الدول العربية بعد السعودية. وقالت أبو النجا أن الدكتور الجنزوري شدد على الإسراع بخطوات دخول الشركات المصرية بقوة إلى السوق العراقية خاصة وأن الجانب العراقي يطلب هذا التواجد بقوة نظرا لما تتمتع به الشركات المصرية من خبرة وأسعار مناسبة، وأكدت أن المواصفات القياسية المصرية متماشية مع المعايير الدولية. كمأ أكد الجنزوري أن الدعم الحكومي للشركات المصرية التي تصدر المنتجات للعراق ستقتصر على المنتج المصري وليس للشركات التي تصدر سلعا للعراق قادمة من خارج مصر. وناشد الجنزوري الشركات المصرية بوضع خطة للتحرك السريع لتأخذ حصة من السوق العراقية وطالبها بأن تنسق فيما بينها للحصول على المشروعات العراقية على أن تكون عدد الشركات المتقدمة للعطاءات والمناقصات العراقية ست شركات على الأقل طبقا للقانون العراقي. وأضافت أبو النجا ان وزير القوى العاملة أعرب خلال الإجتماع عن تطلعه لإعادة افتتاح المكتب العمالي المصري في بغداد لمساعدة الشركات المصرية الراغبة في العمل والإستثمار في العراق. ومن جانبه قال وزير التجارة والصناعة محمود عيسى إن الطموحات المصرية العراقية تسعى لزيادة التبادل التجاري ليتعدى ملياري دولار بعد ان تراجع حاليا إلى ما يقرب من 400 مليون دولار، واعرب عن تطلعه لانعقاد اللجنة المصرية العراقية المشتركة في أقرب وقت لتفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري وإزالة المعوقات الخاصة بالتجارة بين الجانبين، وأعلن عن الاتفاق على مشاركة الجانبين في المعارض التي تنظم في مصر والعراق مثل معرض القاهرة الدولي في مارس ومصر في معرض بغداد الدولي في نوفمبر، كما أعلن ان الوفد الوزاري المصري سيزور إقليم كردستان ايضا الذي أعلن المسئولون فيه عن ترحيبهم بالمنتجات والشركات المصرية. وأوضح وزير الإسكان فتحي البرادعي وزير الصناعة ان شركات الإستشارات الهندسية المصرية تتمتع بسمعة طيبة كبيرة وسيتم زيادة نشاطها حيث طلب الجانب العراقي تواجدها بقوة حيث أن احتياجاته منها تفوق احتياجاته من شركات المقاولات. وأضاف أنه التقى منذ أيام بوزير الإسكان العراقي الذي طلب منه زيادة إسهام شركات البناء والتشييد والبناء وصناعة مواد البناء في عملية إعمار العراق. واختتمت ابو النجا المؤتمر الصحفي بتأكيد الجنزوري على اهمية التعاون الزراعي مع العراق باعتباره قطاعًا مهمًا، مشيرًا إلى أن الفلاح المصري لم يزرع أي أرض خارج مصر إلا في العراق، كما أشارت إلى ان قطاع الأدوية من القطاعات المهمة التي تلقى اهتمام العراق نظرًا للخبرة الواسعة التي تتمتع بها شركات الأدوية المصرية ورخص أسعارها بالإضافة إلى مراعاتها المعايير الدولية في الإنتاج خاصة وان العراق وضع حاليا معايير جديدة بالنسبة لإستيراد الأدوىة تقوم على المعايير الأوروبية. وردًا على سؤال حول تحصيل مستحقات العاملين بالعراق المعروفة باسم الحوالات الصفراء أكدت فايزة أبو النجا أن هذا الموضوع من بين اولويات الحكومة موضحة انه لا يتعلق بمستحقات الأفراد وإنما بمستحقات الشركات ومديونيات تجارية اخرى وأن الحكومة نجحت في تسوية جزء كبير من هذه المستحقات وستعمل على تسوية الجزء المتبقي قريبا مؤكدة أن هذا الحوالات لن تسقط بالتقادم. وأكدت حرص الحكومة على الاهتمام بالمصريين بالخارج ورعايتهم من خلال السفارات والقنصليات ومكاتب المواطنين وربطهم بوطنهم عن طريق إقامتهم لمشروعات استثمارية على أرض مصر، كما أعربت عن اعتزازها بدعم المصريين في الخارج للإقتصاد المصري عن طريق زيادة تحويلاتهم لمصر مشيرة إلى ان هذه التحويلات زادت خلال الفترة الأخيرة مقارنة بالفترات الماضية مما يعني وقوفهم إلى جانب وطنهم في الأوقات الصعبة.