ستكون السنة المقبلة 2012 سنة كبيسة وعدد أيام شهر شباط فبراير سيكون 29 يومًا. تقول القاعدة: كل السنوات التي يقبل مجموع أرقامها القسمة على 4 هي سنوات كبيسة، استثناء أرقام السنوات التي تنتهي ب 100، إلا في حال قبولها القسمة على 400، ولهذا لم تكن سنة 1900 سنة كبيسة، في حين كانت سنة 2000 سنة كبيسة، وستكون سنة 2400 كبيسة، أما 2100 و2200 و2300 فلن تكون سنوات كبيسة. يعطي علم الفلك تفسيرا للسنة الكبيسة: فالأرض تقطع 940 مليون كم سنويا في دورانها حول الشمس، ورغم أن الأرض تدور بسرعة 107.000 كم في الساعة، فإنها تحتاج إلى 365,24 يوم لقطع هذه المسافة، لكن عدد أيام السنة العادية يبلغ 365 يوما، أما ال 0,24 يوم فتتجمع كل 4 سنوات لتساوي يوما كاملا. لذلك تكون كل رابع سنة "سنة كبيسة" ويكون مجموع عدد أيامها 366 يوما، كما هي الحال في سنة 2012، أما الاستثناءات فيتم تعويضها في منعطفات القرون، أي مع نهاية قرن وبداية قرن جديد، لأن مجموع 0,24 مضروبا بأربعة في منعطفات القرون، لا يساوي يوما كاملا، وإنما أقل من يوم. يعود التقويم المعمول به حاليا في الاقتصاد والمواصلات والعلوم، إلى الإصلاح الذي أدخله البابا جريجور الثالث عشر (1502- 1585)، حين أشار عليه الفلكيون في عام 1582 بتغيير العمل بالتقويم الرومي أو اليولياني، الذي أدخله يوليوس قيصر في عام 46 قبل الميلاد. وكان يوليوس قيصر قد جاء بهذا التقويم من مصر: فالفراعنة كان لهم تقويم شمسي يقسم السنة إلى 12 شهرا مع أيام كبيسة. لكن لماذا وقع الاختيار على يوم التاسع والعشرين من فبراير ليكون يوما كبيسا؟ كان بالإمكان إضافة يوم لآخر أشهر السنة، أي شهر ديسمبر ليصبح 32 يوما بدلا من 31 يوما. الجواب هو أن يوليوس قيصر كان قد اختار شهر فبراير ليكون الشهر الأخير في السنة الرومانية، لكي يصبح الأول من مارس هو اليوم الأول في السنة. والدليل على ذلك هو معاني الأشهر سبتمبر وحتى ديسمبر، والتي إذا بدأنا العد من شهر مارس – أي الشهر الأول- يكون معناها الشهر السابع والشهر العاشر.. بقيت الأسماء على ما كانت عليه، لكن ترتيبها اختلف على عكس معناها. لكن لماذا تسمى هذه السنة باللغة العربية ب "الكبيسة"؟ وما هو أصل التسمية؟ تقول قواميس اللغة ومنها "لسان العرب": الكَبْسُ: طَمُّك حُفرة بتراب. وكبَسْت النهرَ والبئر كَبْساً: طَمَمْتها بالتراب. ويقول صاحب "القاموس المحيط"، كَبَسَ البِئْرَ والنَّهْرَ يَكْبِسُهما: طَمَّهُما بالتُّرابِ. وكل طمّ هو زيادة على الشيء، والسنة الكبيسة هي التي يُزاد يوم على أيامها. أو بلغة القواميس العربية القديمة: السنة الكبيسة هي "السنة التي يُسترَق لها يوم وذلك في كل أربع سنين". ويقول لنا صاحب "لسان العرب" إن أصل التسمية بالعربية جاء من بلاد الشام، التي كانت خاضعة للإمبراطورية الرومانية، حيث يقول : "وعام الكبيس في حساب أَهل الشام عن أَهل الروم: في كل أَربع سنين يزيدون في شهر شباط يوماً فيجعلونه تسعة وعشرين يوماً، وفي ثلاث سنين يعدونه ثمانية وعشرين يوماً، يقيمون بذلك كسور حساب السنة ويسمون العام الذي يزيدون فيه ذلك اليوم عام الكبيس".