قال الدكتور نبيل العربى - الأمين العام لجامعة الدول العربية - إن احتياجات المنطقة العربية للتنمية فى تزايد مستمر لمواجهة الطلب المتصاعد على الطاقة الكهربائية، مما أظهر الحاجة لتنويع مصادر أخرى غير تقليدية كالطاقة المتجددة والطاقة النووية لتأمين الكهرباء واستدامة إمدادها للمستهلك. وأكد العربى - خلال الاجتماع الوزارى العربى للكهرباء، الذى عقد اليوم بمقر الجامعة العربية لمناقشة مشروع الربط الكهربائى العربى الشامل وتقييم استغلال الغاز الطبيعى لتصدير الكهرباء - حرص المجلس على استمرار التنسيق والتعاون مع الهيئة العربية للطاقة الذرية. وقال العربى: إن الدورة التاسعة للمجلس الوزارى للكهرباء تنعقد فى ظل ظروف استثنائية بعدما شهدته بعض الدول من حراك شعبى وجماهيرى أدى إلى تحولات تاريخية ومهمة نأمل أن تنعكس بشكل إيجابى على العمل العربى المشترك، ليتمكن من مواكبة التغيير والإصلاح السياسى، ولتتمتع دول المنطقة بثروتها العظيمة من الشباب العربى الطموح والقادر على تحقيق الكثير من الإنجازات فى سبيل صنع مستقبل مشرق وواعد. وأوضح الأمين العام أن موضوع "الربط الكهربائى العربى" من أهم الإنجازات فى مسيرة العمل العربى المشترك، وسيتم إنجازه على ثلاثة أجزاء، مشيراً إلى موافقة "الصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى" على قيامه بإنجاز وتمويل الجزءين الأول والثانى من الدراسة بالاستعانة بأحد بيوت الخبرة، وكذلك وافق البنك الدولى على تمويل وتنفيذ الجزء الثالث من الدراسة الخاص بالأطر المؤسسية والتشريعية، وسوف يحاط المجلس بتفاصيل الدراسة التى تم التوصل إليها حتى الآن، سواء من جانب الصندوق أو من جانب البنك الدولى، إضافة إلى متابعة المجلس آخر المستجدات الجارية فى مشروعات الربط الكهربائى العربى القائمة من خلال التقارير التى أعدتها هيئات الربط الثلاث "الثمانى، والخليجى، والمغاربى". من جانب آخر، بين العربى أنه تم الانتهاء من إعداد الاستراتيجية العربية لتنمية استخدامات الطاقة المتجددة للفترة من 2010 – 2030، وتعد هذه الاستراتيجية أول عمل عربى مشترك يتم توجيهه للطاقة المتجددة، وهى ثمرة الجهود التى يبذلها المجلس ومكتبه التنفيذى والدكتور حسن يونس واللجان التابعة وفرق عمله المتخصصة بالتعاون مع الخبراء المختصين من الهيئات والمنظمات التى شاركت فى الإعداد لها، ومع تقديرى للجهود المبذولة فإننا بحاجة إلى الكثير من الدعم لتأخذ هذه الاستراتيجية حقها وأن تعمل الدول العربية لتحقيق الهدف الرئيسى منها وهو زيادة مساهمة المصادر المتجددة فى خليط الطاقة. وأضاف العربى أن موضوعا بهذه الأهمية يستحق العرض على القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية القادمة التى ستعقد فى الرياض لتتمتع بالغطاء السياسى الأشمل، خاصة فى تنفيذ خطة عملها للسنوات القادمة، مركزا على دور القطاع الخاص والمستثمرين العرب ومؤسسات التمويل العربية فى المساهمة الفعالة التى سوف تساهم حتما فى تشجيع الاستثمار فى مشاريع الطاقة المتجددة والارتقاء بهذا القطاع. وأشاد العربى بحرص المجلس على أصدار "الإعلان الوزراى العربى حول الرؤية العربية لاستغلال الطاقة الشمسية" الذى يلخص الرؤية العربية فى هذا الشان، والجهود التى بذلت فى إصدار دليل حول "إمكانيات الدول العربية فى مجال الطاقة المتجددة ورفع كفاءة إنتاج واستهلاك الطاقة" وهو أول عمل عربى من نوعه فى مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، حيث يقدم هذا الدليل المعلومات الإحصائية اللازمة للتعرف على السياسات والبرامج العتمدة لرفع كفاءة إنتاج واستهلاك الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة فى 18 دولة عربية.. بالإضافة إلى التفاصيل المتعلقة بالأطر المؤسساتية والقانونية والحوافز المالية اللازمة التى تم اتخاذها أو تلك التى يخطط لها فى هذه المجالات وتقدم بالشكر للمركز الإقليمى للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة لمساهمته فى إخراج وطباعة الدليل. وكشف العربى أنه أصدر المجلس وثيقة أخرى فى غاية الأهمية وهى "الإطار الاسترشادى العربى لتحسين وكفاءة الطاقة الكهربائية لدى المستهلك النهائى" الذى جاء تحقيقا للمجلس الوزارى العربى للكهرباء الرامية إلى تنمية وتنسيق الجهود فى مجالات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء من خلال مجموعة من الإجراءات منها استخدام الطاقة الكهربائية والذى سوف تقوم الدول العربية بالاسترشاد به فى وضع خططها الوطنية لكفاءة الطاقة لفترة العشر سنوات القادمة لتتمتع بتحقيق الوفورات التى تحققها والتى تم تحديدها بعد تبنى هذا الإطار. وبين العربى أنه انتهز هذه الفرصة ليعرب عن عن سعادته باهتمام المجلس بالدول العربية التى لا ترتبط بأى من مشاريع الربط الكهربائى العربى القائمة، هذا الذى تابعه المكتب التنفيذى من خلال اللجنة التى شكلها لزيارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية فى يونيو من العام الماضى والتعرف على منظومة الربط الكهربائية بها والخطط المستقبلية لقطاع الطاقة الموريتانى، لقد أعدت اللجنة تقريرا يتضمن العديد من الاستنتاجات والاقتراحات معروضة على المجلس ليتخذ بشأنها القرار المناسب. وأبدى العربى انبهاره من الجهد الكبير الذى بذله المجلس بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات المعنية للارتقاء بقطاع الكهرباء فى منطقتنا العربية، وحرصه على عدم إغفال ما يجرى حولنا من تطورات من المحيط إلى الخليج من خلال التكليفات والتوجيه بإصدار مطبوعات وإعلان موقف عربى موحد تجاه قضايا بعينها.