اكد علي خامنئي المرشد الاعلى لجمهورية ايران الاسلامية، اليوم الاربعاء، ان تدخلا عسكريا اميركيا ضد سوريا "سيكون كارثة على المنطقة"، وقال خامنئي في لقاء مع اعضاء الحكومة ان "التدخل الاميركي سيكون كارثة للمنطقة"، موضحا ان "المنطقة برميل بارود ولا يمكننا التكهن بالمستقبل" في حال وجهت ضربة عسكرية الى سوريا، كما افاد التلفزيون الحكومي. ويقع تصريح خامنئي بين ما قال به الجنرال مسعود جزايري، مساعد رئيس مكتب الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، من تصريحات نارية، بأن الهجوم على سوريا يعد خطا أحمر، وبين التصريحات المعتدلة للرئيس الجديد حسن روحاني. وتقف ايران على مفترق طرق ازاء ما يجب ان تفعله تجاه اي هجوم عسكري ضد سورية اذ تخلصت ايران، بحيادها الظاهري وتعاونها الحقيقي مع الولاياتالمتحدة الاميركية، من عدوين لدودين لها، حركة طالبان في افغانستان وصدام حسين في العراق، فماذا تفعل ايران من اجل حليفها الاستراتيجي والركن الاساسي فيما تصفه بمحور المقاومة في المنطقة؟ . هل تتخذ ايران سياسة مماثلة ازاء اي ضربات عسكرية تشنها الولاياتالمتحدة وحلفائها ضد سورية؟، وهل يستطيع روحاني بمساعدة المحافظين المعتدلين واليمينيين البراغماتيين ان يهمش اليمين المتشدد في السلطة كي لا يجر ايران الى الوقوف الى جانب بشار الاسد؟، هل يمكن إبعاد فيلق القدس الذي له قوات ومستشارون في سورية عن الحرب المقبلة؟، وهل يتوقف التعاون الامني والاستخباري والعسكري بين طهران ودمشق؟ . لقد صرح القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري، سبتمبر الماضي ردا على سؤال حول موقف ايران ازاء تعرض سورية لهجوم عسكري بوجود اتفاق امني بين طهران ودمشق بالقول "هذا الامر خاضع للظروف، لا يمكن ان اقول حاليا جازماً ان ايران ستساند سورية عسكريا اذا تعرضت سورية لضربة عسكرية، فالامر يتبع الظروف". ويبدو ان الكلام النهائي هو للمرشد الاعلى خامنئي الذي سيتخذ موقفه على ضوء ما يسمعه من العسكريين والمدنيين في اعلى مراتب السلطة، اذا من المتوقع الا تتدخل ايران في الحرب المحتملة ضد سورية مباشرة، ولكن من المحتمل ان تعمل ايران على تشجيع حزب الله اللبناني ليشن هجمات ضد قوات ال "ناتو"، بل وحتى ضد اسرائيل، لحرف الامور عن مجراها. كما ستقوم، اذا ادت الحرب ضد نظام بشار الاسد الى سقوطه، بدعم المقاومة التي ستتشكل ضد قوات "ناتو" والاميركيين. ويذكر أن ايران تتبع عادة سياسة استراتيجية قائمة على الاختراق الطائفي والحروب بالنيابة ضد اعداءها، وهذا ما شاهدناه ضد اسرائيل خلال العقود الثلاثة الماضية التي خاض حزب الله خلالها عدة حروب ضد اسرائيل بالسلاح الايراني وبالنيابة عن النظام الايراني.