فى مشهد رمضانى يعكس تصاعد درجة التكافل الإجتماعى بين المصريين رغم سطوة الأزمة المالية، امتلأت شوارع مصر وميادينها على عادة المصريين ب "موائد الرحمن" وهى موائد إفطار جماعية مجانية يقيمها المصريون تقرباً إلى الله ومحبة فى الله والوطن، ومساعدة الفقراء وأخذ ثواب إفطار صائم. وتقام موائد الرحمن عادة داخل المساجد أو بجوار العقارات أو فى مناطق واسعة حيث يتولى القائمون عليها إعداد الوجبات الغذائية الجاهزة فى انتظار من يتناولها عند أذان المغرب موعد الإفطار فى شهر رمضان. وفى حى "الحسين" – تلك المنطقة الشعبية الشهيرة - تجولت كاميرا "المشهد" بين هذه الموائد التى يقيمها غالبا أصحاب المحلات فهناك تقام عدة موائد منها مائدة الحاج "عادل عبد الدايم" وهو وكيل محلات القماش فى حى الحسين. قال مالك المائدة: "إن الهدف من المائدة التى يقيمها الأن هو محبة في الله ورغبة في رحمته ومودة للشعب المصرى، وإن مائدة الرحمن ليست مقتصرة على أهالى المنطقة فقط حيث أشار إلى أنه فى شهر رمضان يوجد محبة وتراحم وكرم متبادل بين الصائم ومالك المائدة ".. اكد الحاج عادل ان اصحاب المائدة هم من يقومون بتجهيز الطعام والمائدة يقول "ده شرف لينا وفيه نوع من التراحم وكل واحد فينا يتمنى ياخذ ثواب افطار صائم ". واكد ان الاحداث الجاريه تحدث نوعا من التوتر والقلق فى هذا الشهر المبارك وانه يوجد اقبال على المائدة يختلف عن كل سنة . اكد هانى المشرف على المائدة انه يتم تقديم اكثر من 200وجبة يوميا يستفيد منها اكثر من 200صائم ، بالاضافة الى حوالى 100وجبة ترسل الى العائلات الفقيرة . ومن جانبه استبعد هانى ان تقل اعداد موائد الرحمن خلال شهر رمضان الجارى عنه فى الاعوام الماضية رغم الازمة المالية، مشيرا الى ان المحسنين يقيمون هذه الموائد كل عام بصرف النظر عن الوضع الاقتصادى . واشار الى انه يتم تقديم الوجبات المكونة من اللحوم او الدواجن والارز والخضراوات. وتابع انه يتم تقديم البلح والعصير وخاصة انهم يفضلون ان يبدأوا إفطارهم بتناول البلح والعصير . واضاف مالك المائدة ان الاشخاص الذين تعودوا على ممارسة الاعمال الخيرية لا يهتمون كثيرا لحساب الارباح والخسائر هذا العام لكنهم يهتمون كثيرا بإرضاء الجانب الدينى لديهم . واوضح ان كل العاملين فى المائدة التى ينظمها يبذلون قصارى جهدهم لإرضاء الصائم وخدمة الفقراء الذين ياتون الى المائدة لتناول الافطار مجانا .