روبرت جوردان: أتوقع حدوث مفاجآت إذا أصبح نايف ملكًا توقعت مصادر سعودية حدوث تغييرات كبيرة على الحكومة السعودية في حالة اختيار الأمير نايف "وليا للعهد" ومن أبرز هذه التغييرات إسناد منصب وزارة الدفاع والطيران للأمير سلمان بن عبد العزيز بالإضافة إلى منصب نائب رئيس الوزراء ووزارة الداخلية للأمير أحمد بن عبدالعزيز بينما يتم إسناد إمارة منطقة الرياض للأمير خالد الفيصل. واذا صحت هذه التكهنات فهذا يعني أن الأمير نايف سيكون وليًا للعهد بدون أي مناصب وزارية وهي سابقة تحدث للمرة الأولى في تاريخ المملكة. واستبعدت المصادر لجوء الملك عبد الله إلى هيئة "البيعة" لحسم منصب ولي العهد لأن نظام البيعة غير ملزم للملك الحالي لكنه ملزم للملك المقبل. لكن مصادر أخرى ترجح أن يقوم الملك عبدالله بدعوة هيئة البيعة للاجتماع والتأكيد على اختيار أخيه نايف لمنصب ولي العهد رغبة منه في الحصول على إجماع داخل الأسرة يمكن أن يحد من الخلافات المستقبلية على اختياراته. وفي سياق متصل توقع روبرت جوردان سفير الولاياتالمتحدة في الرياض من عام 2001 الى 2003 حدوث مفاجآت إذا أصبح الأمير نايف ولي العهد الحالي ملكا على السعودية في حالة وفاة الملك عبد الله الذي يعاني من مرض عضال. وقال جوردان "يجب أن نضع في اعتبارنا أن الملك عبد الله حين أصبح وليا للعهد كان ينظر اليه بنفس الطريقة التي ينظر بها الى الأمير نايف وهي أنه متدين جدًا وغير موال للغرب لكن تبين فيما بعد انه إصلاحي". وأكد جوردان أنه يعرف الأمير نايف جيدًا ويعرف ابنه محمد الذي يشغل منصب نائب وزير الداخلية وهو أكثر مرونة من والده وقد تحدث بعض المفاجآت إذا تولى نايف عرش المملكة. وقي تقرير لها قالت وكالة "رويترز" للأنباء إن وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز تسلط الضوء على نظام البيعة الذي أنشأه الملك عبدالله عاهل السعودية عام 2006 حتى يضمن الاستقرار في المملكة. وقال طراد العامري المحلل السياسي في السعودية ان استقرار السعودية "بات أهم من أي وقت مضى لأن الدول المحيطة بها تتداعى وميزان القوى في الشرق الأوسط يتغير. وفي العام الحالي سقط زعماء مصر وليبيا وتونس بينما يواجه رئيسا سوريا واليمن انتفاضتين وعلى النقيض ما تزال السعودية مستقرة نسبيًا لكن هيئة البيعة التي أنشأتها منذ خمس سنوات لم تتخذ قرارًا بشأن اي خلافة حتى الآن. وفيما مضى كان الملك وعدد من الأمراء ذوي النفوذ يقررون من سيصبح وليًا للعهد سرًا. وقال أسعد الشملان أستاذ العلوم السياسية بالرياض "اختيار ولي العهد سيجري بشكل منظم... المرجعية ستكون تصويت هيئة البيعة. أعتقد أن من المرجح أن يجري اختيار الامير نايف. اذا أصبح وليا للعهد لا أتوقع أن يكون هناك تغيير فوري كبير". والملك عبد الله في الثمانينات من عمره وخضع لجراحة بالظهر في الرياض الاثنين. وظهر في وقت لاحق على شاشة التلفزيون السعودي في صحة جيدة فيما يبدو ويتجاذب أطراف الحديث مع أمراء حول سريره بالمستشفى. واضطلع الامير نايف بدور أبرز في السنوات القليلة الماضية فكان ينوب عن الملك وولي العهد عند غيابهما عن المملكة للعلاج. وحين أجرى الملك عبد الله الجراحة الاسبوع الماضي حل الأمير نايف محله في الاجتماع الاسبوعي للحكومة وعندما وصل زعماء مسلمون الى مكة العام الماضي لاداء فريضة الحج استقبلهم