"إذا سيطر السلفيون سيموت الشعر والشاعر معًا"، هكذا بدأ الناقد د.عبد المنعم تليمة حديثه عن ديوان "الصحراء حديقة الله القديمة" للشاعر عبد العزيز موافي، في الندوة التي عُقدت بمقر حزب "التجمع"، مساء أمس، وأدارها الشاعر حلمي سالم وشارك فيها الناقد شريف رزق. وأضاف تليمة ان "ديوان موافي أُسس على بنية تاريخية في جوهرها، متكئا على تداخل الفنون والأنواع الأدبية، ومعتمدا على لغة شعرية استفادت من المعجم الشعري التراثي، سواء الديني بدءا من القرآن والتفاسير، أو الشعري، بدءا من امرؤ القيس حتى أمل دنقل وفؤاد حداد". وأكد تليمة، أن موافي "واجه الصحراء والذاكرة الرملية، والتشدد الوهابي، بلغة انتقلت من المستوى التقريري إلى المستويات المجازية والتصويرية، وجاء نصه بنية كلية واحدة، تتكون من مجموعة من الوحدات الصغيرة". ورأى الناقد شريف رزق أن الديوان "أشبه بمعلقة من القصيد النثري"، مشددا على أن "الصحراء ليست مكانا فقط وإنما ثقافة تقابل ثقافة الحضر، وأن المجتمع المصري يواجه زحفا وهابيا، صحراويا، منذ قدوم العمالة المصرية في سبعينات القرن الماضي". وأشار رزق إلى البعد الصوفي المسيطر على الديوان، والذي يقدمه الشاعر كواجهة لغوية في مواجهة التطرف، مستعينا بقصيدة النثر "الحداثية" في مقابل "القصيدة العمودية" الصحراوية.