قال علماء من أستراليا إن أجنة نوع من السلاحف تتواصل مع بعضها وهي لا تزال في بيضها وإن ذلك يحث السلاحف التي تأخر نموها على تسريع النمو حتى تفقس من بيضها بالتزامن مع أقرانها في نفس العش وحتى تغادر عشها بشكل جماعي، مما يقلل المخاطر التي تتعرض لها في الطبيعة أثناء توجهها للماء الذي تجد فيه ملاذا آمنا. رجح الباحثون أن تلعب نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون دورًا في هذا التواصل. تقوم السلاحف من النوع الذي يتميز بطول الرأس بدفن بيضها في البر مثل غيرها من السلاحف وتترك مهمة إنضاجه للفقس لطاقة الشمس، مما يجعل درجة حرارة الطبقات العليا من العش أعلى بنسبة تصل إلى 6% عن الطبقات السفلى، وهو ما يؤدي إلى نضوج البيض الموجود في الطبقات العليا أسرع بشكل واضح من البيض في الطبقات السفلى، حيث تلعب درجة الحرارة دورا حاسما في نمو السلاحف، ومع ذلك فإن العلماء لاحظوا أن نسل السلاحف في كل عش يخرج لسطح الأرض في وقت واحد. قام الباحثون خلال التجارب بصيد إناث سلاحف خصبت بالفعل من الذكور، وعملوا على تسريع عملية البيض لدى بعض السلاحف من خلال حقن هذه السلاحف بحقنة هورمون، فحصلوا بذلك على 20 بيضة، ثم قسّموا البيض إلى مجموعتين، ونمت نصف السلاحف لمدة 7 أيام في درجة حرارة 30 درجة مئوية والنصف الآخر خلال 7 أيام أيضا في درجة حرارة 26 درجة مئوية، ثم جمع بيض المجموعتين مع بعضه مرة أخرى وعرض لنفس درجة الحرارة في الفترة الباقية، وقاس الباحثون خلال هذه الفترة المتبقية على الفقس معدل ضربات القلب وإنتاج ثاني أكسيد الكربون لدى الأجنة لاستقراء سرعة نموها. تبين للباحثين أن أجنة السلاحف التي نمت في البداية في درجة حرارة أقل مما أدى إلى تأخر نموها نسبيًا عجلت نموها في المرحلة الأخيرة حيث تسارعت ضربات القلب وازدادت سرعة عملية الأيض لديها مما أدى إلى تعجيل نموها فوق المعدل الطبيعي، لتفقس بشكل متزامن مع أقرانها التي نمت أسرع في درجة حرارة أعلى ثم حدث الفقس في نفس الوقت تقريبا.