أطلق الجيش الإسرائيلي صفحة بالعربية على «فيس بوك»، وقرأت أنه يريدها أن تكون مصدر معلومات عن جيش الدفاع الإسرائيلي لا مجرد وسيلة "بروباغندا". أول كذبة هي جيش الدفاع الإسرائيلي، فهو جيش الهجوم، ثم إنه ليس جيشاً لأنه لا يمثل دولة بل إشاعة أو كذبة اسمها إسرائيل قامت في فلسطين بقوة السلاح، وليس لها أصل إطلاقاً في تاريخ الشرق الأوسط أو جغرافيته. يستطيع الموقع أن يبدأ بقضايا «بسيطة» مثل استمرار منع الطلاب من قطاع غزة من الالتحاق بجامعات الضفة الغربية، وعندي أسماء وصور إذا شاء الموقع يستطيع نشرها ليتأكد الناس من أنه خبر وليس دعاية، أو هو يتحدث عن الحصار «الأخلاقي» على القطاع كله وتحويله إلى معسكر اعتقال نازي. ويستطيع الموقع أن ينشر صور 1500 قاصر فلسطيني (دون الخامسة عشرة) قتلهم جيش الدفاع المزعوم والمستوطنون منذ 29/9/2001، ثم إن هناك عشرة آلاف فلسطيني في سجون اسرائيل، وقد يبدأ الموقع حملة ليخطف الفلسطينيون عشرة جنود وليقايضوا كل واحد منهم بألف سجين، إذ يبدو أن هذه الطريقة الوحيدة لإطلاق سراح بضع مئة امرأة وقاصر فلسطيني في معسكرات النازيين الجدد الإسرائيليين. وبما أن بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء أو رئيس العصابة، فالموقع قد ينقل آخر تصريحاته مثل بناء ألفي وحدة سكنية في ضواحي القدس لأنه «حق» لإسرائيل. أقول إن اسرائيل لا حق لها في الوجود أصلاً، فهي في أرض كلها فلسطين، وعندما قَبِلَ الفلسطينيون 22 في المئة فقط من أرضهم وقبلنا معهم، أخذت حكومة الجريمة تزيد من بناء المستوطنات والوحدات السكنية لتُدمر أي أمل في السلام وقيام دولتي فلسطين وإسرائيل جنباً الى جنب. اليوم إسرائيل في عزلة حول العالم وليس لها سوى الكونغرس الأميركي، الذي يضم ممثلين عن إسرائيل يضحّون كل يوم بمصالح بلادهم لأن اللوبي اشتراهم ووضعهم في جيبه. في الأممالمتحدة رأيت دول العالم تنتصر لفلسطين، وفي اليونسكو قبل أيام صوتت هذه الدول على منح فلسطين عضوية كاملة. وقرار الولاياتالمتحدة وقف إسهامها في اليونسكو يعتبر كسباً إضافياً لأن دولة تؤيد جرائم إسرائيل لا تستحق العضوية. أعتقد أن نصف الناس حول العالم يؤيدون الفلسطينيين، وأن نصفهم الآخر يكره ما تمثل إسرائيل من عنصرية وجرائم حرب واحتلال، ولكن أترك لموقع جيش الجريمة أن يدرس الوضع وينشر معلومات لا دعاية عنها. اليوم كل من يدافع عن إسرائيل لا يقنع أحداً وإنما يدين نفسه، وكنت قرأت مقالاً في «لوس انجليس تايمز» عنوانه «إسرائيل حليف حقيقي للولايات المتحدة»، ووجدت أن كاتبيه هما روبرت بلاك ووالتر سلوكومب، والأول من يمين السياسة الأميركية بدءاً بهنري كيسنجر وانتهاء ببول بريمر والاحتلال الذي قتل مليون عراقي، والثاني عمل مستشاراً لسلطة الاحتلال نفسها، ما يلغي أي صدقية لهما. مع ذلك، ربما استعان جيش الجريمة بشهادة هذين المتطرفين اللذين يحتاجان الى مَنْ يشهد لهما، فالناس مثلي لا يمكن أن يقبلوا مزاعم مسؤولين في حرب زُورت أسبابها عمداً وكانت إسرائيلية ونفطية، وقتل فيها حوالى خمسة آلاف شاب أميركي خدمة لدولة عنصرية لا مكان لها في أسرة دول العالم. لا أدري إذا كان موقع جيش الجريمة سيعرض الصاروخ الذي أطلقته إسرائيل وقرأنا أنه يستطيع حمل رأس نووي، أو إذا كان سينقل تفاصيل الخلاف بين حكومة إسرائيل ومجرم الحرب مائير داغان، رئيس الموساد السابق ومساعد آرييل شارون قبل ذلك في قطاع غزة حيث قتل فلسطينيين بسيف ياباني كان سلاحه المفضل، حتى مجرم الحرب النازي المستوى داغان لم يتحمل كذب نتانياهو ووزرائه مثل أفيغدور ليبرمان وإيهود باراك ويوفال ستاينتز، وهناك ملاسنة مستمرة حول إيران، وهل توجّه إسرائيل ضربة إلى منشآتها النووية. كلهم يكذب لأنهم يمثلون الكذبة التي قامت على أنقاض فلسطين، وموقع جيش الدفاع المزعوم سيكذب بدوره لأنه لا يملك سوى الكذب دفاعاً عن جريمة القرن.