في تطور علمي كبير أعلن مؤتمر الجمعية الأوروبية السنوي لأمراض القلب بأمستردام بحضور 30 ألف طبيب متخصص من كل أنحاء العالم، والذي بدأ فاعلياته يوم 30 أغسطس واختتم أمس الخميس 5 سبتمبر، عن توصله لعلاجات وأساليب متطورة لأمراض القلب المستعصية، وعلى رأسها علاج اضطراب نبض القلب والمعروف "بالتذبذب الأذيني" للقلب الذي يصيب 5٪ من شعوب العالم بما فيهم مصر وتزداد نسبته إلى 20٪ كلما تقدم العمر. ويعد هذا المرض هو الأخطر فهو بمثابة مصنع لإنتاج الجلطات التي تنتشر في الجسم ويأتي أخطرها جلطة المخ مما يسبب السكتة الدماغية التي ترتفع نسبتها بين مرضى التذبذب الأذيني 5 أضعاف المرضى العاديين، كما تتسبب بحدوث حالات الوفاة بنسبة 50٪، حيث أعلن المؤتمر عن علاج جديد يمكن تناوله بالفم للوقاية من جلطات المخ وعلاجها، بالإضافة لعلاج التجلط الوريدي الذي يتسبب في وفاة شخص كل 37 ثانية عالميًا. وأوضح الدكتور محمد صبحي، أستاذ أمراض القلب بكلية طب جامعة الإسكندرية أن مضادات التجلط الجديدة تعد قفزة علمية جديدة في العلاج والوقاية من السكتات الدماغية بسبب الذبذبة الأذينية، وجلطة الرئة والساق نظرًا لأن مفعولها أكيد ولا تحتاج إلى تحاليل ولا تتأثر بالطعام كما كان الأمر في الأدوية التقليدية. وأشار أيضًا إلى التطور الجديد لاستخدام دعامات القلب التي تختفي من جسم الإنسان خلال 24 شهرًا، حيث تأخذ شكل الشريان وحركته وتفاعله، مما يقضي على مشكلة التجلط فوق الدعامة، كما أن المريض يمكنه إجراء فحص الرنين المغنطيسي الذي كان لا يمكن إجراؤه من قبل بالدعامات التقليدية. وأضاف أن المؤتمر قدم علاجًا جديدًا لضغط الدم المرتفع المقاوم للأدوية باستخدام قسطرة الضغط فيتم الشفاء منه خلال 3 شهور، وتركيب صمام الأوروطى المصنع بالقسطرة بدون عملية جراحية ومغادرة المريض بعد يومين، وعلاج هبوط عضلة القلب بتركيب جهاز تحت الجلد مما يزيد كهرباء القلب 30٪ فيتم علاج الهبوط وبمساعدة الأدوية. ويقول الدكتور عادل الأتربي أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية الطب بجامعة عين شمس إن مؤتمر هذا العام قدم استخدام القسطرة عن طريق اليد بدلاً من القدم حيث أثبت أنه أقل مخاطر كما أنه يقلل مدة إقامة المريض فى المستشفى. وأشار إلى إحصائية هامة أعلنها المؤتمر تؤكد أن عدد أطباء القلب بالنسبة للمواطنين تختلف من دولة إلى أخرى وأظهرت أنه في إنجلترا يوجد 15 طبيب قلب لكل مليون، بينما في اليونان 250 طبيبًا لكل مليون، وفي مصر يوجد 170 طبيبًا لكل مليون مواطن. ومن جانبه أوضح الدكتور حسام قنديل أستاذ أمراض القلب كلية طب قصر العيني، أن بحثه بجامعة ماك ماسترز بكندا باسم بيور استدى قدم هذا العام أكد أن الإقلال من ملح الطعام لا يصلح على العموم لكافة المجتمعات، مشيرًا إلى أنه قد يكون الملح لبعض الناس غير ضار، وقد يترتب على خفضه ضرر. كما أن بحثًا جديدًا باسم ريجاردز قدم في المؤتمر أكد أن خفض ضغط الدم لكبار السن فوق 55 عامًا يجنبهم مخاطر ومضاعفات أمراض القلب ويقلل نسبة حدوث وفيات القلب. ومن ناحية أخرى قدم الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب العالمي فيلمًا مدته 45 دقيقة عن مركز أسوان للقلب حضره رموز أطباء القلب في أوروبا وأمريكا ولاقى نجاحًا كبيرًا، وذلك بهدف دعم المركز ليستمر في تقديم العلاج مجانًا. كما قدم طبيبان مصريان هما سامح القفاص ووليد عمار أبحاثًا تم نشرها بالمؤتمر عن مرض الشرايين التاجية وطرق تشخيصها وعلاجها.