يعقد حاليا المونولوجست محمود عزب جلسات عمل مع المنتج محمد فوزى للاستقرار على ملامح مسلسل بعنوان "إن كنت تروستى" الذى يعرض قصة حياة الفنان الراحل استيفان روستى فى ثلاثين حلقة. ومن المقرر أن يبدأ تصوير المسلسل فى شهر ديسمبر المقبل لعرضه خلال شهر رمضان المقبل، وهو من تأليف عادل سلامة ويشارك فى بطولته عبد العزيز مخيون ومنة فضالى وهنا شيحة ويجرى حاليًا ترشيح بقية الفنانين الآخرين الذين سيشاركون فى بطولته. يأتي العمل في الإعداد لمسلسل "إن كنت تروستي" في ظل اقتراب ذكرى ميلاد الفنان استيفان روستي الذى ولد فى 16 نوفمبر 1891 ورحل عن عالمنا في مايو عام 1964 ولم يكن فى جيبه سوى 7 جنيهات. اشتهر روستي باسم "الشرير الضاحك"... وأطلق عليه النقاد "شرير الكوميديا"، وشارك جميع الفنانين فى تلك الفترة ومنهم يوسف وهبى وأنور وجدى وليلى مراد ونجيب الريحانى وأم كلثوم وحسين رياض وحسن فايق وفردوس محمد وميمى شكيب وعبد السلام النابلسى ومحمود المليجى. وقدم روستى طوال مشواره الفنى حوالى 380 فيلمًا سينمائيًا من تمثيل وإخراج وتأليف، استطاع فيها أن يقدم أداء تمثيليًا فريدًا من نوعه لم يقلد فيه أحدًا ولم يتمكن أحد من تقليده، وبرز فى أدوار الشر الجميل والكوميديا حتى أصبح ألمع وأظرف أشرار السينما المصرية. وترك روستي بصماته الواضحة ولمساته المتفردة ذات النكهة الخاصة على شخصيات من نوعية "النذل، الانتهازى، المنافق، القواد" ولا أحد يستطيع أن ينسى جمله المأثورة فى أفلامه مثل (نشنت يا فالح، والنبى صعبان عليا، مرحب يا دنجل، مشروب البنت المهذبة). وتنوع عمله فى السينما حيث كتب القصة والسيناريو لأفلام كثيرة أهمها البحر بيضحك مع أمين عطا الله سنة 1928، وقام بإخراج فيلم صاحب السعادة كشكش بيه سنة 1931 لنجيب الريحانى، وكانت القصة والسيناريو من إعداد بديع خيرى ونجيب الريحانى واستيفان روستى واستمرت مسيرته الفنية حتى عام 1964، حيث اشترك بالتمثيل خلال هذا العام فى ثلاثة أفلام هى الحقيبة السوداء وآخر شقاوة وحكاية نصف الليل الذى عرض بعد وفاته. ولد استيفان روستى من أب نمساوى يعمل سفيرًا للنمسا فى القاهرة، وأم إيطالية عاشت فى مصر وعندما ترك والده العمل السياسى ورغب فى العودة إلى بلاده رفضت الأم الرحيل معه وقررت البقاء مع ابنها فى مصر، وحتى تهرب من محاولة والده لخطفه اختفت مع ابنها استيفان وهربت به إلى الإسكندرية وعاشا فى منطقة رأس التين والتى التحق استيفان بإحدى المدارس فيها. وأثناء دراسته ظهرت موهبة التمثيل لديه حتى إنه عندما كان تلميذًا بمدرسة رأس التين الثانوية حذره المدرس من الاستمرار فى عمله ممثلاً إلا أنه رفض بدعوى أنه لا يستطيع البعد عن التمثيل. انتهى الأمر بفصله من المدرسة فتقدم إلى مصلحة البريد ليعمل "بوسطجى" وتم قبوله واستلم عمله، وقبل مضى ثمانية أيام على تعيينه جاء إلى مصلحة البريد تقرير من المدرسة الثانوية بأن استيفان يعمل ممثلاً وقت أن كانت النظرة إلى التمثيل والفن محرمة لدى البعض ويعتبرها الناس من الأمور "المعيبة"، فما كان من مصلحة البريد إلا أن طردته، وعندما وجد استيفان نفسه بلا عمل وما يحصل عليه من التمثيل لا يكفيه هو ووالدته قرر السفر إلى إيطاليا بحثا عن عمل ولدراسة التمثيل هناك. وفى إيطاليا أتاحت له الظروف أن يعمل مترجمًا، ومن خلال عمله التقى بكبار النجوم هناك وكان يتردد على المسرح الإيطالى وأتيحت له فرصة ممارسة السينما عمليا هناك، فعمل ممثلاً ومساعدًا فى الإخراج ومستشارًا فنيًا لشؤون وعادات وتقاليد الشرق العربى للشركات السينمائية الإيطالية التى تنتج أفلامًا عن الشرق والمغرب العربى . سافر استيفان إلى فرنسا وعمل فى السينما هناك ومن باريس سافر إلى فيينا ليشارك فى إحدى الروايات المسرحية. وفى عام 1924 عاد إلى مصر وأمام صعوبات الحياة تزوجت أمه فيما بعد من أحد الإيطاليين، فبدأت متاعب استيفان فقرر أن يهجر البيت واتجه إلى العمل المسرحى، حيث طلب مقابلة عزيزعيد ليمنحه فرصة، وفوجئ "عيد" صاحب الفرقة بشاب يقف أمامه ويجيد الفرنسية والإيطالية بطلاقة فقرر أن يلحقه بفرقته. انضم بعدها إلى فرقة نجيب الريحانى وقام بدور حاج بابا فى رواية "العشرة الطيبة" فى كازينو دى بارى الذى تحول فيما بعد إلى ستديو مصر، ثم عمل بعد ذلك فى فرقة يوسف وهبى ووصل إلى القمة، كما قام بتعريب العديد من الروايات لفرقة يوسف وهبى والتى حققت نجاحًا كبيرًا فى ذلك الوقت.