مباحث مديرية شمال سيناء عادت من جديد إلى أسلوب أمن الدولة المنحل، واقتحموا المنازل وغرف النوم قبل الفجر لمواطنين مسالمين، مستخدمين كل الأساليب التي لا يقرها قانون ولا دين دون أى مبرر.. كان من المفترض أن يقدروا حجم التغيير الذى حدث بعد الثورة، لكنهم عادوا أكثر شراسة ملثمين ومقنعين. يقول الدكتور حسين المالح - رئيس جمعية باحثى سيناء للتنمية -: أمتلك 4 شالهيات على شاطئ البحر بمدينة العريش، وفى تمام الساعة الثانية صباح يوم السادس عشر من شهر نوفمبر استيقظت مذهولا على أصوات تكسير وأصوات غريبة، ثم فوجئت بقوة أمنية تهاجمنى وتدفع الباب بقوة وتصوب نحوى مصابيح كهربائية وأشخاص يرفعون عليّ السلاح الآلى وأانا على سرير النوم، وبعد فترة وجيزة ركزت فيمن حولى فوجئت العشرات من الملثمين والمقنعين، حينئذ شعرت بالذعر بما رايته، وقلت لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن رجال أمن، قلت لهم: حرام عليكوا أنا أستاذ جامعى ولا يصح ما تفعلونه، قالوا لى: اخرس. واضاف أن ما حدث معى هو تصرف همجى وغير منطقى، وليس له أى مبرر من رجال مباحث مديرية أمن شمال سيناء، وفى النهاية سالونى عن عيد - وهو مواطن يستأجر منى الشاليه في الدور الأول - هل يسكن معك؟ قلت لهم: إنه يسكن في الدور الأول وتركوا المكان دون حتى اعتذار بعد أن القوا القبض على عيد. وفي واقعة أخري يروي عيد أبوملحوس - من أبناء الشيخ زويد -: بعد منتصف الليل استيقظت على سماع أصوات دربكة في العمارة وسمعت صوت طلق نارى، مما أفزغنى فخرجت إلى الباب وعندما حاولت فتح الباب فوجئت بمن يقوم بكسر الباب بكل قوة وقاموا برفع السلاح في وجهى، ولم أر سوى رجال ملثمين ومقنعين باقنعة سوداء قاموا بسبّى بالفاظ غير لائقة وقذفوا بي في سيارة مصفحة، واقتادونى إلى مقر مديرية أمن شمال سيناء، وظللت في المديرية حتى الظهر دون أي استجواب أضاف أبوملحوس: "لقد وجدت العشرات معى في المديرية، وكانوا بنفس ظروفى، حيث تم اعتقالهم بصورة إرهابية وتم اقتيادهم بعد أن تم القبض عليهم واقتحام منازلهم وقد تعرضت إلى الإهانة على يد مباحث المديرية وكاننا في العهد الماضى -عهد أمن الدولة- الذى هو السبب في كل ما يحدث في سيناء. من جهة أخري تظاهرت القوى السياسية فى شمال سيناء بمظاهرة منددة بعودة أمن الدولة إلى سيناء مرة اخرى واعتقال المواطنيين بصورة عشوائية شارك فى المظاهرة أكثر من خمسة آلاف مواطن من أبناء سيناء، وأصدروا بيانا أعلنوا فيه استنكارهم للأحداث التى تمر بها شمال سيناء ورفضهم بشدة الأسلوب الهمجى الذى يتعامل به الأمن فى سيناء من اقتحام للمنازل ليلا وإشهار السلاح فى وجه الأهالى وبث الرعب لدى الأطفال والنساء والشيوخ وترويع وإرهاب المواطنين الأمنين فى بيوتهم، وهو ما يعيد للأذهان ممارسات أمن الدولة المنحل. وطالب البيان بسرعة الإفراج عن غير المدانين، مع سرعة مواجهة الانفلات الأمنى حتي لا تشيع الفوضي.