قالت "الدعوة السلفية" إنها حاولت قدر طاقتها الوصول إلى حل سلمي للأزمة السياسية الحالية عن طريق التعجيل بالانتخابات البرلمانية أو إقالة الحكومة، وازداد أملها في ذلك بعد "بيان القوات المسلحة" الذي حضَّ الجميع على سرعة الوصول إلى توافق قبل 30يوينو. وأكدت الدعوة السلفية أن احتمالات الصدام بين القوى السياسية في 30يونيو وشيك، وهو متى حدث فسيكون قتال فتنة لا يدري القاتل فيما قتل، ولا المقتول فيما قُتل؟! حيث يرى فريق أنه يدافع عن شرعية رئيس، مع أن من هو أعلى منه شرعية يجب عليه متى خرج الناس عليه أن يستمع إليهم ويزيل شبهتهم، كما نص العلماء في حكم البغاة الخارجين على الإمام. كما يخرج فريق آخر يرى أن له مطالب مشروعة تتعلق بوعود انتخابية وأحوال معيشية لم تفِ الحكومة الحالية بها، مع أنه يمكن تغيير الحكومة من خلال الانتخابات البرلمانية القادمة، وفي ذات الوقت يستثمر البعض هذه المطالب المشروعة لإظهار عداوته للدين! وزاد من خطورة الموقف: خطاب تخوين متبادل وتوعد بعنف لم يَبذل كل فريق جهده في التبرؤ الكافي منه، وتلويح بتكفير لا يجوز في حق مسلم لمجرد خلاف سياسي، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا) (متفق عليه)، وقال: (إِذا قالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ: يَا كَافِرُ فَهو كَقَتْلِهِ، وَلَعْنُ المُؤمِنِ كَقَتْلِهِ) (رواه الطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني). وهذا هو وضع الفتنة التي أمرنا أن نفر منها؛ فحرمة المسلم عند الله عظيمة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ ومالهُ وَعرضه) (رواه مسلم)، وقال: (لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا) (رواه البخاري)، وقال: (لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ) (رواه مسلم).