انتهت أعمال الترميم والصيانة التي أجريت لمبنى فندق كتراكت الأثري بأسوان تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، بهدف إعادته إلى أصوله الأثرية من جديد. قال الدكتورمصطفى أمين - الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار - إن الفندق عاد إلى ما كان عليه بعد أكبر وأهم عملية ترميم أنقذته من الانهيار. ونوّه إلى أن قرار إعادة ترميم الفندق وتطويره جاء في العام 2008، حيث تم إغلاق الفندق تمامًا واستمرت أعمال التجديد لمدة ثلاث سنوات كاملة شهد خلالها عملاً شاقًا وتحديًا كبيرًا لإعادته كواجهة لمدينة أسوان، مؤكدا أن مشروع الترميم اعتمد على الوثائق التاريخية والسجلات الموثقة للمبنى الأثري لإعادته إلى أصوله الأثرية. ولفت إلى أن المبنى الأثري موثقًا ومسجلًا منذ التسعينيات من القرن الماضي، مضيفا أن الفندق يعد من أهم معالم المدينة ومن أعرق 10 فنادق تاريخية حول العالم لتفرده بالموقع والتراث والمعمار، بالإضافة إلى ما تمت إضافته إلى الفندق من إمكانيات حديثة وتقنيات تعطيه خدمات الحداثة مع الاحتفاظ بعبق التاريخ فيه وهو التحدي الأهم لأعمال تطوير الفندق. وبدوره، قال محسن سيد على - رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية - إن أعمال الترميم شملت جميع أجزاء المبنى وتدعيم الأسقف الخشبية والقباب التي تزين المطعم الشرقي الملحق بالفندق. وأضاف أن الترميم شمل إجراء صيانة دقيقة (وفق تعبير الأثريين) لجميع زخارف الجدران والعقود بالقاعة الرئيسية والمطعم الشرقي بالإضافة إلى ترميم النوافذ الأرابيسك والأفاريز الجصية التي تزين النوافذ والجدران الداخلية للمطعم الشرقي وجميع الواجهات الأثرية للفندق وإعادتها إلى لونها الأصلي، مشيرًا إلى أن الفندق الأثري يتكون من طابقين ويتميز بواجهة على الطراز الفيكتوري تأثرًا بالطابع المعماري الانجليزي بينما تتميز العمارة الداخلية للفندق بالطابع الإسلامي ويتمثل في القباب الإسلامية وفن الأرابيسك والزجاج المعشق والنوافذ الجصية. يشار إلى أن فندق "كتراكت" التاريخي شيد على صخرة جرانيتية ضخمة تطل على النيل وتم افتتاحه لأول مرة في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1899 وكان من أهم من أقام في هذا الفندق التاريخي السير وينستون تشرشيل، وأغاخان الثالث، وقيصر روسيا نيكولاس الثاني، والملك فاروق، والكاتبة الشهيرة أجاثا كريستي والتي كتبت قصتها الشهيرة "جريمة على ضفاف النيل" من شرفتها في الفندق.