الامير نايف في المطار. وأزعج ظهور الأمير نايف، بوصفه العضو الأنشط بالأسرة الحاكمة، السعوديين الليبراليين لما عرف عنه من ميل للاتجاه المحافظ وارتباطه بصلات وثيقة برجال الدين الاقوياء. لكن ربما حين يصبح الامير نايف ملكًا سيتجه نحو نظام سياسي توافقي مما يعني أن تستمر عملية الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية البطيئة التي بدأها الملك عبد الله. وتبدو عملية الخلافة داخل أسرة آل سعود غامضة لمن يراقبها من الخارج. لكن وراء أبواب قصور الرياض يصوغ أبرز الأمراء في الأسرة المكونة من آلاف الأعضاء الخطوات التالية في منافسة معقدة على الحكم. وفي اختلاف عن الانظمة الملكية الاوروبية فإن خط الخلافة الملكية لا ينتقل مباشرة من الاب الى اكبر ابنائه وانما ينتقل بين مجموعة من الاخوة ابناء الملك عبد العزيز آل سعود الذي توفي عام 1953. وحتى الآن أصبح خمسة من الاخوة ملوكًا، ولا يزال نحو 20 على قيد الحياة لكن قلة من هؤلاء يمثلون مرشحين واقعيين لحكم البلاد التي شهدت مولد الاسلام منذ اكثر من 14 قرنًا. وتم تجاوز البعض بالفعل او تخلوا عن المطالبة بالحكم. وتضم هيئة البيعة في عضويتها 34 أميرًا يمثل كل منهم عائلة ابن من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود ويستطيع كل منهم الادلاء بصوته لاختيار وريث العرش القادم. وسيرشح الملك عبد الله ولياً جديداً للعهد حتى يوافقوا عليه لكن الهيئة تتمتع بصلاحية رفض اختياره لصالح مرشحها هي. ويقول خالد المعينا الصحفي بجريدة "اراب نيوز" التي تصدر باللغة الانجليزية قبل وفاة الامير سلطان ببضعة ايام "سار النظام جيدًا فيما مضى لكن هناك تحديات جديدة". وأضاف "لكنها ستسير بسلاسة حتى بعد عشر سنوات. هذه من العلامات المميزة لأسرة آل سعود". ويعتقد أن الكتلة الاقوى في صفوف الأسرة الحاكمة تتكون من ابناء الملك عبد العزيز آل سعود الذين أنجبتهم زوجته حصة بنت احمد السديري. ويشمل هؤلاء الملك فهد والأمير سلطان والأمير نايف والأمير سلمان أمير الرياض. لكن الكثير من المحللين يتساءلون ماذا سيحدث حين تنتقل الخلافة من ابناء الملك عبد العزيز الى أحد أحفاده. وربما لا يتخذ هذا القرار لعشر سنوات او اكثر لكن مراقبين يرون ظهور مجموعة من المنافسين الاكثر جدارة بالحكم فيما يبدو من ابناء عمومتهم. ولا توجد قواعد رسمية تحدد كيفية انتقال الخلافة من جيل الى جيل سوى من خلال هيئة البيعة. لكن أي مرشح سيحتاج الى دعم واسع النطاق من الأسرة فضلاً عن سجل قوي من الخبرة السياسية. وقد يشير هذا الى أحد احفاد الملك عبد العزيز من ابناء زوجته حصة السديري مثل الامير محمد ابن الملك فهد امير المنطقة الشرقية والامير خالد ابن الامير سلطان وهو نائب وزير الدفاع وقاد القوات السعودية خلال حرب الخليج عام 1991 او الامير محمد ابن الامير نايف الذي لعب دوراً في وقف عمليات تنظيم القاعدة في السعودية منذ ست سنوات بوصفه مساعداً لوزير الداخلية. ومن بين المرشحين المحتملين في الجيل الثالث من أسرة آل سعود الامير خالد الفيصل ابن الملك الراحل فيصل وأمير منطقة مكة وهذا أحد المناصب المرموقة في البلاد. وورث الامير متعب بن عبد الله ابن الملك الحالي عن والده منصب رئيس الحرس الوطني السعودي وهو وحدة عسكرية منفصلة عن القوات المسلحة ووظيفتها الحماية من خطر الانقلابات.